قيادي بحركة حماس لـAWP: هناك حاجة لاتفاق ملزم للجميع لإنهاء الحرب الإسرائيلية
القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوسف حمدان
  • لندن

  • الثلاثاء، ٤ يونيو ٢٠٢٤ في ٤:٢٢ ص
    آخر تحديث : الثلاثاء، ٤ يونيو ٢٠٢٤ في ٨:٢١ ص

قيادي بحركة حماس لـAWP: هناك حاجة لاتفاق ملزم للجميع لإنهاء الحرب الإسرائيلية

(وكالة أنباء العالم العربي) - أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوسف حمدان أن هناك حاجة لاتفاق تفصيلي يكون ملزما للجميع لإنهاء الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.

وكشف الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الجمعة عن أحدث مقترح لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر في قطاع غزة، وتضمن وقفا لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين وإعادة إعمار غزة على ثلاث مراحل.

وعبر حمدان عن ترحيب حماس بالمقترح الأميركي بشأن الخطوط العريضة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقال لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) اليوم الاثنين "وجود الولايات المتحدة اليوم و(اتصال) وزير الخارجية الأميركي بوزير الدفاع الإسرائيلي وتصريحه بأن تل أبيب مستعدة للتوصل لاتفاق يجب أن يترجم عمليا بورقة تلتزم إسرائيل فيها بما عبر عنه بايدن يوم الجمعة، بما يحقق الانسحاب الكامل من قطاع غزة".

وأضاف "الدور الأميركي مهم جدا لإلزام الاحتلال بتنفيذ ما نتفق عليه".

وقال بايدن إن المرحلة الأولى من المفترض أن تستمر ستة أسابيع وستشمل وقف إطلاق النار على نحو "كامل وشامل" وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة وإطلاق سراح عدد من الرهائن من النساء وكبار السن والجرحة في مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين.

ووفقا للرئيس الأميركي، سيعود في هذه المرحلة الفلسطينيون إلى منازلهم في كافة أنحاء غزة، وستزداد المساعدات الإنسانية إلى 600 شاحنة يوميا.

وستشمل المرحلة الأولى أيضا محادثات بين إسرائيل وحماس للوصول إلى المرحلة التالية، التي من المفترض أن تتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن، وانسحاب إسرائيل بالكامل من القطاع.

وشدد حمدان على أن الوصول لاتفاق مرتبط بتوفر الضامن القادر على إلزام إسرائيل بتنفيذ ما يتفق عليه.

وقال حمدان "الحركة سبق وأن وافقت على مقترح تقدم به الوسطاء، وقيل لنا من الوسطاء إن الولايات المتحدة تضمن موافقة والتزام الاحتلال بتنفيذ الاتفاق.

"ثم كانت إجابة الاحتلال باجتياح رفح وقتل الأطفال والنساء والمدنيين بالطريقة البشعة التي شاهدها العالم، وبالتالي من دون وجود ضامن حقيقي يصبح الحديث عن المفاوضات هو مسألة منح (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو المزيد من الوقت كغطاء لارتكاب المزيد من المجازر وإطالة أمد وجوده على كرسي الحكم في الحكومة اليمينية المتطرفة".

وأضاف "حماس أعلنت مباشرة موقفها مما صرح به بايدن بالترحيب، لكن نحن دعونا بأن يكون بين أيدينا اتفاق تفصيلي يحدد التزامات جميع الأطراف، وأيضا إعلان الاحتلال التزامه وموافقته على الاتفاق التفصيلي وليس على المبادئ، لنتجنب ادعاءات الاحتلال بأن هناك... نسخة وافق عليها الاحتلال ونسخة وافقت عليها حماس، وبالتالي نخرج من مساحة التلاعب والتهرب من استحقاقات أي اتفاق نتفق عليه".

ويشير حمدان إلى إعلان حماس موافقتها في بداية الشهر الماضي على مقترح لوقف إطلاق النار، قبل أن تقول إسرائيل لاحقا إن ما وافقت عليه الحركة ليس هو المقترح الذي اطلعت عليه.

وتابع قائلا "حماس أعادت الكرة مرة أخرى، ونحن جاهزون للتعاطي بجدية تامة وإيجابية مع أي مقترح يلبي الشروط التي بات يعرفها الجميع".

وقال حمدان إن الوصول إلى تهدئة في المنطقة يكمن في "زوال الاحتلال".

ومضى يقول "إلى حين ذلك، توافقنا فصائليا على الحد الأدنى المتفق عليه أو الذي ترتضيه الفصائل، وهو إقامة دولة فلسطينية على خطوط عام 1967... عاصمتها القدس، دون أن يعني ذلك اعتراف حركة حماس بدولة إسرائيل أو بأي حق لدولة إسرائيل على أراضينا الفلسطينية".

وأردف "وبالتالي نحن نقبل بهذه الدولة الفلسطينية في إطار التوافق الفلسطيني... هذا كجزء وكحل مرحلي توافقي فلسطيني، ونحن عبرنا عن ذلك في وثيقة حركة حماس 2017 بشكل واضح".

واستطرد قائلا "وهذا لا يزال قائما، ولذلك نقول إذا العالم يعطينا دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس ويضمن حق العودة وحق اللاجئين، ودون أن يعني ذلك اعتراف منا كحركة حماس بدولة الاحتلال، فنحن لن نقف في وجه أي مقترح يؤدي إلى هذه النتيجة".

واتفق القيادي الآخر في حماس وليد الكيلاني مع حمدان، قائلا إن الكل يعرف من كان وراء فشل الصفقة السابقة التي وافقت عليها الحركة في مايو أيار.

وقال لوكالة أنباء العالم العربي "بعد موافقة المقاومة بساعات تم الدخول إلى رفح، لذلك الذي تقوله إسرائيل هو ذر للرماد في العيون، وسمعنا كثيرا هذه التصريحات والتطمينات وبعد ذلك انقلب العدو الصهيوني، ونتنياهو بالتحديد، على كل مبادرات الوسطاء.

"هذا نلمسه من خلال تصريحاتهم المتواترة، يعني أكان نتنياهو أو (وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير أو (وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش. الوزراء المتطرفون في حكومة نتنياهو يهددون بحال وافق نتنياهو سينسحبون من الحكومة، لذلك المقاومة طيلة فترة المفاوضات أبدت مرونة عالية، وهذا تكلل بموافقة الحركة على مبادرة الوسطاء".

وأضاف "اليوم يعيد العدو الصهيوني نفس الكرة، هو يظهر في الإعلام وللشارع الإسرائيلي أنه يبدي مرونة ويريد التوصل لاتفاق من خلال التصريحات التي سمعناها أمام المسؤولين الأميركيين ووزير الخارجية الأميركي. لكن العبرة ليست بالتصريح، العبرة بالتنفيذ".

وقال الكيلاني إن المسارات الثلاثة التي تضمنها اقتراح بايدن، وهي وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وعودة النازحين إلى شمال القطاع، ستكون مدخلا إلى المسار الأهم وهو عملية تبادل الأسرى.

وتابع قائلا "لكن هل العدو الصهيوني على استعداد أن يذهب بهذه الاتفاقية  إلى ما تريده المقاومة وما طرح على لسان بايدن؟ نحن نعتقد أن العدو الصهيوني حتى هذه اللحظة ما زال يراوغ، فهو يرفض وقف إطلاق نار مستدام ويرفض عودة النازحين إلى الشمال، وكذلك يرفض الانسحاب من قطاع غزة. المقاومة لن تقبل بأي اتفاقية لا تضمن هذه الشروط الثلاثة".

ورفض الكيلاني تصريحات لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن مسؤولية قبول الاتفاق تقع على عاتق حماس.

وقال "الإدارة الأميركية سابقا ثمنت دور حركة حماس في الموافقة على مقترح وقف إطلاق النار، وكذلك فعلت الكثير من الدول العربية والإسلامية، وحتى الدول  الأوروبية ثمنت موافقة حركة حماس وهذا يعلمه الجميع.

"بالدليل القاطع فإن من يعرقل المفاوضات والتوصل إلى حل هو العدو الصهيوني، وهذا على لسان بعض المفاوضين الإسرائيليين الذين سربوا لوسائل إعلام إسرائيلية أن من يعرقل الوصول لاتفاق هو نتنياهو. نحن نعلم أن نتنياهو في أزمة داخلية وإذا توصل لاتفاق... بالشروط التي تفرضها المقاومة سيكون مصيره أن يحاكم وقد يذهب إلى السجن".

وأضاف "الأحزاب الإسرائيلية لم ترض عن أداء نتنياهو خلال هذه الحرب، وهناك مشاكل داخلية ومشاكل خارجية لنتنياهو، والضغط الأميركي القائم عليه، كما أنه تلقى صفعات خلال هذه الفترة... مثل اعتراف بعض الدول الأوروبية بدولة فلسطين، والمحكمة الجنائية الدولية التي وجهت له اتهاما بشكل مباشر هو ووزير دفاعه يوآف غالانت، وكذلك محكمة العدل الدولية التي أدانت الهجوم على رفح  واعتبرته حرب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.

"هناك صفعات عسكرية تلقاها خلال الفترة الماضية القريبة مثل عملية جباليا التي سقط وأسر وقتل وجرح فيها عدد من الجنود (الإسرائيليين)... كل هذه المعطيات وهذه الصفعات التي يتلقاها نتنياهو وغيرها ستجبره على التوقيع على شروط المقاومة والجلوس على طاولة المفاوضات".

وتابع قائلا "ما دعا نتنياهو والإدارة الأميركية إلى العودة للحديث عن المفاوضات هو صمود المقاومة وقدرتها على مواجهة هذا العدو بعد ثمانية أشهر، و العدو لم يستطع أن ينتزع نصرا سياسيا ولا عسكريا، وبقيت المقاومة صامدة ولن ترفع الراية البيضاء، وهذا سيجبر العدو الصهيوني على الرضوخ".

وقال القيادي في حماس إن الهجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي تسبب في اندلاع الحرب لم يكن هو المشكلة، بل معاناة الشعب الفلسطيني منذ 76 عاما.

ومضى يقول "السابع من أكتوبر هي عملية عسكرية ولكن لها أهداف سياسية، فالشعب الفلسطيني يرزح تحت الاحتلال، ويريد أن يتحرر من هذا الاحتلال، ونحن قد نكون الشعب الوحيد منذ 76 عاما... (الواقع) تحت الاحتلال. لذلك حركة حماس والمقاومة هي حركة تحرر وطني تريد أن تحرر أرضها، تريد أن تتحرر من هذا المحتل المجرم.

"الحل بسيط، نريد أن نعيش مثل شعوب العالم التي تعيش في سلام، نحن نحب الحياة ولكن طالما هناك احتلال فهناك مقاومة. قبل السابع من أكتوبر كان هناك أكثر من خمسة آلاف فلسطيني في سجون الاحتلال لم يسأل عنهم أحد، منهم من قضى 40 عاما في سجون الاحتلال".

وأضاف "حصار قطاع غزة دام 17 عاما، وكذلك العالم كله لم يحرك ساكنا، وكذلك الاقتحامات للمسجد الأقصى. 30 عاما من المفاوضات (بعد) اتفاقية أوسلو لم تجلب الأمن والسلام والاستقرار للشعب الفلسطيني، بل زاد الاستيطان من 100 مستوطنة إلى 700. بعد اتفاقية أوسلو الحواجز في الضفة الغربية تقطع أوصالها.

"لذلك الحل الذي يريده الفلسطينيون هو أن يعيشوا في سلام، أن يعيشوا في أمن وأن يعيشوا دون احتلال، وكما ذكرت عملية السابع من أكتوبر صحيح أنها عسكرية، ولكن كان لها أهداف سياسية".