• دير الزور

  • الخميس، ١٦ مايو ٢٠٢٤ في ٧:٤٢ ص
    آخر تحديث : الخميس، ١٦ مايو ٢٠٢٤ في ٧:٤٤ ص

صناعة الفخار.. حرفة متوارثة عبر الأجيال تزدهر من جديد في دير الزور شرق سوريا

(وكالة أنباء العالم العربي) - عادت صناعة الفخار إلى ضفاف نهر الفرات في دير الزور بشرق سوريا، واستأنف سكان قرية سعلو عملهم في صناعة الأواني الفخارية بعد سنوات من التوقف فرضتها ظروف الحرب.

عاد يحيى الجاسم إلى قريته ليعيد بناء ورشته، فقد لاحظ أن السوق يفتقد للأواني الفخارية وأن أحدا لم يعد يصنعها.

لا تحتاج صناعة الفخار إلا للطين الذي يتوفر من حوض نهر الفرات الذي يمر بالقرية ويد عاملة ماهرة وكهرباء لتشغيل العجانات ودولاب التشكيل.

يصف يحيى مهنته بالبسيطة والجميلة في آن، يقول شارحا تفاصيلها "أساسها مادة طينية نعيد غسلها لإزالة الشوائب منها، ثم تدخل ماكينات العجين والتقطيع لتبدأ معها مرحلة الشغل التي تتألف من أربع أو خمس مراحل أساسية، فبعد غسل وتصفية الطين وعجنه بالعجانات يبدأ الشغل اليدوي، ثم مرحلة التجفيف التي يجب أن تحصل من دون أن تتعرض الأواني للهواء والشمس القوية أيضا يعني شمس فترة العصر".

أهم المنتجات التي يوفرها يحيى في ورشته أعمدة المدافئ والمزملة وأواني منزلية من مزهريات وأباريق أواني المائدة كالصحون والأكواب وأواني الطبخ التي يقبل أصحاب المطاعم على شرائها.

يعود تاريخ صناعة الفخار في دير الزور ولاسيما القرى الواقعة على ضفاف نهر الفرات إلى آلاف السنين بدليل الآثار التي عثر عليها في المنطقة، وورثت صناعتها عائلات طورتها ونقلت خبراتها ومهاراتها من جيل إلى آخر الأمر الذي يفسر استمراريتها.

يصر يحيى الجاسم تلقين ابنه البكر حمد أصول صناعة الفخار، يشركه في مختلف مراحل العمل ويراقبه موجها له التعليمات والنصائح.

يقول "كما تعلمت المهنة من والدي نحن الآن نعلم أولادنا حتى لا نصل إلى يوم وتفقد من السوق".

يمضي حمد وهو طالب في المرحلة الثانوية فترة العطلات وأوقات فراغه في ورشة والده مقدما له يد العون وتلميذا مجتهدا يتعلم أصول المهنة.

يقول "أحببت هذه المهنة لأنها جميلة وتراثية وهي من أرضك وتبقيك متعلقاً بها".