مؤتمر الاستجابة الإنسانية لغزة.. هل هو فرصة لإغاثة سكان القطاع؟
خيام النازحين الفلسطينيين تمتد على مرمى البصر في منطقة مواصي خان يونس التي تشهد زحاما شديدا بعد نزوح مئات الآلاف إليها من رفح بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (12 مايو أيار 2024)
  • عمّان

  • الثلاثاء، ١١ يونيو ٢٠٢٤ في ٨:٢٢ ص
    آخر تحديث : الثلاثاء، ١١ يونيو ٢٠٢٤ في ٨:٢٢ ص

مؤتمر الاستجابة الإنسانية لغزة.. هل هو فرصة لإغاثة سكان القطاع؟

(وكالة أنباء العالم العربي) - بدعوة من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تستضيف المملكة الثلاثاء مؤتمرا حول إغاثة سكان غزة الذين تقطعت بهم السبل جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ أكثر من ثمانية أشهر.

يحمل المؤتمر الدولي عنوان "الاستجابة الإنسانية الطارئة لسكان قطاع غزة"، وسيُعقد في منطقة البحر الميت بالأردن بحضور كبير على مستوى قادة دول ورؤساء حكومات ورؤساء منظمات إنسانية وإغاثية دولية.

المؤتمر يأتي بعد أن أودت الحرب على غزة بحياة عشرات الآلاف، وتسببت في كارثة إنسانية لأكثر من 2.3 مليون فلسطيني في مختلف مناطق القطاع، يعانون من المجاعة وصعوبة الحصول على الغذاء والماء والمسكن والأدوية فضلا عن معاناتهم النفسية في ظل الدمار الهائل هناك.

وقد أكد ملك الأردن اليوم الاثنين على أهمية المؤتمر في "توحيد الجهود وتضافرها من أجل تنسيق إيصال المساعدات الإنسانية للقطاع وزيادتها بشكل يساهم في التخفيف من الوضع الإنساني الكارثي".

وأبلغ مصدر مطلع وكالة أنباء العالم العربي (AWP) بأن هناك خمسة بنود رئيسية في جدول أعمال المؤتمر، بعضها يتعلق بالشق السياسي والأمني الذي يتضمن بحث وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب الدائرة في القطاع خوفا من توسعها إلى حرب إقليمية وإطلاق سراح المحتجزين.

ويشمل هذا الجزء أيضا وضع خارطة طريق لبدء مفاوضات وتحركات حقيقية تفضي إلى إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر حل الدولتين وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.

أما الشق الثاني فيتعلق بآلية إيصال المساعدات الغذائية والإغاثية لسكان غزة، ويشمل بحث حجم المساعدات اللازم إدخالها للقطاع يوميا، وآلية دخول المساعدات من الأردن عبر معبر بيت حانون وكرم أبو سالم، وطريقة توزيع المساعدات.

وتشن إسرائيل هجمات على قطاع غزة منذ أن نفذت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى هجوما مباغتا على بلدات ومواقع إسرائيلية متاخمة للقطاع في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.

حضور عربي ودولي واسع

تشير المعلومات التي حصلت عليها وكالة أنباء العالم العربي إلى أنه بجانب العاهل الأردني والرئيس المصري، من المتوقع حضور 15 زعيما عربيا وغربيا للمؤتمر، ومن بينهم الرؤساء الفرنسي إيمانويل ماكرون والفلسطيني محمود عباس والتركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

ومن المتوقع أن يحضر المؤتمر أيضا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ورئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك، إلى جانب ممثل لإيطاليا لم يتسن معرفة صفته الرسمية، بحسب المصدر المطلع.

ويرى وزير الإعلام الأسبق وعضو مجلس الأعيان الحالي محمد المومني أن دعوة الأردن المشتركة مع مصر والأمم المتحدة لقادة الدول وممثلي المنظمات الإنسانية والإغاثية يثبت أن المملكة تصر على مواصلة لعب دور مهم في القضية الفلسطينية، وتحديدا فيما يخص الحرب المستمرة في غزة.

ورجح المومني أن تساهم المشاركة العربية والدولية ذات المستوى الرفيع في تشكل قوة ضاغطة على أطراف الصراع، وخاصة على الجانب الإسرائيلي الذي "يمتنع عن التقيد والالتزام بجميع القرارات والمواثيق الدولية".

وأضاف في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي "مشاركة زعماء دول أوروبية من شأنه أن يبعث رسالة واضحة لإسرائيل بأن الدعم اللامتناهي فيما يسمى بحق الاحتلال في الدفاع عن النفس غير مقبول أمام المجازر المروعة التي ترتكبها القوات الإسرائيلية في غزة وكذلك الضفة الغربية".

ويقول المصدر المطلع إن المجتمعين سيركزون على الجانب الإنساني المتعلق بإيصال الغذاء والدواء عبر اتخاذ قرارات من شأنها إجبار السلطات الإسرائيلية على عدم منع إدخال المساعدات عبر المنافذ الحدودية المختلفة، أو عرقلة وصولها من خلال عمليات التفتيش التي تستغرق وقتا طويلا.

كما سيضع المؤتمر خطة لتوزيع المساعدات الإنسانية، وبالتالي سيحدد من هي المنظمات الإغاثية المعنية بتوزيع المساعدات دون تدخل من إسرائيل أو حماس أو حتى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وفقا للمصدر.

أما على الصعيد السياسي، فيقول المصدر إن المجتمعين سيناقشون مستقبل غزة بعد وقف القتال، وتحديد شكل السلطة القائمة داخل غزة وعلى المعابر الحدودية، ودور السلطة الفلسطينية في مستقبل إدارة القطاع.