وسط قطاع غزة يشهد أعنف عملية عسكرية منذ بداية الحرب
مشهد من داخل المدرسة التي تعرضت للقصف في مخيم النصيرات بقطاع غزة. (الخميس، 6 يونيو حزيران 2024)
  • النصيرات

  • الخميس، ٦ يونيو ٢٠٢٤ في ٤:٤٩ م
    آخر تحديث : الجمعة، ٧ يونيو ٢٠٢٤ في ٨:٣٩ ص

وسط قطاع غزة يشهد أعنف عملية عسكرية منذ بداية الحرب

(وكالة أنباء العالم العربي) - يشهد وسط قطاع غزة منذ يوم أمس أعنف عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب على قطاع غزة، الأمر الذي أدى لمقتل وإصابة العشرات خلال الساعات الماضية، وسط تحذيرات طبية من خروج المراكز الصحية عن الخدمة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته العسكرية بمناطق البريج والمغازي ودير البلح وسط القطاع، لافتا إلى أن ذلك بهدف تدمير بنى تحتية واستهداف عناصر تابعة لحركة حماس في تلك المناطق. وقال إن قوات الفرقة 98 التابعة له بدأت حملة دقيقة فيها فوق وتحت الأرض في آن واحد.

وقال الناطق باسم مستشفى شهداء الأقصى خليل الدقران اليوم الخميس "العملية العسكرية الإسرائيلية بالمنطقة الوسطى أدت لاستشهاد 141 فلسطينيا، وإصابة 380 آخرين خلال الساعات الماضية"، لافتا إلى أن جميع مخيمات المنطقة تعرضت للقصف.

وأضاف في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن  بين القتلى عشرات لقوا مصرعهم إثر استهداف الجيش الإسرائيلي مدرسة إيواء تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن القصف الإسرائيلي على المدرسة الليلة الماضية أسفر عن مقتل 40 وإصابة 74 آخرين بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.

وقال المكتب في بيان إن الجيش الإسرائيلي "قتل الليلة الماضية 40 نازحا بمجزرة مروعة في قصف عدة غرف تؤوي عشرات النازحين بمدرسة تابعة للأونروا بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة"، مشيرا إلى أن من بين القتلى 14 طفلا وتسع نساء، فيما يشمل المصابون 23 طفلا و18 امرأة.

وأضاف أنه رصد قصفا إسرائيليا "لعشرات النازحين المدنيين الآمنين في المدرسة المذكورة بثلاثة صواريخ على الأقل من طائرات حربية مقاتلة، الأمر الذي أدى إلى سقوط هذا العدد الكبير" من القتلى والجرحى.

وأشار إلى أن مركز النزوح الذي تعرض للقصف هو المركز رقم 149 الذي يستهدفه الجيش الإسرائيلي بصواريخ أو قذائف الدبابات.

قصف مستمر ووضع صحي "متهالك للغاية"

وصف الدقران، الناطق باسم مستشفى شهداء الأقصى، الوضع الصحي بأنه "متهالك للغاية"، وقال "اضطررنا بسبب عدد الإصابات الكبير لوضع المصابين الجدد على الأرض، وتشييد خيام في ساحة المستشفى لهم".

وأشار إلى النقص الحاد في الخدمات والمعدات الطبية، وقال "أحد مولدات المستشفى خرج عن العمل بسبب نقص الوقود، وهو الأمر الذي ينذر بكارثة صحية كبيرة وقد يؤدي لفقدان عشرات الجرحى والمرضى والأطفال الخدج أرواحهم، خاصة وأن المستشفى يخدم أكثر من مليون نازح فلسطيني بالمحافظة الوسطى".

وواصل حديثه قائلا إن مستشفى شهداء الأقصى أطلق نداء استغاثة عاجلة للمجتمع الدولي والمنظمات الأممية من أجل تقديم المساعدة العاجلة ومنع خروجه من الخدمة، مشيرا إلى أنه المستشفى الوحيد بالمنطقة الذي لا يزال قيد العمل، واتهم إسرائيل بالعمل على إخراجه من الخدمة ومنعه من إنقاذ أرواح الآلاف من السكان والنازحين "فيما يمثل جريمة ضد الإنسانية".

ومع القصف الإسرائيلي المتواصل على المنطقة الوسطى والاجتياح البري لشرقها، قال مدير العمليات بجهاز الدفاع المدني بالمنطقة الوسطى رامي العايدي إن الجهاز تعامل مع العشرات من نداءات الاستغاثة.

وأضاف في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي "بعض المناطق لم تتمكن طواقم الإغاثة التابعة للدفاع المدني من الوصول إليها بسبب القصف المتواصل سواء بالمدفعية الإسرائيلية أو الطيران الحربي"، لافتا إلى أن نقص المعدات والوقود يعيق العمل الإغاثي.

وقال إن استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي في ظل ضعف الإمكانيات الفنية لدى الطواقم الإغاثية والطبية سيتسبب في رفع أعداد القتلى والجرحى بالمنطقة الوسطى، محذرا من "كارثة غير مسبوقة".

مدرسة الأونروا

وفجر اليوم، أخذت أم فلسطينية تتجول بين جثث الضحايا الذين قتلوا في القصف الإسرائيلي على المدرسة التابعة للأونروا بحثا عن ابنها الذي عجزت عن العثور عليه حيا أو ميتا.

هي واحدة من الناجين من قصف مدرسة النصيرات الإعدادية في مخيم تقول إسرائيل إنها استهدفت فيه مجمعا عسكريا لحركة حماس، بعد ساعات من مشاركة الآلاف في (مسيرة الأعلام) السنوية التي تواكب ذكرى احتلال إسرائيل للقدس الشرقية في الخامس من يونيو حزيران عام 1967.

وقال مدير المكتب الإعلامي في غزة خلال مؤتمر صحفي إن هناك أعدادا "هائلة" من القتلى والمصابين، وإن مستشفى شهداء الأقصى "امتلأ بالجرحى والمرضى بثلاثة أضعاف قدرته السريرية، وهذا ينذر بكارثة حقيقية ستؤدي إلى ارتفاع أعداد الشهداء بشكل أكبر".

وحمّل إسرائيل والولايات المتحدة "المسؤولية الكاملة تجاه هذه الجرائم ضد الإنسانية وضد القانون الدولي"، داعيا كل العالم إلى إدانة "هذه الجرائم وإدانة العدوان الإسرائيلي الأميركي على قطاع غزة".

لكن الجيش الإسرائيلي قال إنه اتخذ عدة خطوات قبل الغارة "لتقليل مخاطر إيذاء مدنيين غير متورطين"، من بينها "المراقبة الجوية وتوفير معلومات استخباراتية إضافية".

ووصف المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني ادعاء إسرائيل بوجود مسلحين داخل المدرسة بأنه "صادم". وقال إن المدرسة تعرضت للقصف من دون إنذار مسبق للنازحين بداخلها أو للوكالة الأممية، مؤكدا على أن استهداف المقرات الأممية أو استخدامها لأغراض عسكرية يشكل "تجاهلا صارخا" للقانون الإنساني الدولي.

وأشار المفوض الأممي إلى أنه تم استهداف أكثر من 180 مبنى تابعا للأونروا منذ بدء الحرب على غزة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 450 نازحا، وشدد على ضرورة إيقاف الهجمات على مباني الأمم المتحدة واستخدامها لأغراض عسكرية ومحاسبة المسؤولين عن ذلك.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم الخميس ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي إلى 36 ألفا و654 قتيلا، بينما زاد عدد المصابين إلى 83 ألفا و309 مصابين.