تقارير وتحقيقات

جعلت عائلة القنفود من بيتها الفسيح في منطقة الساحل الشمالي بمدينة أصيلة في شمال المغرب دارا للضيافة ومنتجعا سياحيا، لكن بمقاييس ريفية متواضعة. يضم (منتجع الساحل للضيافة)، الذي تبلغ مساحته الإجمالية ثلاثة هكتارات، فناء كبيرا يطل على مناظر طبيعية خلابة، وغرفتي مبيت وغرفة استقبال ومطبخ وأماكن لصف السيارات وأخرى خاصة بألعاب الأطفال. ويقول داوود القنفود أحد مالكي المنتجع لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "قمنا بتحويل منزلنا الذي نعيش به إلى دار للضيافة، وكانت الفكرة نابعة من إخوتي الخمسة، حيث اقترحت إحدى أخواتنا أن ننتقل من مدينة طنجة حيث كنا نعمل ونعيش ونستقر في منزلنا بريف أصيلة ونبدأ مشروعا يدر علينا دخلا حتى ولو كان بسيطا". وأضاف "بما أنني مهتم بالقطاع السياحي، حيث كنت أرافق بعض السياح القادمين إلى المنطقة، تكونت لدي فكرة ورغبة في الغوص في هذا المجال، وبعد أن قمنا بإنشاء هذا المشروع، أصبحت أكثر تقربا من السياح سواء أجانب أو مغاربة". المشروع الذي تأسس منذ عامين تقريبا قال عنه القنفود إنه ما زال في طور النمو. وتابع قائلا "نعتمد على إمكانيات بسيطة ومواد أساسية محلية تميز المنطقة، وما ساعدنا أكثر مساحة البيت الشاسعة والمطلة على منظر خلاب، غير أن غرف المبيت غير كافية، خاصة وأن معظم زوارنا القادمين من مناطق بعيدة من المغرب يفضلون المبيت، ولا نتوفر إلى على غرفتين وغرفة استقبال". تقدم أسرة القنفود للزوار وجبة فطور تقليدية بوصفات محلية، بينما تحتاج وجبة الغذاء إلى حجز مسبق. وقال القنفود "يتصل الزبون بنا قبل قدومه ويطلب ما يشتهيه للغذاء ونقوم بتحضيره بعناية. من بين الأطباق التي نقدم في الغذاء الدجاج البلدي واللحم والأسماك، وكلها وجبات تحضر بمطبخ الدار". مروة القنفود شقيقة داوود والمكلفة بالشؤون الإدارية للمنتجع، قالت لوكالة أنباء العالم العربي "يحتوي الدار على أغراس متنوعة تضفي جمالية على المكان، ونقوم بالاعتناء بها بشكل شبه يومي، فضلا عن أننا نعتمد أساسا على الفلاحة (الزراعة) الموسمية بالمنطقة، وجميع الأطباق التي نقدمها لزوارنا تعتمد على الخضر الموسمية". وأضافت مروة "لقد مكن هذا المشروع البسيط من تشغيل عدد من نساء وشباب القرية، بحيث تقوم بعض النساء بالمساعدة في المطبخ بينما تبيع لنا أخريات منتجات محلية، ويساعد بعض الشباب في التسوق وتجهيز وتزيين المكان". ومع تفضيل غالبية زوار المنتجع المبيت، وجدت عائلة القنفود نفسها أمام مشكلة تتعلق بالخصوصية في أماكن المبيت. ومضت مروة تقول "نحن الآن بصدد البحث عن دعم من جهات معنية لتوفير غرف إضافية، عدا ذلك فالمكان فسيح بما يكفي لجلوس الزوار ولعب الأطفال وحتى بالنسبة لركن (صف) السيارات هناك مساحة ملائمة لذلك". \* تنمية السياحة المستدامة تلعب المنتجعات السياحية القروية دورا مهما في تنمية السياحة المستدامة في المغرب، وتقدم هذه المناطق فرصا للسياح للاستمتاع بالطبيعة والثقافة الأصيلة للمجتمعات القروية. وتوفر هذه المنتجعات تجارب فريدة من نوعها، مثل الإقامة في منازل تقليدية محلية والمشاركة في الأنشطة اليومية للمجتمعات المحلية، مما يساعد على تعزيز الاقتصاد المحلي والحفاظ على التراث الثقافي. وقال المدير السابق للمجلس الإقليمي للسياحة بمدينة ورزازات في جنوب المغرب الزوبير بوحوت "المنتجعات السياحية أو دور الضيافة التي تكون في الغالب عبارة عن ضيعات بالأرياف، هي منتج إضافي ومكمل للمؤسسات السياحية القائمة بالمغرب". وأضاف "المغرب معروف بتنوعه الطبيعي، والسائح حين قدومه للمغرب غالبا ما ينزل بالمطارات في المدن الكبرى، غير أن المدارات السياحية (لوحات تعرّف بالأماكن الثقافية والتاريخية في المدن) هي ما تدفع السائح إلى اكتشاف مناظر المغرب العميق أو مناظر بعيدة عما هو حضاري". وتابع قائلا "من هذا المنطلق جاءت فكرة إنشاء دور الضيافة، بحيث حاول بعض سكان القرى في البداية تهيئة سكن لاستقبال الزوار، وأنشأ آخرون مشاريع صغيرة تكمن أهميتها في توفير دخل إضافي لعائلات كانت تعيش من عائدات مزارعهم المحلية، وساهمت في الحد من الهجرة القروية خاصة في فترات تغير المناخ وسنوات الجفاف". وقال بوحوت إن هذه المنتجعات تحتاج إلى المزيد من التسويق. ومضى يقول "معظمها تعرف عليها زوارها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، عدا ذلك فهي مؤسسات صغيرة في طور النمو تخلق رواجا اقتصاديا وتعطي تجربة جديدة للزبائن". ![08bda37b-6442-4369-a440-23ea2f903885.jpg](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/08bda37b_6442_4369_a440_23ea2f903885_252bc75a3f.jpg)
جذب جناح يعكس ملامح الحارة المصرية القديمة ويحمل اسم "حارة نجيب محفوظ" اهتمام رواد الدورة الثالثة والثلاثين لمعرض أبوظبي للكتاب، التي تختتم فعالياتها في الخامس من مايو أيار الجاري. تحل مصر ضيف شرف لهذه الدورة، التي انطلقت في 29 أبريل نيسان الماضي، كأول دولة عربية يتم اختيارها وفق هذا التقليد بعد دول عديدة من آسيا وأوروبا وأميركا اللاتينية، كما جرى اختيار الروائي المصري الراحل الحائز على جائزة نوبل ضيف شرف لهذه الدورة. وقال هيثم الحاج علي، أستاذ الأدب المعاصر بجامعة حلوان وأحد من تولوا إعداد وتجهيز جناح حارة نجيب محفوظ، "أردنا خلق معادل بصري يجذب الشباب ويقرب إليهم عالم محفوظ، ورأينا أن الحارة هي أفضل تمثيل لهذا العالم، فمن خلالها انطلق لتجسيد الصراع البشري وتناول الأسئلة الكبرى". شغل الحاج علي لعدة سنوات موقع رئيس الهيئة العامة للكتاب المنظمة لمعرض القاهرة للكتاب، وتم تكليفه بالمشاركة في إعداد وتجهيز برنامج الندوات المصاحب لخطة معرض أبوظبي للكتاب في الاحتفال بمحفوظ. واستقبل معرض أبوظبي في دورة هذا العام 1350 ناشرا من 90 دولة، منهم 140 دارا تشارك للمرة الأولى، بالإضافة إلى أكثر من 375 عارضا محليا، كما يشهد أكثر من 2000 فعالية تشمل مختلف الحقول الثقافية والمعرفية. ### \* حارة الحرافيش شدت حارة محفوظ انتباه المئات من زوار المعرض على اختلاف أعمارهم، حيث يتجمع رواد المعرض أمام الديكور المجسد للحارة بغرض التقاط الصور التذكارية ونشر لقطات لها على مواقع التواصل الاجتماعي. وتقول عائشة الفحام (13 عاما)، وهي طالبة بإحدى مدارس اللغات "جئت مع طالبات المدرسة خصيصا لزيارة الحارة بعد أن شاهدت بعض المقاطع التي تم بثها لأجزاء منها عبر إنستغرام وتيك توك". وأضافت "أعرف القليل عن نجيب محفوظ  بفضل مهرجان تحدي القراءة، لكني لم أقرأ له أبدا". وأشارت إلى أن بعض كتبه موجودة بين كتب والدها، وهو سوري من حلب يعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات. ![3bd1ece2-6dec-458b-ab2f-e19e8ded36ce.jpg](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/3bd1ece2_6dec_458b_ab2f_e19e8ded36ce_00eca18e4e.jpg) المصدر: AWP - عبارة "لا أحذركم إلا من عدو واحد، هو اليأس" للأديب المصري الراحل نجيب محفوظ محفورة على مدخل الجناح الخاص به في معرض أبوظبي للكتاب والذي تحل مصر ضيف شرف لدورته الثالثة والثلاثين (3 مايو أيار 2024) ويشير الحاج علي إلى أن فريق معرض أبوظبي للكتاب ابتكر فكرة الحارة وطورها، وقال "يماثل الديكور في إبرازه للمشربيات عمارة البيوت الفاطمية والمملوكية، لكن من حيث الارتفاع يماثل البيوت الخليجية القديمة، وذلك لخلق مساحة من التواصل والتقاطع بين المفردات المعمارية في البيئتين". وفي وقت سابق، أكد رئيس مركز أبوظبي للغة العربية علي بن تميم في بيان حرص المركز على الاحتفاء بالرموز الثقافية المؤثرة على مستوى العالم العربي، والتي حفرت في وجدان المجتمع  وذاكرته الكثير من الملامح المهمة وقادت إلى تشكيل وعي جيل بأكمله، فضلا عن دورها في تعزيز مكانة اللغة العربية، معتبرا أن محفوظ يتربع على رأس قائمة هؤلاء. ينظم المعرض حوالي 13 جلسة ما بين جلسات حوارية وطاولة مستديرة حول عوالم محفوظ وأدبه، تبحث في أعماله التي كانت مرآة للتاريخ والمجتمع. ويوضح الحاج علي، المكلف بالإشراف على البرنامج الثقافي للاحتفال بمحفوظ داخل معرض أبوظبي للكتاب، أن تجسيد حارة محفوظ داخل المعرض جسّد مفارقة مهمة، حيث أن المبنى من الخارج يمثل النموذج التراثي في حين يبدو أقرب في الداخل إلى فن التجهيز المعاصر من حيث المزج بين وسائط بصرية وسمعية متعددة تستعمل كلها لتقريب عالم الروائي المصري الراحل لزوار المعرض من العرب والأجانب على اختلاف أعمارهم. ### \* نقطة مركزية لاحظ الحاج علي أن الآلاف من رواد المعرض، لا سيما الشباب، يحرصون على التقاط الصور التذكارية وبث مقاطع الفيديو للاحتفاظ بها كذكرى لهم. واختتم حديثه قائلا "تساهم الصور ومقاطع الفيديو في تقريب عالم محفوظ وإعادة إنتاج عالمه في وسائط جديدة، ومثل كافة المؤلفين الكلاسيكيين هناك حاجة متواصلة لاكتشافه والعودة إليه". ويرى خيري دومة أستاذ اللغة العربية بجامعة القاهرة أن فكرة ديكور الحارة تبدو تقليدية أمام الكثيرين، لكنها أدت غرضها في لفت انتباه رواد المعرض إلى الحضور الرمزي لمحفوظ بحيث أصبحت هي النقطة المركزية التي يعود لها رواد المعرض. بدوره، يقول الصحفي زين العابدين خيري الذي شارك في إعداد المحتوى لديكور الحارة "الفكرة الرئيسية هي جذب الشباب للتعرف على محفوظ، وحين بحثنا في المؤلفات النقدية حوله وجدنا أن الحارة لها قيمة رمزية كاشفة لعالمه". ![f5bcf587-807c-454d-97c3-39ed7c8b51e3.jpg](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/f5bcf587_807c_454d_97c3_39ed7c8b51e3_abf85b8c28.jpg) المصدر: AWP - اقتباس"ولكن.. آفة حارتنا النسيان" للأديب المصري الراحل نجيب محفوظ من روايته الشهيرة "أولاد حارتنا" محفورة على مدخل الجناح الخاص به في معرض أبوظبي للكتاب والذي تحل مصر ضيف شرف لدورته الثالثة والثلاثين (3 مايو أيار 2024) يتضمن البرنامج الثقافي حول محفوظ جلسات نوعية، مثل "أحفاد نجيب" و"الأثر" و"محفوظ في عيون العالم" و"حرافيش نجيب محفوظ". ويكشف خيري عن أن جناح حارة محفوظ يضم ثلاث غرف بمحتويات مختلفة، قائلا "عند ابتكار مفهوم للمحتوى، قمنا باستغلال دلالة الثلاثية في إنتاجه الأدبي الأشهر وأصبح لدينا ثلاثية الأدب التي تضم رواياته ‘بين القصرين‘ و‘قصر الشوق‘ و‘السكرية‘". وتابع "كما توجد ثلاثية تمثل انتقاله من الرواية التاريخية ثم الواقعية وصولا إلى روايات المرحلة الفلسفية ثم الثلاثية الأخيرة التي تضم خلاصته الإنسانية وتشمل أعمال مثل ‘أصداء السيرة الذاتية‘، ‘أحلام فترة النقاهة‘، وأخيرا ‘الأحلام الأخيرة‘".   ويشير الصحفي إلى أن الجناح تتصدره أشهر المقولات الشائعة من رواياته، والتي تستعمل بكثرة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها "آفة حارتنا النسيان". كما يعرض جناح محفوظ  مجموعة من الصور النادرة لكواليس الأعمال السينمائية المأخوذة عن أعماله من أرشيف المصور محمود بكر، بالإضافة إلى ذلك يقوم الفنان أحمد نوفل خلال أيام المعرض بالعمل على تنفيذ حائط غرافيتي يمثل الروايات التاريخية لمحفوظ. وتنتهي الحارة بجزء يحاكي مقهى الفيشاوي الشهير في حي خان الخليلي بالقاهرة، والذي كان من بين المقاهي المفضلة لدى محفوظ.

إصابات الرشح والحرارة والسعال في سوريا.. متحور كورونا الجديد أم إنفلونزا عادية؟

في أواخر العام الماضي، عاد الحديث بقوة عن فيروس كورونا مع إعلان منظمة الصحة العالمية عن انتشار المتحور الجديد (جيه.إن 1) وارتفاع معدلات الإصابة به في أنحاء العالم. وفي سوريا، تضاربت الأنباء عن انتشاره في البلاد بين مختلف الفئات العمرية وعن وجود أعداد من الوفيات، تلك الأنباء التي أثارت الخوف والفزع من تكرار تجربة كوفيد-19 القاسية ونفتها الحكومة السورية. وتحدث عضو اللجنة الاستشارية السورية لمكافحة فيروس كورونا الدكتور نبوغ العوا لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) فقال إن المتحور (أوميكرون جيه.إن 1) ظهر في البلاد منذ نحو ثلاثة أشهر وإنه يشكل 70% من الإصابات المنتشرة حاليا تحت مسمى (الكريب) أو (الإنفلونزا). وأكد العوا، وهو عميد سابق لكلية الطب البشري في جامعة الشام الخاصة، أنه ما من عائلة في سوريا إلا وشهدت إصابة، لكنها تعتقد أنها إصابة بالإنفلونزا العادية نظرا لتشابه الأعراض التي تتجلى بارتفاع درجة الحرارة وألم في الأجهزة التنفسية العلوية كالبلعوم واللوزتين والحلق مع سعال جاف يشتد خلال الليل. لكنه أشار إلى أن تأثير المتحور الجديد على الرئتين أقل من بعض السلالات الأخرى، وأن مضاعفاته على المصابين تختلف باختلاف درجة المناعة، وأكد أن من النادر أن تصل الإصابة إلى الرئة إلا لدى أصحاب المناعة الضعيفة كالمسنين ومرضى الربو. ولفت العوا إلى أن المتحور الجديد ينتقل عبر الرذاذ أو التعامل عن قرب مع المصاب، مضيفا "عدد الحالات زادت نتيجة إهمال قواعد وإجراءات الوقاية الشخصية وبسبب أماكن الازدحام ومنها الجوامع" التي شهدت حضور جموع كبيرة من المصلين خلال شهر رمضان. وقال إنه وثَّق بشكل شخصي حالتي وفاة فقط نتيجة وصول الفيروس إلى الرئة، نافيا ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي على لسانه من تسجيل 15 حالة وفاة بمتحور (جيه.إن 1) خلال أسبوعين. وحذَّر من تناول الدواء بشكل عشوائي، خاصة استخدام بعض المضادات الحيوية التي قال إنها تحد من مناعة الجسم وتقوّي الفيروس. ### \* نفي رسمي وقال الدكتور العوا "أكبر الدول التي تمتلك قطاعا صحيا حديثا ومتطورا وجدت صعوبة في مواجهة جائحة كورونا عام 2019، فكيف الحال في القطاع الصحي بسوريا في ظل العقوبات الاقتصادية والقسرية المفروضة عليه". من جهتها نفت وزارة الصحة السورية أنباء تواترت عبر صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي عن وفيات ناجمة عن فيروس كورونا "جملة وتفصيلًا". وقالت الوزارة في بيان نشرته الشهر الماضي إنها تتلقى يوميا تقارير عن الوضع الوبائي من مديريات الصحة، والتي تسلط الضوء على الحالات الصحية التي تمت مراجعتها في المرافق الطبية، وإن هذه التقارير تظهر استقرارا في منحنى الانتشار وشدة الأمراض. وأشار البيان إلى أنه من خلال الرصد والمتابعة، لم يظهر أي ارتفاع في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا، مع تسجيل حالات بسيطة تلقت العلاج في المنزل، دون تسجيل أي حالة وفاة. كما أكدت الوزارة أن حالات الإصابة بالإنفلونزا تتماشى مع الحدود الطبيعية. وتعليقا على نفي وزارة الصحة وجود أي حالات وفاة بالمتحور الجديد من كورونا قال الدكتور العوا "الوزارة السابقة أنكرت في عز انتشار جائحة كورونا عام 2019 وجود إصابات حينها... ومن بين آلاف الإصابات كانوا يقولون لدينا إصابة أو إصابتان فقط، وعلى ما يبدو أن الوزارة الحالية تمشي على خطاها". ### \* التجمع بالمساجد في رمضان مدير مستشفى المواساة في دمشق عصام الأمين صرَّح لوكالة أنباء العالم العربي بأنه تبين بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لعدد من المرضى الذين ترددوا على المستشفى أن البعض مصاب بالتهابات تنفسية شديدة وأن الأعراض الظاهرة عليهم تتماشى مع كورونا أو الفيروس المتحور، مشيرا إلى أن تجمع المصلين الكبير في المساجد خلال شهر رمضان ساهم في الانتشار. ولفت إلى أنه لا يمكن علاج تلك اﻷعراض بأدوية الرشح والإنفلونزا وإنما بمدعمات المناعة وفيتامين د وبعض المسكنات، مضيفا أن معظم حالات الإصابة كانت خفيفة، "كما حدثت حالات وفاة نادرة بسبب مشكلات صحية يعانيها المريض". ودعا الأهالي إلى الالتزام بسبل الوقاية اللازمة كعدم المصافحة واستخدام الكمامات والابتعاد عن الأماكن المزدحمة. وأضاف الأمين أنه لا يوجد دليل على أن متحور كورونا الجديد هو الأكثر خطورة بين الفيروسات الأخرى، لذلك في حال الإصابة به يمكن أن يجري العلاج في المنزل والشفاء خلال 15 يوما. وأكد "أغلب الحالات تتحسن بالراحة في المنزل وتناول مخفضات الحرارة البسيطة. حالات نادرة هي التي تخضع لبروتوكولات العلاج المعتادة". وصنفت منظمة الصحة العالمية الفيروس (جيه.إن 1) المتحورَ عن كورونا على أنه "متحور محل اهتمام"، جراء "انتشاره المتزايد بسرعة". وتُعرّف منظمة الصحة المتحورات "محل الاهتمام" بأنها السلالات المُقلِقة بما يكفي لتحفيز البلدان لإجراء بحوث وتحقيقات مكثفة حول المتحور وانتشاره مثل الدراسات المختبرية والفحوصات الميدانية. وأعلنت المنظمة عن ارتفاع معدل الإصابة بالمتحور الجديد في جميع أنحاء العالم، إذ ارتفع بنسبة 52% في الفترة من 20 نوفمبر تشرين الثاني 2023 إلى 17 ديسمبر كانون الأول من العام. ونصحت بأخذ اللقاحات لتفادي الإصابة وتخفيف الأعراض وطالبت بالعودة إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية مثل ارتداء الكمامات والتعقيم المستمر. ### \* الغذاء والرياضة تحدث الشاب معين أبو شاش (23 عاما) لوكالة أنباء العالم العربي عن تجربته مع المتحور الجديد والأعراض التي رافقت فترة إصابته به. قال إنه شعر بفقدان حاسة الشم وبالصداع واحتقان الأنف وأصيب بالحرارة والإجهاد، وأكد أن فترة التعافي كانت أطول من الإصابات السابقة. وعن صحته حاليا أجاب "أنا بخير وأمارس الرياضة يوميا، فالرياضة والأكل الصحي أيضا يغلبان المرض". وبإلحاح شديد، دعا أبو شاش السوريين إلى التصرف بمسؤولية عند الإحساس بأعراض المرض والالتزام بتجنب التقبيل عند المصافحة وتفادي الحضور في أماكن الازدحام، بالإضافة إلى الاعتناء بنوعية الغذاء حتى يتمكن الجسم من محاربة الأمراض والتغلب عليها. تتفق معه يارا عثمان (30 عاما) التي أكدت أيضا على ضرورة أخذ الانتشار السريع للمتحور (جيه.إن 1) على محمل الجد والعودة إلى الإجراءات الاحترازية خاصة ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي للحد من العدوى. في المقابل، يعتبر الرجل الأربعيني رضوان صالح أن كورونا ومتحوراتها "مجرد كذبة" تسعى إلى تشغيل شركات الأدوية. وأضاف "الناس لم يعودوا يتعاملون مع كورونا مثل بداياته قبل سنوات، وأصبحوا يعدونه نزلة برد موسمية".
لم يُطِق الفلسطينيّ عاهد أبو سعادة أن ينتظر طويلا؛ فقرر العودة إلى منزله في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس بقطاع غزة، على الرغم من الأضرار البالغة التي تعرّض لها بفعل القصف واحتراق مكوناته الداخلية. عشرة أيام كاملة ظل عاهد خلالها يعمل على إزالة الركام والتنظيف المبدئي، قبل أن ينقل عائلته التي كانت نازحة في مدينة رفح الفلسطينية إلى منزله المهدمة أجزاء منه. كان أبو سعادة قد نزح في الأيام الأولى للحرب إلى مدرسة قريبة تطلّ على شارع صلاح الدين؛ لكن بعد أن طلب الجيش الإسرائيلي إخلاء المدرسة، توجّه إلى مدرسة أخرى غرب خان يونس. تكرر الطلب، فانتقل عاهد إلى مستشفى ناصر، ثم اضطر للمغادرة إلى رفح بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي المستشفى. وتشهد بعض مناطق خان يونس، خصوصا الشرقيّة والجنوبيّة، عودة محدودة لسكانها على الرغم من غياب الخدمات الأساسية اللازمة للحياة اليوميّة في المحافظة التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي قبل نحو شهر. ويرى هؤلاء أن العيش وسط الركام أهون من العيش في الخيام في رفح ومواصي خان يونس. ويمهّد هؤلاء لعودتهم بالبحث عن مصادر المياه في بعض الآبار التي لم يجرّفها الجيش الإسرائيلي؛ كما يحاولون توفير مولّدات كهربائيّة لتشغيلها. ولا تخلو هذه العودة من المخاطر؛ فالقصف الجوي والمدفعي من جانب الجيش الإسرائيلي على أنحاء متفرقة في المدينة لم ينقطع بعد انسحابه؛ كما أنه لم يعلن السمّاح بعودة النازحين إلى المدينة. ### \* مخاطر جمّة في رفح، كان أبو سعادة قد تنقّل رفقة زوجته وأبنائه وأحفاده بين ثلاث مناطق داخل المدينة. كان ذلك يحمل مشقة كبيرة ويكلّفه مبالغ طائلة لنقل الخيام والأمتعة والمستلزمات، فضلا عن الافتقاد إلى أدني مقوّمات الحياة، وهو الأمر الذي دفعه إلى المجازفة واتخاذ قرار العودة. يدرك الرجل أن هذه العودة دون سماح الجيش الإسرائيلي بذلك تحمل مخاطر كبيرة تهدد حياة عائلته بأكملها؛ لكنه يرى أن الأكثر خطورة هو استمرار النزوح والتشتّت والقبول بهذا الواقع دون حراك. وقال أبو سعادة في حوار أجرته معه وكالة أنباء العالم العربي (AWP) "عشنا الأمرّين خلال النزوح، وكنّا ننتظر اللحظة التي ننتهي من هذه النكبة حتى انسحب الاحتلال؛ والآن، عُدنا نستند إلى بقايا الحوائط ونشتمّ رائحة حياتنا ما قبل الحرب؛ هذا أخفّ وطأة علينا من النزوح المميت". أضاف "كلّ العائلة لم تتردّد ولو للحظة واحدة عندما شاورتهم في العودة إلى المنزل، وكان خيارهم العودة مهما كانت صعوبات الحياة، وهذا ما كان. أتوقّع أن يحذو حذوي الكثيرون لاحقا". ![4827bddd-6f78-4885-b90b-0f69f9e24d74.jpg](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/4827bddd_6f78_4885_b90b_0f69f9e24d74_b3e2565a5d.jpg) المصدر: AWP - الفلسطيني عاهد أبو سعادة أثناء تنظيف الطابق الثالث في منزله المدمر في خان يونس بقطاع غزة وتبدو المباني الأخرى مهدّمة. الثلاثاء، 30 أبريل نيسان 2024 كان الرجل وزوجته جالسين في الطابق الثالث المهدمة جدرانه، ينظران إلى المباني والشوارع المدمّرة أمامهما؛ لكنهما قالا إن مأساة ما يشاهدانه ليل نهار أخفّ وطأة عليهما من مشاهدة الخيام والكثبان الرمليّة طوال تلك الأشهر. أشار الرجل إلى سقف منزله المخترق جراء القصف، وتحدث عن اضطراره إلى توفير المياه عبر نقلها من مصدر قريب، فضلا عن تجهيز الخبز على النار وإعداد الطعام بوسائل بدائية؛ لكن على الرغم من ذلك، فقد عبّر عن شعوره بالارتياح لأن طواقم متخصصة تعمل على توصيل المياه في الشارع الذي يسكنه. ### \* إصلاح بالإمكانات المتاحة وتشهد المنطقة جهودا متواصلة من قبل سلطة المياه الفلسطينية لإصلاح وصيانة ما يُمكن بالإمكانات المتاحة، بهدف توصيل المياه العذبة إلى خان يونس من الجانب الإسرائيلي، من أجل تسهيل حياة الفلسطينيين في حالة إذا ما سمح الجيش الإسرائيلي لهم بالعودة إلى المدينة. وقال محمد أبو جامع، المشرف بسلطة المياه، إنّ المرحلة الأولى من صيانة الخط الناقل للمياه من الجانب الإسرائيلي عبر المنطقة الحدوديّة إلى خان يونس أُنجزت قبل إتمام إصلاح الخط الناقل بين المدينة وبلدة بني سهيلا شرقها. وأوضح أنّ المرحلة الحالية تتعلق بتوصيل المياه للخطوط الرئيسية في البلدة من أجل توفير المياه في بعض الأحياء السكنيّة، على أن تُستكمل في بلدتيّ عبسان الكبيرة والجديدة لاحقا، مشيرا إلى ضخّ 300 كوب في الساعة كمرحلة تجريبية على أن تتضاعف هذه الكميّة بعد استكمال مراحل إصلاح الخطوط لاحقا. ![230e3543-b9c6-4564-9adb-4dd799d292ad.jpg](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/230e3543_b9c6_4564_9adb_4dd799d292ad_4966e545eb.jpg) المصدر: AWP - الفلسطيني عاهد أبو سعادة وزوجته واثنتان من بناته أثناء تنظيف الطابق الثالث في منزلهم المدمّر في خان يونس بقطاع غزة. الثلاثاء، 30 أبريل نيسان 2024 أضاف "تسير عمليّات إصلاح الخطوط الناقلة والرئيسة عبر شركة مقاولات محليّة؛ ويتم العمل بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي... حجم الدمار كبير للغاية ويحتاج جهودا غير مسبوقة". وعلى مقربة من المكان، تعمل آليات على إزالة أكوام كبيرة من ركام المباني من أحد الشوارع الرئيسة، في محاولة لفتحه أمام الفلسطينيين الراغبين في تفقّد منازلهم أو مناطق سكنهم وبحث إمكانية العودة إليها لاحقا. ويتكرّر مشهد فتح بعض الشوارع الرئيسية التي تُغلقها أكوام هائلة من الركام في خان يونس بجهود فرديّة وتطوعية، كون البلديات غير مخوّلة بالعمل خشية استهداف طواقمها. وأدت عمليّات القصف الجوي الإسرائيلية من حين لآخر على مناطق في خان يونس إلى مقتل وإصابة عدد من الفلسطينيين ممن كانوا يحاولون تفحّص إمكانية عودة الحياة في مناطقهم السكنية المدمّرة.

(فن الشارع).. كتاب يكشف أسباب انتشار موسيقى الراب في العالم العربي

على الرغم من الانتقادات التي تتعرض لها فرق موسيقى الراب على الصعيد العربي تحت زعم مسؤوليتها عن إفساد الذوق العام، فإنها تمكنت في المقابل من تحقيق جماهيرية واسعة معتمدة على قوة حضورها على مواقع التواصل الاجتماعي. ويشير التمثيل الواسع لمغني الراب في الفعاليات الكبرى إلى ما حققته تلك الفرق من نجاح، لكن هذا النجاح لم يكن كافيا لدفع الكتابات النقدية للتعامل مع تلك الظاهرة.  ويكتسب كتاب (فن الشارع.. حكايات عن كتابة الراب والموسيقى) أهمية في ظل سعيه لإيجاد الفكرة التي تقوم عليها تجارب مغني الراب، كل على حدة، وفي الوقت نفسه يعمل على تأصيل الظاهرة بقدر كبير من التيسير الهادف إلى تعريف الجمهور بتاريخها. يتناول الكتاب، الصادر عن دار صفصافة للنشر من تأليف الروائي سيد عبد الحميد، أسباب حضور موسيقى الراب على المنصات الإلكترونية وانعكاسها على الشارع في مصر، كما لا يغفل العوامل الاجتماعية والثقافية والسياسية التي عززت من انتشار هذه الموسيقى في مصر. كما يحاول الكتاب اكتشاف خريطة انتشار الراب في الدول العربية وعناصر الاختلاف والتشابه في كل بلد. ويحدد المؤلف موجات لموسيقى الراب، معتبرا أن الموجة الأولى امتدت من 2003 إلى 2007، جاءت الثانية بين 2009 و2014 مستفيدة من انتفاضة 2011 في مصر، وأخيرا الموجة الثالثة الممتدة إلى الآن وتتسم بانتشار ما يسمى بموسيقى التراب. ويرى المؤلف أن موسيقى الراب تمثل جزءا من ظاهرة ثقافية، لذلك لا يمكن فصل نصوصها عن تطورات المشهد الأدبي في مصر، واصفا هذا النوع من الموسيقى بأنه كتابة أدبية مغامرة تعتمد على عوامل موسيقية تسهم في خروجها في شكل نهائي كأغنية. ### \* واقع كابوسي يلاحظ عبد الحميد التقاطعات بين عالم موسيقى الراب باعتباره عالما خياليا مع الحياة الواقعية المفروضة بلا تمييز، فموسيقى الراب، على حد قوله، جاءت من موهوبين انبثقوا من الهامش ثم استوعبهم المتن نظرا لجسارتهم الإبداعية، لكنها تحمل كذلك إشارات إلى واقع كابوسي. ويقول عبد الحميد "موسيقى الراب هي الأكثر تعبيرا عن هؤلاء الشباب في صورتها المعقدة المحصورة ظاهريا في هجاء الآخرين والتفاخر المفرط بالذات، أو في صورة أعمق نحو محاولة الخروج من الاكتئاب أو نمطية التعبير عن الذات من قبل جيل نشأ في واقع متأزم". وأشار إلى أن اعتماد نصوص موسيقى الراب على تفاصيل حياتية شخصية يؤكد هذا الجانب باعتبارها محاولة تعبير عن أزمة الذات في تفاعلها مع المحيط العام، لذلك تحفل أيضا بهجاء لأعداء ربما لا وجود لهم في محاولة لتخطي حدود تلك الذات. وتشيع في أغاني الراب سمة الهجاء، حيث يقوم المغني بذم خصومه والحط من قدر منافسيه. ويشدد الكتاب على أن أحد أسباب شيوع موسيقى الراب في بلد ما تعود إلى رغبة من يقدمونه في تخطي مركزية العاصمة، وعلى الرغم من تنوع الخلفيات الطبقية لصناع هذه الموسيقى، فإن المؤلف يرى أن غالبيتهم يعبرون عن إيمانهم بتمثيل الطبقات المقهورة اجتماعيا، لذلك يعد نجاحهم الجماهيري نجاحا لأبناء تلك الطبقات المهمشة كافة.  وبحسب الكتاب، لا تنفصل موسيقى الراب عن الحياة الواقعية في أي مجتمع "لأن التجربة الحياتية للفرد تنعكس على نوعية ما يقدمه من فن، مع الوضع في الاعتبار أن مغنى الراب يسعى إلى التعبير عن شيء من التعدد في الشخصيات التي يعبر عنها، وهذه أحد جوانب الإغراء في اللعبة التي تقوم على تغيير الجلد". ويلاحظ عبد الحميد أن موسيقى الراب استحوذت على المشهد تماما، وانتقلت من الهامش إلى المتن وأصبحت المجرى الرئيسي في الموسيقى القائمة، وبالتالي سيطرت على الذوق العام وأصبح نجومها هم أبطال إعلانات العلامات التجارية الكبرى. ويشير المؤلف إلى أن أحد عناصر قوة موسيقى الراب تأتي من إيجابية جمهورها، قائلا إنه "جمهور فاعل قادر على توجيه المغني ونقده وتصويب خياراته الفنية وتطويرها طيلة الوقت، كما يفضل نجوم موسيقى الراب التوقف في لحظات متكررة، إما تعبيرا عن أزمة شخصية أو بسبب مشكلة تتعلق بالقدرة على التفاعل مع الجمهور".

خطة حكومية يمنية طموحة لإحياء زراعة وإنتاج البُن

لم يبد المزارع أحمد الشميري أي ندم على اقتلاع غرسة القات التي استنزفت قدراته ومن قبله والده وجده، ويقول إن البُن الحمادي الذي ينتجه منذ عامين له مردود أفضل بجهد أقل من القات الذي تتكلف زراعته الكثير على الرغم من إمكانية إنتاجه لأكثر من مرة في العام الواحد. تسلَّم الشميري شتلات البن المجانية وشبكة ري حديثة مقدمة من وزارة الزراعة تشجيعا لمبادرته في غرس شتلات البن بدلا من شجرة القات التي يتسع نطاق زراعتها كل يوم بسبب الوضع الاقتصادي المتردي في اليمن جراء الحرب الدائرة في البلاد منذ تسع سنوات. وفي ظل توجه متزايد لدى بعض المزارعين نحو اقتلاع نبات القات واستبداله بأشجار البن، قدمت الحكومة اليمنية نحو 50 ألف شتلة بن مجانية للمزارعين في محافظتي إب وتعز خلال الأعوام الخمسة الماضية. ووزعت وزارة الزراعة ومنظمات داعمة أخرى أكثر من 13 مليون شجرة بن في البلاد بشكل عام بهدف تشجيع زراعة البن الذي كان على مدار السنين رمزا للازدهار في اليمن. لكن زراعة البن في اليمن تراجعت على مدار السنوات وانخفض إنتاجه، وتقلصت حصته في السوق العالمية، قبل أن تبدأ محاولات في الآونة الأخيرة لإعادة إحياء البن اليمني. وأطلقت الحكومة اليمنية خططا طموحة لتوطين زراعة البن وزيادة إنتاجه. وتشمل هذه الخطط دعم المزارعين وتحديث تقنيات الزراعة وتحسين البنية التحتية وتطوير أنظمة الرقابة والتسويق. ويقول عبده حميد السروري، مدير عام الإدارة العامة والتعاون الدولي في وزارة الزراعة اليمنية، إن الوزارة تعمل على منح إنتاج البن اليمني نقلة نوعية رغم التحديات المتعددة التي تفرضها الحرب وتبعاتها. وأضاف أن تجاوب المزارعين وتفاعلهم ودعم الحكومة يعد دافعا رئيسيا للمضي قدما في استكمال المشاريع التي تضمنتها الخطة الحكومية الهادفة إلى إعادة البن اليمني للصدارة. ووضعت خطة لإعادة ترميم البنية التحتية الزراعية في المحافظات التي لم تعد تشهد مواجهات عسكرية، بهدف تخطي آثار الحرب التي تعرقل الكثير من المشاريع. وبحسب السروري، فإن الحكومة اعتمدت مشروع غرس مليون شتلة على مدار العام الحالي والعام القادم ضمن خطة توسعة زراعة وإنتاج البن، وتوزيعها على عشرة مواقع تزدهر فيها زراعة البن منذ زمن بعيد في محافظة تعز وحدها. كما كشف السروري عن خطة مشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) ووزارة الزراعة اليمنية تهدف إلى تحسين إنتاج البن والعسل اليمني ومحاصيل أخرى، وبدأ تنفيذها في عدد من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا اعتبارا من العام الحالي وحتى 2030. وأشار السروري، الذي يعمل ضمن لجنة مراجعة الخطة الأممية في اليمن، إلى أن الخطة تضمن إنشاء ألف خزان أرضي لحصد وتجميع وتخزين مياه الأمطار في مناطق إنتاج البن الخاضعة لسيطرة الحكومة. كما تضمنت الخطة الأممية زيادة إنتاج البن وتوزيع شبكة ري بتقنية التنقيط على مزارع البن، بالإضافة إلى اعتماد مشروع للإرشاد الزراعي يتكون من خبراء في زراعة البن ودراسة التربة ومعالجة الشوائب وتجويد إنتاج حبات البن بمقاييس عالمية، بحسب السروري. وأكد المسؤول اليمني أن نقص الإرشاد الزراعي في تجويد إنتاج البن من أهم التحديات التي رصدت حتى الآن. ### \* مركز وطني للبن قال المسؤول الحكومي إن وزارة الزراعة بصدد افتتاح مركز وطني للبن في العاصمة المؤقتة عدن ضمن الخطة الحكومية لتحسين جودة إنتاج البن. وسيتضمن المركز، المنتظر افتتاحه في وقت لاحق هذا العام، مختبرات للتربة ومحاصيل البن ومياه الري، كما سيضطلع بدور في الرقابة على استيراد البن من الخارج لتحديد جودته ونسبة الحموضة فيه من خلال فرق موزعة على المنافذ البرية والبحرية، بحسب السروري. وأضاف "المركز الوطني للبن سيقوم أيضا بفحص وتحديد جودة البن المنتج محليا، ودراسة كل نوع ووضع الشروط والمحددات للتصدير الخارجي، والإشراف على تصديره، والترويج لبيعه وتسويقه في دول الخليج وأوروبا". وضمن الخطة الحكومية التي تشرف عليها وزارة الزراعة، تخرج أكثر من 600 مرشد زراعي في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة، جميعهم متخصصون في زراعة وإنتاج البن بعد تلقيهم دورات تأهيلية. وحددت الخطة الحكومية الكلفة المالية لمكونات خطة تعزيز دور زراعة البن في تحسين الأمن الغذائي في الفترة من 2022 إلى 2027 بأكثر من 800 مليون دولار، وتهدف إلى زيادة مساحة زراعة البن إلى عشرة آلاف هكتار، وزيادة الإنتاج من 20 ألف طن سنويا إلى 100 ألف طن، وتحسين إدارة محصول البن على مستوى الحقول، وإدخال آلات حديثة في عملية الحصاد، ومراقبة إنتاجه وتصديره. وقال الباحث في الإنتاج الزراعي اليمني أحمد مبارك بشير لوكالة أنباء العالم العربي إنه أجرى دراسة نشرت العام الماضي حول الزراعة في اليمن وخلصت إلى أن البن اليمني يعد أعلى إنتاجا بنسبة 42 بالمئة مقارنة بالمنتجات الزراعية النقدية الأخرى مثل السمسم والقطن والتبغ والفول السوداني. وأوضح أنه خلال عام 2020 أنتج اليمن 20821 طنا من البن، مشيرا إلى أن الكمية المنتجة ما زالت ضئيلة وليست تنافسية على الرغم من وجود زيادة نسبية عن إنتاج البن اليمني عام 2014 والتي بلغت 19 ألف طن. ووصلت صادرات البن اليمني إلى أكثر من 44 ألف طن سنويا قبل ما يزيد على 60 عاما.

الأخبار

  • السبت، ٤ مايو ٢٠٢٤ في ١:١٣:٠٨ م
  • وفاة الشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحسن عن عمر ناهز 75 عاما

  • توفي يوم السبت الشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود عن عمر ناهز 75 عاما. ونعى رئيس الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية المستشار تركي آل الشيخ في تغريدة عبر حسابه بمنصة إكس وفاة الأمير بدر، وقدم العزاء لأسرته وأبنائه ولآل سعود والشعب السعودي. ولد الأمير بدر بن ع...

  • السبت، ٤ مايو ٢٠٢٤ في ١٠:٠٨:٣٣ ص
  • الفقر والصراعات يوقعان نساء وأطفالا ضحايا للاتجار في البشر في لبنان

  • في مفترق الطريق الواصل بين شارع بشارة الخوري ووسط المدينة في العاصمة اللبنانية بيروت، تنتشر مجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين خمس وعشر سنوات يعملون في التسول من المارة وقائدي السيارات. يقترب طفل يطلب مساعدته بالمال، ويعرف نفسه لمراسل وكالة أنباء العالم العربي (AWP) باسم خالد ويقول إن عمره سبع سنو...

الصور

اختيارات المحررين

  • السبت، ٤ مايو ٢٠٢٤ في ١٠:٠٨:٣٣ ص
  • الفقر والصراعات يوقعان نساء وأطفالا ضحايا للاتجار في البشر في لبنان

  • اقرأ المزيد
  • الجمعة، ٣ مايو ٢٠٢٤ في ٨:١٣:٠٩ ص
  • رئيسة طوارئ أطباء بلا حدود في السودان لـAWP: الوضع كارثي في مخيم زمزم ونخشى موسم الملاريا

  • اقرأ المزيد
  • الجمعة، ٣ مايو ٢٠٢٤ في ٨:١١:٠٩ ص
  • التشابه الموسيقي يجمع الصين ومنطقة سوس بجنوب المغرب

  • اقرأ المزيد
  • الخميس، ٢ مايو ٢٠٢٤ في ٩:٣٥:٣٧ م
  • أضواء مستوطنة نتساريم العالقة في ذاكرة أبناء غزة تضيء سماء نزوحهم

  • اقرأ المزيد
  • الخميس، ٢ مايو ٢٠٢٤ في ٤:١٥:٥٩ م
  • هل تلوح إسرائيل بسلاح المياه مجددا أمام تصريحات الأردن الغاضبة من حرب غزة؟

  • اقرأ المزيد
  • الأربعاء، ١ مايو ٢٠٢٤ في ١٠:٢٩:٣٩ م
  • عضو المكتب التنفيذي والهيئة القيادية (تقدم) لـAWP: تقسيم السودان واحد من 4 سيناريوهات وضعتها الحركة الإسلامية لتخرج من أزمتها

  • اقرأ المزيد