تقدم الجيش الإسرائيلي في شمال مخيم النصيرات يهدد مستشفى الولادة الوحيد بوسط قطاع غزة
المصدر: AWP - فلسطينيون أمام مخيم مخصص لحالات الطوارئ (يمين) أقيم في مدخل مستشفى العودة المتخصص في النساء والتوليد في النصيرات بوسط قطاع غزة (14 أبريل نيسان 2024)
  • غزة

  • الثلاثاء، ١٦ أبريل ٢٠٢٤ في ٧:٥٩:٤٢ م
    آخر تحديث : الثلاثاء، ٢٣ أبريل ٢٠٢٤ في ٨:٥٢ ص

تقدم الجيش الإسرائيلي في شمال مخيم النصيرات يهدد مستشفى الولادة الوحيد بوسط قطاع غزة

(وكالة أنباء العالم العربي) - اضطرت الفلسطينية فاطمة المجايدة للانتقال من مواصي خان يونس في جنوب قطاع غزة إلى مستشفى العودة بمخيم النصيرات بعد أن فاجأها مخاض الولادة خلال الليل، وذلك نتيجة خروج مستشفيات خان يونس من الخدمة بعد اجتياح الجيش الإسرائيلي للمدينة قبل أن يسحب قواته منها منذ عشرة أيام.

توضح فاطمة (23 عاما) أنها تنقلت عبر الطريق الساحلي من المواصي إلى دير البلح ومنها إلى النصيرات ليلا رغم الأخطار المحدقة بها جراء الحرب، لكن لا بديل لديها سوى هذا المستشفى، إذ التوجه إلى المستشفيات الموجودة في رفح يحتاج وقتا أطول ويحمل مخاطر أكبر، وفق تقديرها.

فاطمة التي أنجبت ولدا أسمته محمد تيمنا باسم عمه الذي قتل برصاص الجيش الإسرائيلي قبلها بيوم واحد، تعتبر أن مستشفى العودة كانت تشكل فرصة وحيدة لها للولادة، وإلا كان يمكنها مواجهة مخاطر جمة.

ومع تمركز الجيش الإسرائيلي في شمال مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة، تزداد المخاوف من إمكانية تقدم الجيش لمسافات أعمق داخل المخيم والوصول إلى مستشفى العودة، وهو المستشفى الوحيد المتخصص في التوليد بمحافظة الوسط في قطاع غزة، كما يقدم خدمات الطوارئ خلال الحرب الحالية.

وتبتعد الدبابات أقل من كيلومترين عن المستشفى الذي يشكل شريان حياة رئيسيا للخدمات الطبية في مخيمات النصيرات والبريج والمغازي وبلدتي الزوايدة والمصدر، إضافة إلى كونه الوحيد الذي يقدم خدمات التوليد لهذه المخيمات ومدينة دير البلح، فضلا عن مواصي خان يونس بالجنوب.

وبينما تصف فاطمة أي اجتياح إسرائيلي لمنطقة المستشفى بأنه "تهديد مباشر لحياة آلاف النساء الحوامل اللاتي يعتمدن على المتابعة والولادة عبر طواقم هذا المستشفى"، فإنها تقول إن ظروف الحرب جعلت من الحاجة للجانب الطبي معضلة كبيرة تواجه أصحابها.

وتساءلت قائلة "كيف الحال بمن هم في أمس الحاجة إلى المستشفى كالحوامل؟".

وأضافت "منذ اجتياح خان يونس في ديسمبر الماضي وأنا قلقلة على حياتي ومصير حملي، خصوصا أنني نازحة بالمواصي القريبة من المدينة ولا يوجد أي مركز صحي يمكن الولادة فيه، حتى علمنا بمستشفى العودة الذي لجأنا إليه".

وتابعت قائلة "مجرد اقتراب الدبابات من المنطقة يعني أخطارا تهدد حياة كل النساء... يجب أن يبقى المستشفى يعمل بكل طاقته".

وبموجب اتفاق مع وزارة الصحة الفلسطينية، تم تخصيص مستشفى العودة التابع لجمعية العودة الصحية، وهي مؤسسة أهلية فلسطينية، لاستقبال كل حالات النساء والتوليد للسكان والنازحين بوسط قطاع غزة بعد أن وجه مستشفى الأقصى خدماته نحو حالات الطوارئ الناتجة عن الحرب والتخصصات الأخرى.

وتسبب ذلك في زيادة كبيرة في أعداد النساء اللاتي يترددن على مستشفى العودة، سواء للمتابعة أو الولادة، مما يشكل ضغطا كبيرا على الطواقم العاملة التي انضم إليها أطباء من مستشفى الأقصى.

وأوضح رئيس قسم النساء والتوليد بالمستشفى رائد السعودي أن المستشفى يشكل العمود الفقري لمتابعة حالات النساء الحوامل والولادة وما بعدها، وحالات الأمراض النسائية لأعداد كبيرة بالمنطقة الوسطى لعدم توفر بديل حكومي أو خاص يقدم هذه الخدمات.

وتزيد أعداد النازحين الكبيرة من مدينة غزة وشمال القطاع إلى الوسط والجنوب من الأعباء الملقاة على كاهل الطواقم العاملة بمستشفى العودة، الأمر الذي انعكس على الحالات النسائية، سواء متابعة ما قبل الولادة وما بعدها، وفق الطبيب.

ويؤكد الطبيب أن العمل بالمستشفى يواجه تحديات من بينها نقص أعداد الأسرّة التي تبلغ 21 سريرا للمبيت قبل الولادة، و17 سريرا لما بعدها، ليضطر الأطباء إلى تقليص مدة مكوث النساء في حالات الولادة الطبيعية من ست ساعات بعد الولادة إلى ساعتين.

وبينما يشير إلى النقص الحاد في عدد الأطباء الذين لا تزيد أعدادهم على 28 طبيبا، سواء الذين يعملون بالمستشفى بشكل مستمر أو القادمين من مستشفى الأقصى الحكومي، فإنه يؤكد أن الطواقم الطبية تعمل على مدار 24 ساعة، وأن جزءا أساسيا منهم لم يغادر المستشفى منذ بداية الحرب.

وحذر الطبيب من كارثة صحية كبيرة ستلحق بآلاف النساء الفلسطينيات حال خروج مستشفى العودة من الخدمة لأي سبب، وطالب المؤسسات الدولية بضمان استمرار تقديم الخدمة بأي شكل.

ويخشى النازحون والسكان في المحافظة الوسطى بقطاع غزة حرمانهم من خدمات مستشفى العودة في حال ازدادت صعوبة الوصول إليه جراء استمرار العملية البرية للجيش الإسرائيلي بالقرب منه وما يصاحبها من قصف جوي ومدفعي واسع النطاق.

ويكتظ المستشفى الميداني المقام على مدخل مستشفى العودة بالجرحى الذين يتم نقلهم من مناطق متعددة ليتم التعامل الأولي معهم، في حين تم تخصيص جزء من الطابق الأول بالمستشفى للتعامل مع حالات الطوارئ التي تحتاج إلى تدخلات جراحية محدودة، مع تحويل الحالات الخطيرة إلى مستشفى الأقصى في دير البلح القريبة.