وزير صحة دارفور يتهم الدعم السريع بتعمد إيقاف عمل المؤسسات الخدمية وخاصة مستشفيات الفاشر
سور مستشفى الفاشر الجنوبي، (المصدر: صفحة حاكم إقليم دارفور، مني أركون مناوي في فيسبوك)
  • لندن

  • الاثنين، ١٠ يونيو ٢٠٢٤ في ٦:١٠ م
    آخر تحديث : الثلاثاء، ١١ يونيو ٢٠٢٤ في ٨:٢١ ص

وزير صحة دارفور يتهم الدعم السريع بتعمد إيقاف عمل المؤسسات الخدمية وخاصة مستشفيات الفاشر

(وكالة أنباء العالم العربي) - اتهم وزير الصحة بحكومة إقليم دارفور السوداني بابكر حمدين يوم الاثنين قوات الدعم السريع بتعمد إيقاف عمل المؤسسات الخدمية وخاصة المستشفيات في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال السودان، وكذلك استهداف مصادر المياه ومنع دخول الوقود اللازم لتشغيل مضخات المياه بهدف الضغط على سكان المدينة وإجبارهم على النزوح عنها.

وفي تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) وصف حمدين، وهو حاكم إقليم دارفور المكلف، الأوضاع الأمنية في دارفور بأنها "متدهورة" والوضع الصحي في الفاشر بأنه "متدهور جدا" بسبب خروج مستشفى الفاشر الجنوبي عن الخدمة.

وأضاف أن قوات الدعم السريع "قصدت" إيقاف المستشفى، وهو المستشفى الرئيسي بالمدينة، "وذلك من خلال تسلل مجموعة خاصة للمستشفى بغرض إيقافها عن العمل". وقال إن تلك المجموعة ركزت في ضرباتها على المستشفى وأحدثت به تلفيات كبيرة وأضرت بالمعدات التشخيصية وبالأسِرَّة والبيئة العامة فيها.

وقال إن هذا أدى لخروج المستشفى عن الخدمة وسبَّب ضررا كبيرا للمباني والمحلات المحيطة به، وإن الضرر طال كذلك سيارات الإسعاف وإن المرضى "تعرّّضوا لاعتداءات وتم تصفية بعضهم لأسباب لا نعلمها".

ونوَّه إلى أن هناك جهودا جارية لإعادة المستشفى إلى الخدمة في زمن وجيز من أجل إعادة الاستقرار النسبي لسير الخدمة العلاجية به.

كانت المتحدثة باسم الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، نبيلة مصرالي، قد نددت أمس الأحد باعتداء الدعم السريع على الطاقم الطبي بمستشفى الفاشر.

وقالت على منصة إكس "يشعر الاتحاد الأوروبي بالفزع إزاء اعتداء قوات الدعم السريع والجنجويد على الموظفين في مستشفى الفاشر الجنوبي في دارفور ونهبه أيضا". واتهمت قوات الدعم السريع بفعل نفس الشيء مع العديد من المستشفيات الأخرى في السودان.

"إجبار على النزوح"

قال حمدين في حديثه لوكالة أنباء العالم العربي "الأوضاع الصحية في عموم الفاشر تسير نحو الأسوأ بخروج المستشفى الرئيسي به".

وأضاف أن قوات الدعم السريع "تقصد إيقاف المؤسسات الخدمية وخاصة المستشفيات، وتقصد كذلك إيقاف مصادر المياه من خلال ضربها وضرب المضخات ومن خلال منع دخول الوقود بغرض عدم تشغيل مضخات المياه حتى يتم الضغط بشدة على السكان مما يدفعهم إلى النزوح".

وأكد أن "نسبة كبيرة جدا من أهل الفاشر" أُجبرت على النزوح إلى مناطق أخرى كدار السلام والمناطق الواقعة على جبل مرة ومناطق أخرى.

وواصل "ما زالت الميليشيا تحاصر الفاشر وتمنع دخول السلع الاستراتيجية مما أدى إلى تفاقم الأوضاع وخاصة في المجال الغذائي، حيث انعدمت وندرت كثير من السلع الاستراتيجية ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني وأصبح المواطن يجد صعوبة في الحصول عليها".

وطالب حمدين منظمة الصحة العالمية والمنظمات العاملة في مجال الصحة وجميع الشركاء بالتدخل العاجل "من أجل تخفيف الضغط على المستشفيات الصغيرة التي لا تزال تعمل من أجل إنقاذ الوضع الصحي قبل أن يصل إلى نقطة الانهيار الكارثي الذي سيؤدي إلى إيقاف الخدمة بشكل نهائي".

وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود أمس الأحد أن المنظمة علَّقت جميع الأنشطة في مستشفى الفاشر الجنوبي بولاية شمال دارفور يوم السبت بعد اقتحام الدعم السريع له وإطلاقها النار بداخله. وأضافت في بيان على تويتر "اقتحم جنود من قوات الدعم السريع المنشأة وفتحوا النار ونهبوها وسرقوا سيارة إسعاف تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود".

جهود توفير الخدمات

وحول جهود وزارة الصحة في ولاية شمال دارفور لتوفير الخدمات الأساسية للسكان قال حمدين "رغم الظروف القاهرة والصعبة التي يعمل فيها الأطباء في ظل غياب الأمن إلا أنهم ظلوا صامدين ويمارسون عملهم دون خوف ودون تردد".

وأضاف "نعمل من جانبنا على إيصال الإمدادات الطبية، وقمنا في الأيام الماضية بإسقاط حوالي 20 طنا من الأدوية المختلفة وخاصة أدوية الجراحة والتخدير والمستهلكات الطبية، ونشكر  العاملين في الطيران العسكري على مساعدتنا في إيصال هذه المساعدات الدوائية".

وأردف "قمنا بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية لدعمنا في مثل هذه الظروف، وقامت وزارة الصحة الاتحادية بدورها اللازم في توفير كل ما تحتاجه الولاية من إمدادات دوائية ومن مستهلكات طبية ومن المعينات الأخرى التي تُسهل سير العمل الصحي في البلاد".

لكنه قال إن غلق الطرق البرية والحصار المضروب على المدينة يمثّلان عقبة تمنع وصول الإمدادات للولاية. وأضاف "الإسقاط الجوي يؤدي إلى إيصال شيء من الأدوية لكنها لا تفي بالحاجة الكبيرة المطلوبة".

وتفرض قوات الدعم السريع حصارا على مدينة الفاشر في محاولة للسيطرة عليها بعد أن أحكمت قبضتها على أربع مدن في إقليم دارفور من أصل خمس، وسط تحذيرات دولية وإقليمية من اجتياح المدينة التي تؤوي ملايين النازحين الفارين من مدن الإقليم المضطرب جراء الصراع.