وجدة "مدينة المساجد" في المغرب ما زالت تتطلع إلى المزيد منها
awp - واجهة مسجد محمد السادس في مدينة وجدة بشرق المغرب (6 أبريل نيسان 2024)
  • وجدة-أنكاد

  • السبت، ٤ مايو ٢٠٢٤ في ٥:٤١:٤٦ م
    آخر تحديث : السبت، ٤ مايو ٢٠٢٤ في ٥:٤١ م

وجدة "مدينة المساجد" في المغرب ما زالت تتطلع إلى المزيد منها

(وكالة أنباء العالم العربي) -  ارتبط اسم مدينة وجدة الواقعة في شرق المغرب بعدد مساجدها الذي يتجاوز 400 مسجد، بحسب إحصاءات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، لتحتل المركز الأول في عدد المساجد بالبلاد.

ويقول المؤرخ بدر المقري، الأستاذ في كلية الآداب والعلوم السياسية في جامعة محمد الأول في وجدة، لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "وجدة ما تزال في الوعي الجماعي مدينة الجوامع والمساجد، وإن كان ذلك يحمل في طياته طمسا لتاريخها الغني، لأن من تترسخ في ذهنه أن وجدة مدينة تتميز بكثرة مساجدها قلما كان مدركا أن ذلك حصيلة مسار تاريخي طويل وعميق".

ويرتبط وجود عدد كبير من المساجد في وجدة بتراثها الديني والثقافي.

ومن أقدم مساجد المدينة المتاخمة للحدود الجزائرية مسجد الأعظم الذي شيد في أواخر القرن 13 على يد السلطان أبي يعقوب يوسف المريني، ومسجد سيدي عقبة نسبة إلى عقبة بن نافع الفهري الذي كان من كبار قادة الفتح الإسلامي للمغرب.

وأضاف المقري "إذا كانت وجدة مدينة المساجد فهذا لأنها تستند في ذلك إلى تراث لا مادي ارتبط بتلك المساجد والجوامع من تاريخ العلم والعلماء قديما وحديثا".

وتابع قائلا "حتى تكون الصورة النمطية لمدينة وجدة باعتبارها مدينة الجوامع والمساجد حاملة لقيمة مضافة تضاهي منزلة مسارها التاريخي في العصر الوسيط والحديث والمعاصر، فإن المطلوب هو استثمار ذلك في إطار السياحة الروحية أو السياحة الثقافية لتكون مدينة وجدة وجهة سياحية عالمية".

وأدى النمو السكاني الذي تشهده المدينة، التي كان تعداد سكانها حوالي 500 ألف نسمة في آخر إحصاء أجراه المغرب في 2014، إلى زيادة الطلب على بناء مساجد جديدة لتلبية احتياجات السكان.

وعزا محمد مصلح رئيس المجلس العلمي المحلي في وجدة وجود عدد كبير من المساجد بالمدينة إلى "سياسة القرب" التي تنتهجها الحكومة المغربية، خاصة تلك المتعلقة بالأنشطة اليومية للمواطنين. ويشير مصطلح "سياسة القرب" إلى إنشاء الدولة لمراكز خدمات قريبة من السكان.

وقال مصلح "عدد المحسنين (المتبرعين) كبير في هذا المجال، يكفي أن يكون قاطنو تجمع سكاني في حاجة لمسجد ليجدوا محسنين مبادرين لبنائه من دون تردد".

ويعتقد رئيس المجلس العلمي المحلي أن الثقافة الدينية لسكان المدينة تدفعهم إلى المطالبة بإنشاء مساجد إضافية لتلبية احتياجاتهم وممارسة شعائرهم الدينية بشكل مريح وسلس.

وأكد مصلح أن المجلس العلمي ما زال يستقبل العديد من طلبات بناء مساجد جديدة في وجدة، على الرغم من العدد الضخم للمساجد في المدينة.