• يعبد

  • الخميس، ١١ يوليو ٢٠٢٤ في ٧:٣٧ ص
    آخر تحديث : الخميس، ١١ يوليو ٢٠٢٤ في ٧:٣٧ ص

سكان بلدة غرب جنين لا يزالون منذ عقود يعيشون على زراعة التبغ

(وكالة أنباء العالم العربي) - تشكل زراعة التبغ مصدر دخل عدد كبير من العائلات التي تعمل في زراعته وحصاد أوراقه وشكها لتجفيفها وثم فرمها وصناعتها، حيث يقول أحد المزارعين في المنطقة إنه لولا زراعة التبغ، وكذلك الزيتون، لما استطاع الناس العيش في بلدة يبعد غرب محافظة جنين بالضفة الغربية.

ويقول الأهالي إن زراعة التبغ أو الدخان كما يسمونها تواجه ملاحقة من قبل السلطة الفلسطينية، التي تفرض الضرائب على السجائر المحلية والمستورة الأمر الذي مصدراً مهماً من مواردها المالية.

يقترح مفيد حسان الذي ينهمك في هذه الأيام وأفراد أسرته في قطف وشك أوراق التبغ في حقله بيبعد أن تشتري السلطة الفلسطينية محصول التبغ من المزارعين ما يضمن لهم أرباحهم ويؤمن مدخولهم لتبعه هي في السوق الفلسطينية الأمر الذي يحقق مصالح الجميع.

ويقر حسان بصعوبة ثني الناس عن زراعة التبغ والناس عن شراء الدخان العربي لأنه يشكل جزء من التراث والناس اعتادت عليه، قائلاً "الدخان العربي هو عبارة عن هوية ثقافية لبلدة يعبد ومحافظة جنين لاحقا".

ويروي أن أهالي المنطقة يزرعون التبغ منذ اكثر من 100 سنة، وأن شخصاً يدعى فريد طرشحاوي كان أول من أحضر نبتة التبغ من جنوب لبنان إلى يبعد وذلك في بداية القرن الماضي، فنجحت زراعتها وازدهرت وانتشرت. ويكاد لا يخلو منزل في البلدة من آلات صغيرة لفرم التبغ وتعبئة وتغليف سجائر الدخان.

يتراوح ثمن علبة الدخان المستوردة بين بين 25 و30 و40 شيكل بحسب نوعها بينما يبلغ ثمن علبة الدخان العربي 3 أو 4 شيكل الأمر الذي يرى فيه حسان بديلاً جيداً للفقراء الذين يرغبون بالتدخين.

يقول "التبغ العربي هو أفضل بديل علبة الدخان العادية للمدخن الفقير، لأن الوضع الاقتصادي الحالي لا يسمح لأي عامل أو أي إنسان عاطل عن العمل أنه يشتري علبة دخان ثمنها 25 أو 30 أو 40 شيكل بحسب نوعها. الفرق في السعر كبير فبينما يبلغ ثمن الدخان العربي 3 أو 4 شيكل، متوسط سعر علبة السجائر العادية 30 شيكل بالتالي يمكن شراء 4 أو 5 علب من الدخان العربي بثمن واحدة عادية."

يقول وصفي أبو بكر إنه لولا زراعة التبغ لا يمكن أن يكون للناس في المنطقة مصدر دخل يؤمن لقمة عيش كريمة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وانتشار البطالة.

يشير أبو بكر إلى أنه حاول زراعة الطماطم والملفوف وأشياء أخرى إلا أنه منى بخسائر في المقابل يوفر له الدخان ربحاً مضموناً يتراوح بين 3 أو 4 شيكل للكيلوغرام الواحد. ولكنه في المقابل يرى ان في الأمر مجازفة كبيرة ولاسيما مع استمرار ملاحقة المزارعين والتجار وفرض عليهم غرامات تصل أحياناً إلى نحو 100 ألف شيكل.

وفق وزارة الزراعة الفلسطينية تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالتبغ في محافظة جنين 14 كيلومتراً مربعاً تنتج أكثر من ألف طن سنوياً.

وقبل سنوات، صادقت الحكومة الفلسطينية على خطة لتنظيم قطاع التبغ المحلي لتحسين جودته وإعادة هيكلية أسعاره.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤولية في السلطة الفلسطينية القول إن عمليات تهريب الدخان تكبد خزينة السلطة الفلسطينية خسائر سنوية تصل إلى حوالى 250 مليون دولار.

ويقدر تجار فلسطينيون عدد علب السجائر المباعة بشكل غير قانوني في أسواق الضفة الغربية بنحو 45 مليون علبة سنويا يصل سعرها إلى مليون دولار.