• تطوان

  • الثلاثاء، ٤ يونيو ٢٠٢٤ في ١٢:٣٤ م
    آخر تحديث : الثلاثاء، ٤ يونيو ٢٠٢٤ في ١٢:٣٤ م

نجاح تجربة زراعة القمح في الصحراء تمنح تونس الأمل في تحقيق الاكتفاء الذاتي

(وكالة أنباء العالم العربي) - جاء نجاح أول تجربة لزراعة القمح الصلب في الصحراء ليمنح تونس الأمل في تحقيق الاكتفاء الذاتي وضمان الأمن الغذائي في البلاد التي تعاني آثار التغيرات المناخية.

وبدأ حصاد القمح الصلب المزروع لأول مرة في الصحراء ضمن تجربة نموذجية لدراسة تأقلم أصنافه في الذهيبة التابعة لولاية تطاوين بأقصى جنوب تونس.

وقال طارق الفلاح المدير العام للمعهد الوطني للزراعات الكبرى التابع لوزارة الفلاحة التونسية إن الهدف من التجربة هو دراسة مدى تأقلم أصناف من القمح الصلب في مناخ شبه جاف وصحراوي لإيجاد حلول وبدائل لتعزيز الأمن الغذائي في البلاد.

وأضاف "أنتم تعرفون أنه لم يعد هناك في الشمال إمكانية للتوسع في مساحات الحبوب. ونظرا للظروف المناخية التي نعيشها حاليا وتتمثل في التغيرات المناخية ونقص الأمطار، لذلك هذا جعل وزارة الفلاحة تبحث لإيجاد حلول بديلة لتعزيز الأمن الغذائي في تونس".

وتأتي التجربة ضمن خطط تونس لفتح آفاق زراعية جديدة وإثبات إمكانية الزراعة في الصحراء رغم قسوة المناخ لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء.

وتعرضت تونس لموجة جفاف استمرت لسنوات وهو ما أدى إلى تراجع إنتاج المحاصيل الزراعية وارتفاع أسعار المواد الغذائية وندرتها في الأسواق.

وتسبب الجفاف في دمار الموسم الماضي للحبوب، وتراجع محصول القمح بنسبة 60 بالمئة ليصل إلى 250 ألف طن مما أدى لزيادة كلفة الاستيراد في تونس التي تعاني أصلا من أزمة مالية خانقة.

وحسب ديوان الحبوب الحكومي، بلغت قيمة استيراد الحبوب من قمح لين وقمح صلد وشعير نحو 923 مليون دولار العام الماضي من بينها حوالي 413 مليونا للقمح الصلد بحجم زاد على 900 ألف طن.

وقال الباحث الزراعي التونس فرج بن سالم "من بين الأصناف التي ثبت نجاحها هي صنف رزاق وصنف معالي وإنرات مياه. ما زال هناك العديد من الأصناف الأخرى التونسية، إن شاء الله في السنة المقبلة سنجربها ونستنتج مدى تأقلمها وإن ان شاء الله القادم أفضل بحول الله".

وأبدى المزارع التونسي محمد الحسوني تفاؤله بعد نجاح التجربة قائلا "ولاية تطاوين يجب أن تكون بأكملها (مزروعة) بالقمح والشعير خاصة في أرض سهل الرمان".

وأضاف "المياه موجودة ومتوفرة وخيرات و الحمد الله و حلوة. نطلب القليل من المساعدات فقط التخفيف في سعر المياه والتركيز على لوحات الطاقة الشمسية".

وتأمل تونس في الاستفادة من المياه الجوفية في الصحراء. وكانت قد وقعت اتفاقية مع جارتيها ليبيا والجزائر لإنشاء "آلية تشاور" حول إدارة المياه الجوفية المشتركة بالصحراء.