• دمشق

  • الثلاثاء، ٤ يونيو ٢٠٢٤ في ٨:٥٩ م
    آخر تحديث : الثلاثاء، ٤ يونيو ٢٠٢٤ في ٨:٥٩ م

صناعة يدوية عمرها مئات السنين.. البروكار الدمشقي حرير الأثرياء

(وكالة أنباء العالم العربي) - محمد رنكوس واحد من بين قلة قليلة من الحرفيين في العاصمة السورية الذين مازالوا يصنعون اقمشة البروكار الدمشقية الشهيرة.

تخرج رنكوس من الثانوية الصناعية والمعهد المتوسط للصناعات النسيجية وقضى عشرين عاما مكتشفا باحثا متعلما مصنِّعا للبروكار الدمشقي الذي يعتمد على خيط الحرير الطبيعي، عمل على النول اليدوي ومن ثم الآلي لأكثر من عشرين عاماً.

يعود تاريخ البروكار الدمشقي وهو قماش مصنوع من حرير دود القز إلى مئات السنين، يوم كان تربية دود القز الذي يقتات على أوراق أشجار التوت منتشراً في بلاد الشام، يوفر مواد أولية للحرفيين والصناعيين الدمشقيين لحياكة بعض افخم وأشهر الخامات الحريرية الطبيعية.

حصلت الكثير من العائلات الدمشقية على تسميتها نسبة الى صناعة الحرير، وفي هذا السياق يشرح رنكوس مراحل صناعة البروكار وعلاقته بأسماء العائلات الدمشقية.

يقول "يمر البروكار الدمشقي بمراحل كثيرة حتى يخرج بشكله النهائي، اول شي نحضر الحرير الطبيعي الذي يكون عليه مادة صمغية الحرير بكون عليه مادة صمغية، يقوم الصباغ بمعالجتها من خلال عملية تسمى القصارة ومن هنا أتى اسم عائلة القصار وهم الذين كانوا يعملون في "قصارة الخيوط والأقمشة". بعدها يقوم الصباغ بصباغة الخيوط بالألوان التي نحتاج إليها طبعا من هذه الحرفة أتت كنية عائلة الصباغ".

تترك الخيوط لتجف تماماً قبل أن يتم تحويلها إلى شلل ثم في بكرات وبعدها توضع هذه الخيوط على مكنة اسمها مكنة التسدية حتى نجمع تقريبا 200 خيط يتم وضعها على النصبة ليصبح لدينا بين 7200 إلى 7600 خيط بعرض 90 سم بطول يتراوح بين 300 إلى 400 متر بحسب نحن الطول الذي نرغب به."

استمر صناعة البروكار الدمشقي يعتمد على النول اليدوي حتى عام 1910 عندما أدخل أنطوان إلياس مزنر النول الميكانيكي وآلة الجكار إلى الحرفة لتتحول الى صناعة وفيرة الإنتاج.

يشرح رنكوس الى أن البروكار الدمشقي يتميز بالحرير الطبيعي الذي يصنع منه إضافة الى نقشاته ورسوماته التي تدل عليه ويشتهر بها مثل نقشة "العاشق والمعشوق" ورسمة عمر الخيام والوردة الجورية ورسوم هندسية ونباتية دمشقية وزخرفات إسلامية.

يعمل رنكوس على آلة نول دخلت الخدمة عام 1936، تمكن الشاب من مواصلة العمل على الرغم من الاحداث التي تعيشها سوريا منذ عام 2011، يقول "أثرت الأحداث الأخيرة التي حصلت بسوريا كثيراً على الحرف الدمشقية ومن بينها البروكار الدمشقي. ترك كثير من الأشخاص صناعة البروكار، فهناك من تحطمت أنوالها ومن مات ومن سافر إلى الخارج."

يعاني الصناعيون من صعوبات في استيراد الحرير الطبيعي الذي لم يعد متوفراً في سوريا من الصين، إضافة إلى صعوبات تسويق وتصدير منتجاتهم.

ولكن رنكوس يقول إن البروكار الدمشقي مازال من الخامات المفضلة لدى الأثرياء يقبلون على شرائها لخياطة ملابس أو صناعة المشالح المميزة.