نزوح آلاف العائلات من سنار بجنوب شرق السودان بعد سيطرة الدعم السريع على مدينة سنجة
جسر عند مدخل سنار تتكدس عليه مركبات وحافلات تحمل فارين من ولاية الجزيرة (19 ديسمبر كانون الأول 2023)
  • الخرطوم

  • الاثنين، ١ يوليو ٢٠٢٤ في ٤:٤٥ م
    آخر تحديث : الاثنين، ١ يوليو ٢٠٢٤ في ٧:٥١ م

نزوح آلاف العائلات من سنار بجنوب شرق السودان بعد سيطرة الدعم السريع على مدينة سنجة

(وكالة أنباء العالم العربي) - نزحت آلاف العائلات من مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار في جنوب شرق السودان، بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها، ومن بينهم نازحون بمراكز الإيواء كان أغلبهم قد لجأ إليها قادما من ولايتي الخرطوم والجزيرة، وتوجهوا إلى ولايتي القضارف في الشرق والنيل الأزرق إلى الجنوب الشرقي.

وسيطرت قوات الدعم السريع على سنجة يوم السبت، بما في ذلك مقر رئاسة الحكومة وقيادة الجيش بالولاية، بعد أن توغلت إلى منطقة جبل موية الاستراتيجية الأسبوع الماضي. وتربط جبل موية مدن كوستي وربك بولاية النيل الأبيض ومدينة المناقل، آخر معاقل الجيش بولاية الجزيرة في وسط السودان، بولاية سنار.

وتقول ملاك بلة، التي نزحت  عائلتها ثلاث مرات منذ اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل نيسان من العام الماضي "من أسوأ التجارب التي يمكن أن يعيشها الإنسان أن ينزح من مكان لآخر ليكمل حياته. الخروج من الخرطوم لم يكن سهلا رغم أنه صادف هدنة بين الجيش وقوات الدعم السريع وكان الطريق وعرا وتكاليف المواصلات باهظة بسبب استغلال أصحاب الحافلات".

ووصلت العائلة إلى مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وتنقلت بين عدد من أحيائها وقراها حتى وجدت مكانا استقرت فيه، لكن الإقامة لم تدم طويلا إذ تعرضت الولاية لهجوم من قوات الدعم السريع في 19 ديسمبر كانون الأول، فانتقلت العائلة إلى سنار سيرا على الأقدام.

تقول ملاك لوكالة أنباء العالم العربي(AWP) إن بعض أفراد العائلة مصابون بأمراض مزمنة وبينهم أطفال عانوا كثيرا طوال رحلة النزوح، مشيرة إلى أن الآلاف مثلهم نزحوا صوب ولاية القضارف في الشرق ومدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق في أقصى الجنوب الشرقي.

واضطرت العائلة إلى النزوح للمرة الثالثة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة سنجة إلى القضارف.

وقال أحد سكان سنجة، والذي طلب عدم ذكر اسمه خشية الانتقام، إن سكان المدينة يعيشون أوضاعا مأساوية بعد سيطرة الدعم السريع على المدينة منذ يوم السبت.

وأضاف لوكالة أنباء العالم العربي أن مئات الأسر تضم الأطفال والنساء، ومن بينهن حوامل، والشباب وكبار السن والمرضى بمدينة سنجة أجبروا على الخروج و الفرار سيرا على الأقدام جنوبا وشرقا نحو الدمازين والمحليات والقرئ الشرقية "الصغير يحمل الكبير، والأعمى يحمل المكسر" وسط حالة من الهلع.

وتابع أن قوات الدعم السريع "لم تكتف بمداهمة المنازل ونهب السيارات والأموال، بل أصبحت تهاجم المواطنين الهاربين وتعتدي عليهم بالضرب والإساءة والنهب، وفي بعض المرات بالرصاص"، مشيرا إلى أنها سيطرت على جميع المؤسسات بالولاية بدءا من رئاسة مقر الحكومة وقسم الشرطة، ونشرت ارتكازات في معظم الشوارع الرئيسية داخل المدينة.

احتجاز المئات بالمستشفيات

وذكر الشاهد أيضا أن قوات الدعم السريع أغلقت كذلك مستشفي سنجة العام واحتجزت العشرات بداخله، كما سيطرت على مستشفى فرست كير الذي يتواجد بداخله عشرات الجرحي من قوات الجيش، واحتجزت أيضا مئات العسكريين والمدنيين داخل مستشفي الشرطة في سنجة.

وقال إن من تبقى من المواطنين داخل سنجة في حالة "هلع وخوف وتوتر" بسبب صعوبة الأوضاع التي تصل إلى درجة الكارثة الإنسانية، على حد قوله.

وفي السياق نفسه، قال المرصد السناري لحقوق الإنسان إن قوات الدعم السريع، تسببت في "كارثة إنسانية جديدة" بعد أن توغلت داخل مدينة سنجة. وأضاف "بهذا الهجوم يضاف فصل جديد من الانتهاكات والجرائم التي تمارس ضد المدنيين العزل بولاية سنار مع توسع رقعة الحرب جنوباً".

وذكر المرصد في بيان أن الاشتباكات المسلحة داخل سنجة والقصف المدفعي العنيف أصاب عددا من الأعيان المدنية والمواطنين الأبرياء، مشيرا إلى إفادات تؤكد وجود ضحايا وسط المدنين بينهم قتلى وجرحى.

وأشار البيان إلى نزوح الآلاف من سنار بعد حالة من الهلع مع إفادات تؤكد تعرض قوات الدعم السريع للفارين من الحرب، وأدلة موثقة حصل عليها المرصد تؤكد أيضاً إنزال بعض الأسر من المركبات ونهبها.

واندلع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ في منتصف أبريل نيسان 2023 بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.