سودانيّ يتحدّى الحرب والنزوح ويتزوّج في مركز إيواء بعد أن فقد مدّخراته ومصدر دخله
السوداني فوّاز حامدين وعروسه في حفل زفافهما بمدينة الدبة شمال السودان. الاثنين، 10 يونيو حزيران 2024 - المصدر: AWP
  • الدبة

  • الثلاثاء، ١١ يونيو ٢٠٢٤ في ١١:١٦ ص
    آخر تحديث : الثلاثاء، ١١ يونيو ٢٠٢٤ في ١١:١٦ ص

سودانيّ يتحدّى الحرب والنزوح ويتزوّج في مركز إيواء بعد أن فقد مدّخراته ومصدر دخله

(AWP) - لم يكُن الزواج ضمن خطط الشاب السودانيّ فوّاز حامدين، خاصّة بعد أن نُهبت كلّ مدّخراته وفقد مصدر دخله واضطرته الحرب الدائرة في بلاده منذ أكثر من عام إلى الخروج نازحا من بيته في العاصمة الخرطوم.

فواز، الذي استقرّ به المقام في دارٍ لإيواء النازحين بمدينة الدبة في الولاية الشماليّة، قال في حديث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "خرجت من منزلي مُجبرا والإحباط يُحيطني من كلّ ناحية؛ لكنّ الأجواء في مدينة الدبة أعادت توازني النفسي بشكل جيد... رغم أنّي فقدت كلّ شيء".

أضاف "نجوت من الموت، بعد أن تعرّض الحيّ الذي كنت أسكن فيه لضربات جويّة ومدفعيّة واشتباكات مستمرّة منذ الشهر الأول من بدء القتال؛ إلّا أنّ الأمل يحدوني في الاستمرار في الحياة؛ لذلك، قرّرت الزواج عندما التقيت الشريكة المناسبة".

في مركز النزوح بمدينة الدبة، التقى فوّاز بإلهام محمد ونالت إعجابه، فقررا أن يتزوّجا بأبسط الإمكانيات رغم التحديات؛ وكانت العروس هي الأخرى قد نزحت من مدينة الخرطوم بحري شمال العاصمة.

في يوم الزفاف، دوت أصوات الزغاريد في أرجاء مركز الإيواء، الذي يحتضن عشرات العائلات النازحة هربا من ويلات الحرب المستعرة في مدن العاصمة.

كان فوّاز قد انخرط في مجتمع الدبة وانضمّ إلى العمّال في سوق المدينة، حيث يقوم أحيانا يبيع الخُضر وأخرى يعمل في نقل البضائع على عربة يدوية صغيرة تجود بجنيهات قليلة يتقاسمها مع النازحين معه في المدرسة التي يقيمون فيها.

ويرى الشاب أن بيئة دور الإيواء في مدينة الدبة تصلح لتكوين أسرة تعيش في أجواء ملائمة على الرغم من عدم توفّر خدمات أساسية وقال إن "الدانات والرصاص وكلّ الجرائم البشعة... يجب ألا تقطع الطريق إلى الأفراح".

5ed2f41b-630b-4c67-8700-140e1098ee77.jpg

السوداني فوّاز حامدين وعروسه في حفل زفافهما بمدينة الدبة شمال السودان. الاثنين، 10 يونيو حزيران 2024 - المصدر: AWP

أضاف "نتمسّك بالأمل في كلّ الظروف... استطعنا أن نقهر الصعاب ونُكمل نصف ديننا بتدشين مشروع العمر الذي لم نتمكّن من إكماله في الظروف الطبيعيّة... هذه أروع الصُدف طوال حياتي".

أمّا العروس إلهام، فقالت إنّها وجدت في فوّاز "كلّ الصفات السمحة التي تحلم بها في شريك حياتها؛ ولم أتردّد في القبول به وإكمال الزواج دون تكاليف كثيرة، نظرا للظروف التي نمرّ بها".

أضافت في حديث لوكالة أنباء العالم العربي "عايزين (نريد) نقول لكلّ الناس الحرب ما توقّفكم وما تعيقكم حاجة تجاه مشروع الزواج، والأهل بيقفوا معكم، لأنّ العزّ أهل... قررنا إقامة مراسم الزواج بالموية والبلح (الماء والتمر)".

وتسببت الحرب، التي نشبت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ في منتصف أبريل نيسان 2023، في فرار آلاف العائلات السودانيّة من العاصمة الخرطوم ومدن أخرى.

وكانت تلك الحرب قد اندلعت بعد أسابيع من التوتّر بين الطرفين، بينما كانت الأطراف العسكريّة والمدنيّة تضع اللمسات النهائيّة على عمليّة سياسيّة مدعومة دوليّا.

وحذّرت المنظمة الدوليّة للهجرة يوم السبت الماضي من أنّ عدد النازحين بسبب النزاع داخل السودان قد يصل إلى عشرة ملايين شخص في الأيام المقبلة.