قياديّ في حماس لـAWP: الحركة لم تؤكّد حتى الآن موافقتها على مقترح بايدن
صورة أرشيفية لعبد الرحمن شديد القيادي في حركة حماس الفلسطينية
  • لندن

  • الخميس، ٦ يونيو ٢٠٢٤ في ٥:٥٩ م
    آخر تحديث : الجمعة، ٧ يونيو ٢٠٢٤ في ١٢:٢٤ ص

قياديّ في حماس لـAWP: الحركة لم تؤكّد حتى الآن موافقتها على مقترح بايدن

(وكالة أنباء العالم العربي) - قال القيادي في حركة حماس الفلسطينية عبد الرحمن شديد اليوم الخميس إنّ الحركة لم تؤكّد حتّى الآن موافقتها على المقترح الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن أو رفضها إياه، وإنها ما زالت تدرس النقاط الإيجابية والسلبية التي وردت فيه بحسب وصفه لصياغة رد نهائي.

في الوقت ذاته، ذكر شديد في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) أنّ الحركة لم تتلقّ حتّى الآن تأكيدا حقيقيا من الوسطاء بشأن موقف إسرائيل تجاه المقترح، الذي اعتبره "إسرائيليا تلاه بايدن بلسانه... (و) لم يُقدّم لنا قبل أن يتلوه عبر وسائل الإعلام".

وأعلن بايدن يوم الجمعة الماضي عن خطة من ثلاث مراحل لإنهاء الحرب في غزة، قال إن أولاها من المفترض أن تستمر ستة أسابيع وتشمل وقف إطلاق النار على نحو "كامل وشامل" وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالقطاع وإطلاق سراح عدد من الرهائن من النساء وكبار السن والجرحى في مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين.

ووفقا للرئيس الأميركي، فإن الفلسطينيين سيعودون في هذه المرحلة الفلسطينيون إلى منازلهم في كافة أنحاء غزة، وستزداد المساعدات الإنسانية إلى 600 شاحنة يوميا. وتشمل المرحلة الأولى أيضا محادثات بين إسرائيل وحماس للوصول إلى المرحلة التالية التي من المفترض أن تتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن وانسحاب إسرائيل بالكامل من القطاع.

وقال شديد "حماس أعلنت موقفها فور استماعها لما جاء في خطاب بايدن بأنّها تنظر بإيجابيّة إلى بعض ما ورد في هذا الخطاب، لاسيّما فيما يتعلّق بوقف إطلاق النار والانسحاب الشامل من غزة، وكلّ ما يتعلّق بدخول المساعدات وعودة النازحين".

وأشار إلى لقاء عُقد بين قيادات من الحركة والوسيطين القطري والمصري تناول ما ورد في خطاب بايدن؛ وقال "حتّى الآن، ما زالت قيادة الحركة تدرس ما تمّ تداوله من نقاط إيجابيّة، وأيضا بالتأكيد ستضع ملاحظاتها على أيّ نقاط لا تضمن وقف إطلاق النار أو لا تضمن الانسحاب الشامل من غزة ولا تضمن فتح بوّابة الإعمار على مصراعيها ورفع الحصار ولا تضمن عودة النازحين".

وشدّد على أنّ الحركة "ما زالت في طور المشاورات؛ وفي غضون الأيام القادمة ستقدم وجهة نظرها أو مقترحها في هذا الموضوع".

إيجابيات وسلبيّات

كانت حركة حماس قالت في مذكرة توضيحية وزعتها على الفصائل الفلسطينية أمس الأربعاء إنه بعد الاطلاع على مضمون الورقة التي تحدّث عنها بايدن "تبيّن أنها لا تضع الأسس الصحيحة للاتفاق المطلوب".

واعتبرت الحركة أن الوثيقة لا تضمن الوقف الدائم لإطلاق النار ولا تربط المراحل الثلاث المنصوص عليها بشكل وثيق، وقالت إن هذا يهدف من وجهة نظرها إلى تعطيل وحدة الاتفاق بكل مراحله واختزاله في وقف الحرب مؤقتا وبقاء القوات الإسرائيلية على الأرض في قطاع غزة.

وأشارت الحركة إلى أنّ الاتفاق يسمح أيضا للجانب الإسرائيلي بالحصول على "الشريحة التي تهمه من الأسرى"  ثم يستأنف الحرب.

وفسّرت الصُحف الإسرائيليّة الرئيسية الصادرة اليوم هذه المذكرة بأنّها بمثابة رفض من جانب حماس للمقترح الذي أعلنه بايدن.

لكن شديد قال "حتّى هذه اللحظة، لم تؤكّد حماس موافقتها أو رفضها للمقترح بالجملة، إنما هناك نقاط إيجابية، وهناك بالتأكيد نقاط سلبيّة كثيرة؛ والحركة ما زالت تدرس هذه النقاط لصياغة الردّ النهائي بشأنها".

أضاف "الحركة أعلنت فعلا أنّ هناك نقاطا سلبية (بعد) أن وضعت يدها على فارق بين ما يتحدّث عنه الإسرائيلي وما تحدّث عنه بايدن في خطابه؛ ويبدو أنّ جزءا مما ورد في خطاب بايدن قد يكون تفسيرا منه وليس بالتأكيد جاء بموافقة الكيان الصهيوني".

مراوغة إسرائيلية؟

واعتبر شديد أن وجود "تصريحات متناقضة" تخرج من الحكومة الإسرائيلية، بين مؤيد للمقترح ومعارض له دليل على هذا الأمر، قائلا "حتّى الآن، لم نتلقّ تأكيدا حقيقيّا من قبل الوسطاء عن موقف الكيان (إسرائيل) النهائي تجاه هذا المقترح".

واتّهم شديد الجانبّ الإسرائيلي بأنه "يراوغ، وحتى هذه اللحظة غير جاد في وقف إطلاق النار".

وقال إن الجانب الإسرائيلي "يرتكب مزيدا من المجازر مع مرور الساعات، في إشارة واضحة إلى أنّه يرفض أي نوع من أنواع وقف إطلاق النار أو الانسحاب من غزة، وما زال يواصل خطته. وقبل يومين، اجتاح منطقة البريج وسط قطاع غزة؛ وبالتّالي هو مستمرّ في خطته حتى الآن وفي الإبادة الجماعيّة وفي ارتكاب المجازر".

كانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة قد أعلنت مقتل 28 فلسطينيّا وإصابة العشرات جراء القصف الجوي الإسرائيلي الذي استهدف مركزا لإيواء للنازحين بمدرسة النصيرات الإعدادية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مخيم النصيرات.

واعتبر شديد ما قاله "يدلّ بشكل واضح على أنه (الجانب الإسرائيلي) حتّى الآن ليس جادا في عقد هذه الصفقة أو إبرام هذا الاتفاق".

كان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قال أمس الأربعاء إنّ الحركة ستتعامل بجديّة وإيجابيّة مع أي اتفاق مقترح على أساس وقف الحرب بشكل شامل والانسحاب الكامل من قطاع غزة وتبادل الأسرى.

وتواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة منذ أن شنّت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى هجوما مباغتا على بلدات ومعسكرات إسرائيلية متاخمة للقطاع في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.