• عدن

  • الأربعاء، ١ مايو ٢٠٢٤ في ٤:٣٤:٥٧ ص
    آخر تحديث : الأربعاء، ١ مايو ٢٠٢٤ في ٤:٣٤ ص

خطة حكومية يمنية طموحة لإحياء زراعة وإنتاج البُن

(وكالة أنباء العالم العربي) - لم يبد المزارع أحمد الشميري أي ندم على اقتلاع غرسة القات التي استنزفت قدراته ومن قبله والده وجده، ويقول إن البُن الحمادي الذي ينتجه منذ عامين له مردود أفضل بجهد أقل من القات الذي تتكلف زراعته الكثير على الرغم من إمكانية إنتاجه لأكثر من مرة في العام الواحد.

تسلَّم الشميري شتلات البن المجانية وشبكة ري حديثة مقدمة من وزارة الزراعة تشجيعا لمبادرته في غرس شتلات البن بدلا من شجرة القات التي يتسع نطاق زراعتها كل يوم بسبب الوضع الاقتصادي المتردي في اليمن جراء الحرب الدائرة في البلاد منذ تسع سنوات.

وفي ظل توجه متزايد لدى بعض المزارعين نحو اقتلاع نبات القات واستبداله بأشجار البن، قدمت الحكومة اليمنية نحو 50 ألف شتلة بن مجانية للمزارعين في محافظتي إب وتعز خلال الأعوام الخمسة الماضية.

ووزعت وزارة الزراعة ومنظمات داعمة أخرى أكثر من 13 مليون شجرة بن في البلاد بشكل عام بهدف تشجيع زراعة البن الذي كان على مدار السنين رمزا للازدهار في اليمن.

لكن زراعة البن في اليمن تراجعت على مدار السنوات وانخفض إنتاجه، وتقلصت حصته في السوق العالمية، قبل أن تبدأ محاولات في الآونة الأخيرة لإعادة إحياء البن اليمني.

وأطلقت الحكومة اليمنية خططا طموحة لتوطين زراعة البن وزيادة إنتاجه. وتشمل هذه الخطط دعم المزارعين وتحديث تقنيات الزراعة وتحسين البنية التحتية وتطوير أنظمة الرقابة والتسويق.

ويقول عبده حميد السروري، مدير عام الإدارة العامة والتعاون الدولي في وزارة الزراعة اليمنية، إن الوزارة تعمل على منح إنتاج البن اليمني نقلة نوعية رغم التحديات المتعددة التي تفرضها الحرب وتبعاتها.

وأضاف أن تجاوب المزارعين وتفاعلهم ودعم الحكومة يعد دافعا رئيسيا للمضي قدما في استكمال المشاريع التي تضمنتها الخطة الحكومية الهادفة إلى إعادة البن اليمني للصدارة.

ووضعت خطة لإعادة ترميم البنية التحتية الزراعية في المحافظات التي لم تعد تشهد مواجهات عسكرية، بهدف تخطي آثار الحرب التي تعرقل الكثير من المشاريع.

وبحسب السروري، فإن الحكومة اعتمدت مشروع غرس مليون شتلة على مدار العام الحالي والعام القادم ضمن خطة توسعة زراعة وإنتاج البن، وتوزيعها على عشرة مواقع تزدهر فيها زراعة البن منذ زمن بعيد في محافظة تعز وحدها.

كما كشف السروري عن خطة مشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) ووزارة الزراعة اليمنية تهدف إلى تحسين إنتاج البن والعسل اليمني ومحاصيل أخرى، وبدأ تنفيذها في عدد من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا اعتبارا من العام الحالي وحتى 2030.

وأشار السروري، الذي يعمل ضمن لجنة مراجعة الخطة الأممية في اليمن، إلى أن الخطة تضمن إنشاء ألف خزان أرضي لحصد وتجميع وتخزين مياه الأمطار في مناطق إنتاج البن الخاضعة لسيطرة الحكومة.

كما تضمنت الخطة الأممية زيادة إنتاج البن وتوزيع شبكة ري بتقنية التنقيط على مزارع البن، بالإضافة إلى اعتماد مشروع للإرشاد الزراعي يتكون من خبراء في زراعة البن ودراسة التربة ومعالجة الشوائب وتجويد إنتاج حبات البن بمقاييس عالمية، بحسب السروري.

وأكد المسؤول اليمني أن نقص الإرشاد الزراعي في تجويد إنتاج البن من أهم التحديات التي رصدت حتى الآن.

* مركز وطني للبن

قال المسؤول الحكومي إن وزارة الزراعة بصدد افتتاح مركز وطني للبن في العاصمة المؤقتة عدن ضمن الخطة الحكومية لتحسين جودة إنتاج البن.

وسيتضمن المركز، المنتظر افتتاحه في وقت لاحق هذا العام، مختبرات للتربة ومحاصيل البن ومياه الري، كما سيضطلع بدور في الرقابة على استيراد البن من الخارج لتحديد جودته ونسبة الحموضة فيه من خلال فرق موزعة على المنافذ البرية والبحرية، بحسب السروري.

وأضاف "المركز الوطني للبن سيقوم أيضا بفحص وتحديد جودة البن المنتج محليا، ودراسة كل نوع ووضع الشروط والمحددات للتصدير الخارجي، والإشراف على تصديره، والترويج لبيعه وتسويقه في دول الخليج وأوروبا".

وضمن الخطة الحكومية التي تشرف عليها وزارة الزراعة، تخرج أكثر من 600 مرشد زراعي في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة، جميعهم متخصصون في زراعة وإنتاج البن بعد تلقيهم دورات تأهيلية.

وحددت الخطة الحكومية الكلفة المالية لمكونات خطة تعزيز دور زراعة البن في تحسين الأمن الغذائي في الفترة من 2022 إلى 2027 بأكثر من 800 مليون دولار، وتهدف إلى زيادة مساحة زراعة البن إلى عشرة آلاف هكتار، وزيادة الإنتاج من 20 ألف طن سنويا إلى 100 ألف طن، وتحسين إدارة محصول البن على مستوى الحقول، وإدخال آلات حديثة في عملية الحصاد، ومراقبة إنتاجه وتصديره.

وقال الباحث في الإنتاج الزراعي اليمني أحمد مبارك بشير لوكالة أنباء العالم العربي إنه أجرى دراسة نشرت العام الماضي حول الزراعة في اليمن وخلصت إلى أن البن اليمني يعد أعلى إنتاجا بنسبة 42 بالمئة مقارنة بالمنتجات الزراعية النقدية الأخرى مثل السمسم والقطن والتبغ والفول السوداني.

وأوضح أنه خلال عام 2020 أنتج اليمن 20821 طنا من البن، مشيرا إلى أن الكمية المنتجة ما زالت ضئيلة وليست تنافسية على الرغم من وجود زيادة نسبية عن إنتاج البن اليمني عام 2014 والتي بلغت 19 ألف طن. ووصلت صادرات البن اليمني إلى أكثر من 44 ألف طن سنويا قبل ما يزيد على 60 عاما.