وكالات أممية: السودان سيواجه مستقبلا كابوسيا والمجاعة ستضرب أجزاء كبيرة منه
نازحة سودانية تحتضن ابنتها في منطقة شقرة بالفاشر في غرب البلاد حيث يواجه ما لا يقل عن 750 ألف طفل هربوا من أعمال العنف المتصاعدة في المدينة أخطارا تتهدد حياتهم بسبب الظروف الإنسانية القاسية (5 مايو أيار 2024)
  • نيويورك

  • الجمعة، ٣١ مايو ٢٠٢٤ في ٤:٢٠ م
    آخر تحديث : الأحد، ٢ يونيو ٢٠٢٤ في ٨:١٨ ص

وكالات أممية: السودان سيواجه مستقبلا كابوسيا والمجاعة ستضرب أجزاء كبيرة منه

(وكالة أنباء العالم العربي) - حذرت اللجنة الدائمة المشتركة بين وكالات الأمم المتحدة اليوم الجمعة من أن السودان سيواجه مستقبلا "كابوسيا" إذا لم يحدث تغيير فوري وكبير هناك، وذلك مع استمرار الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في مناطق واسعة من البلاد.

وقال مديرو اللجنة في بيان مشترك "لنكن واضحين: إذا مُنعنا من تقديم المساعدات بسرعة وعلى نطاق واسع، فسوف يموت المزيد من الناس. وبدون تغيير فوري وكبير، سنواجه سيناريو كابوسيا".

وأضاف البيان "المجاعة ستحدث في أجزاء كبيرة من البلاد. وسوف يفر المزيد من الناس إلى البلدان المجاورة بحثا عن مصدر للعيش والأمن. وسيتعرض المزيد من الأطفال للمرض وسوء التغذية. وسيواجه النساء والفتيات، اللائي يتحملن بالفعل وطأة الصراع، معاناة ومخاطر أكبر".

وذكرت اللجنة أن 18 مليون شخص في السودان يعانون من الجوع الشديد، بما في ذلك 3.6 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، محذرة من أن "المجاعة تقترب بسرعة من الملايين من الناس في دارفور وكردفان والجزيرة والخرطوم".

وبحسب بيان اللجنة، يوجد بالسودان أكبر عدد من النازحين داخليا في العالم بما يقارب عشرة ملايين نازح، في حين فر مليونا شخص آخرين إلى البلدان المجاورة.

وأشار البيان إلى أن الهجمات المروعة ضد المدنيين والمستشفيات والمدارس تتصاعد، لافتا إلى أن أكثر من 800 ألف مدني في الفاشر بولاية شمال دارفور يواجهون "هجوما وشيكا واسع النطاق من شأنه أن يؤدي إلى عواقب إنسانية كارثية في المدينة وفي جميع أنحاء دارفور".

كما اعتبرت اللجنة أن آثار الجوع الشديد في السودان بدأت تتكشف، وأن آفاق إنتاج الغذاء هذا العام أصبحت "قاتمة".

غير أنها قالت إنه لا تزال هناك فرصة لإيصال البذور إلى المزارعين في السودان قبل انتهاء موسم الزراعة، وإن كانت هذه الفرصة تتضاءل بسرعة.

واستطردت قائلة "إذا تحركنا في الوقت المناسب، فسوف يتمكن الناس، وخصوصا أولئك الذين يعيشون في المناطق التي يتعذر الوصول إليها، من إنتاج الغذاء محليا وتجنب نقصه في الأشهر الستة المقبلة".

وأكدت اللجنة الأممية على ضرورة "وقف جميع الأعمال التي تمنع أو تعيق أو تسيِّس العمل الإنساني فورا"، مشيرة إلى أن الوكالات الإنسانية لم تتلق سوى 16 بالمئة فقط من 2.7 مليار دولار تحتاجها هذا العام في السودان.

ودعت اللجنة الجهات المانحة إلى سرعة صرف التعهدات التي أعلنتها في مؤتمر باريس الذي عقد في منتصف أبريل نيسان الماضي.

واختتم اللجنة المشتركة بيانها بالقول "في ظل المجاعة التي تلوح في الأفق، يتعين علينا الآن أن نقدم المزيد من المساعدات المنقذة للحياة، بما في ذلك البذور للمزارعين قبل انتهاء موسم الزراعة".

واندلع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل نيسان 2023 بعد خلافات حول خطط لدمج الأخيرة في الجيش، في إطار عملية سياسية مدعومة دوليا كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات.