• غزة

  • الخميس، ٢ مايو ٢٠٢٤ في ٥:٣٥:٣٧ م
    آخر تحديث : الخميس، ٢ مايو ٢٠٢٤ في ٥:٣٥ م

أضواء مستوطنة نتساريم العالقة في ذاكرة أبناء غزة تضيء سماء نزوحهم

(وكالة أنباء العالم العربي) - تولي إسرائيل اهتماما بالمحور المعروف باسم (الشهداء-نتساريم)، أو ممر نتساريم، في جنوب مدينة غزة، وحاولت كثيرا السيطرة عليه ونفذت ذلك بالفعل بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وارتبط اسم المحور الاستراتيجي بذاكرة الشعب الفلسطيني منذ عقود، إذ كان قريبا من موقع معركة داثن بين المسلمين والبيزنطيين قبل حوالي 1400 عام، كما شهد تفجير أول دبابة إسرائيلية من طراز ميركافا عام 2001 عقب اندلاع انتفاضة الأقصى، وفقا لمصادر فلسطينية.

وقال الفلسطيني محمد السيقلي لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "أعلم أن الصورة تبدو غريبة جدا لمن كان يعتقد أنها نقطة نهاية، لكن ها هي نتساريم تعود إلى الواجهة مرة أخرى، تلك المنطقة التي كنت أتمنى ألا أراها مجددا بعد أن تركتها إسرائيل عام 2005".

ووصف السيقلي المشهد من مكان نزوحه في مخيم النصيرات بقوله "أضواء المستوطنة تضيء الآن من جديد، تسرق الليل وتعيد ذكريات مؤلمة".

وأضاف "هل سنعود للحياة تحت سيطرتهم (الإسرائيليون) مرة أخرى؟ هل ستكون هذه العودة بداية لمزيد من الصراعات والمعاناة؟ أم مجرد كابوس سيمضي؟".

وقال المؤرخ الفلسطيني عبد الله كلبونة إن محور نتساريم شهد العديد من الأحداث التاريخية المهمة.

وأضاف "قطاع غزة تاريخيا كان ممرا للغزاة والفاتحين ودارت في المنطقة العديد من المعارك، وهو امتداد لمنطقة استراتيجية تاريخية في قطاع غزة وهي الدثة التي خاض المسلمون عليها قبل أكثر من 1400 عام معركة داثن في فترة الفتوحات الإسلامية... وكانت باكورة الفتوحات الإسلامية لبلاد الشام".

وتابع قائلا "عشرات الشهداء ومئات الجرحى قضوا في هذا المحور مع اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000، لذلك أطلق عليه اسم محور الشهداء. لذلك يسعى الاحتلال للسيطرة على هذا المحور".

وكانت نتساريم واحدة من المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة قبل انسحاب إسرائيل منه في 2005.

وقال الخبير العسكري المصري سمير فرج إن إسرائيل عندما بدأت حربها على قطاع غزة كان محور نتساريم نقطة استراتيجية لها لأنه الخط الذي سيمكنها من الاستمرار في عمليتها العسكرية.

وأضاف "خط نتساريم نقطة يتم من خلالها توجيه النازحين للجنوب، فهو خط مهم لاستكمال المعركة وكذلك للسيطرة على مرور النازحين من الشمال للجنوب".

ومضى يقول "حماس استهدفت ممر نتساريم لأن من أهم مطالبها عودة النازحين إلى الشمال لكي يدخل عناصرها أيضا إلى شمال القطاع مجددا، وهذا ما يفسر تراجع العمليات العسكرية في الشمال، لذلك هي تسعى للسماح لأكبر عدد ممكن من النازحين للعودة".

وسئل الخبير العسكري عما إذا كانت إسرائيل ستحاول استمرار فرض سيطرتها على ممر نتساريم بعد الحرب، فقال "حماس لن تسمح بسيطرة إسرائيل على هذا المحور، ومن أهم شروطها للدخول في أي صفقة الانسحاب (الإسرائيلي) من قطاع غزة، كما أنها طالبت برجوع النازحين للشمال".

وتابع قائلا "طالما الجيش الإسرائيلي موجود على محور نتساريم، لن يتمكن النازحون من العودة للشمال، لذلك حماس تدرك أهمية المحور والسيطرة عليه وضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي منه".

واتفق الخبير العسكري واصف عريقات على أهمية ممر نتساريم الاستراتيجية والعسكرية كونه يفصل شمال القطاع عن جنوبه ويمنع عودة النازحين إلى الشمال ويقيد حركة الفلسطينيين.

وقال "سيطرة الجيش الإسرائيلي على ممر نتساريم تؤثر على قدرة مقاتلي حماس على التواصل، ويؤمن عمليات الإنزال والتموين للجيش الإسرائيلي، كما يخدم الرصيف البحري الذي يتم بناؤه".

وأضاف "سيطرة إسرائيل على ممر نتساريم يؤسس لما تسعى له إسرائيل لإقامة حزام أمني بالشمال والجنوب ليسهل اجتياح رفح، فهذا الممر يدعم تمركز القوات الإسرائيلي بالمنطقة".

وأكد عريقات أن إسرائيل ربما تسعى إلى الحفاظ على وجودها  قطاع غزة.

وتابع قائلا "لكن ما يؤكد ذلك أو ينفيه هو اليوم التالي للحرب، وهي (إسرائيل) تعتبر ممر نتساريم قاعدة ارتكاز استراتيجية، ولذلك عملت حماس خلال الفترة الأخيرة على استهدافه ومنع ثبات سيطرة الجيش الإسرائيلي عليه لإفشال مخططاته العسكرية".