• طنجة

  • الجمعة، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ في ٩:٣٠:٠٧ ص
    آخر تحديث : الجمعة، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ في ٩:٣٠ ص

متخصصون في الطاقة المتجددة: توقّف محطّة (نور 3) سببه عطل فنيّ وخسائره ماديّة للشركة المشغّلة

(وكالة أنباء العالم العربي) - أثار إعلان شركة (أكوا باور) عن توقف العمل بمحطة (نور 3) في مدينة ورزازات جنوب المغرب بسبب عطل فنّي أدى إلى تسرّب في خزّان الملح المنصهر بالمحطة نقاشا واسعا حول مدى تأثير مثل هذه الأعطال على إنتاج البلاد من الطاقة واستهلاكها وعلى إمكانات البلاد في مجال الطاقة الشمسية.

وبحسب النائب عدي شجري، عضو البرلمان المغربي عن حزب (التقدم والاشتراكية)، فإنّ المحطّة التي تعمل على توليد الكهرباء بتقنيّة الطاقة الشمسيّة المركّزة مع قدرة تخزين الطاقة الحراريّة لمدة ثماني ساعات تُعدّ ثالث مشروع من نوعه للوكالة المغربيّة للطاقة الشمسيّة ضمن مجموعة مشاريع التطوير في مجمع ورزازات.

وكشف شجري في رسالة وجهها إلى وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة عن أنّ إعلان الشركة المطوّرة والمستثمرة والمشغلة لهذه المحطة توقّفها بسبب عطل في خزان الأملاح المنصهرة أدى إلى خسائر تقدر بنحو 473.5 مليون درهم (حوالي 46.7 مليون دولار أميركي).

ومن المتوقع أن يستمر توقّف المحطة حتّى نوفمبر تشرين الثاني القادم وفقا لما أعلنته الشركة المشغّلة.

واعتبر النائب البرلماني في رسالته أنّ هذا الحادث يسلّط الضوء على التحديّات التقنيّة المتكررة المرتبطة بتخزين الطاقة في محطات الطاقة الشمسية المركّزة والأسباب الحقيقية لهذه الأعطاب المتتالية والمتكررة؛ وتساءل عن خصائص الطاقة التي توفرها المحطة وكيفية تعويضها بعد هذا العطل، وأيضا إجراءات وتدابير ضمان التزوّد بالطاقة دون انقطاع.

* نسبة مئوية صغيرة

ويرى عبد العالي دقينة، المدير السابق للاستراتيجية والتعاون بالوكالة الوطنية لتنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية في المغرب، أنّ الأمر لا يعدو كونه خللا فنيّا وأنه "يجب عدم تهويل الموضوع".

وقال في حديث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "هذا التسرّب يقع حتى في المحطات النووية الكبرى، وليس له تأثير كبير في البيئة أو حتى على إنتاج الطاقة بالبلاد".

أضاف "نعلم جيدا أنّ الطاقة الشمسيّة تمثّل بالنسبة للباقة الطاقية الحالية نسبة مئوية صغيرة؛ على الرغم من أن قدرتها الإنتاجية تفوق 38% من مجموع الطاقات المتجددة، خاصة الهوائية منها، إلا أنّ الطاقة الشمسيّة من الناحية الكهربائية لا تمثّل حتى واحدا إلى خمسة في المئة".

وتابع "الأمر ينطبق على كلّ إنتاج الطاقة الشمسية التي يتم توليدها حاليا، والتّي تفوق 800 ميغاواط؛ وبالتالي، فالطاقة الشمسية بمحطة نور 3 بورزازات لا تتجاوز تمثيليتها الطاقية 3% كأقصى حد، ما يعني أنّه لن يكون لهذا العطب تأثير كبير على مخزون الطاقة عموما بالبلاد".

فيما يتعلّق بالخسائر المالية التي جرى الحديث عنها، قال دقينة إن المحطّة تنتج الكهرباء التي تباع في إطار تعاقدي، وإنه ما دامت المحطّة معطّلة، فحتى البيع سيتم تعليقه ولن يتم في آجاله المحددة؛ وهذا الأمر ليس له أي تأثير في إنتاج الكهرباء بصفة عامة بالمنظومة الطاقية المغربية".

* مشكلة فنيّة محضة

من جهته، أوضح أحمد الصقلي، الأستاذ الباحث في الطاقات المتجددة، أنّ تأثير الأعطال في محطة (نور 3) في بورزازات على إنتاج الطاقة العام في المغرب يعتمد على عدة عوامل، من بينها طبيعة العطل ومدى تأثيره في قدرة المحطة على توليد الطاقة والمدة التي يستغرقها إصلاح العطل.

وقال "العطل ليس كبيرا ولا الأول من نوعه الذي تتعرض له المحطة؛ وبالتالي، لن يكون لهذا الأمر تأثير ملحوظ في إمدادات الطاقة بالبلاد ويمكن تعويضه من مصادر طاقة أخرى إذا كانت متوفّرة بكفاءة".

وبينما كشف عن أنّ صيانة العطل الحاصل في محطة (نور 3) يتطلب الكثير من الوقت، فقد اعتبر أنّ هذا العطل لا يُشكّل خطرا أو عائقا لكفاية البلاد من حيث توليد الكهرباء نظرا لأن المغرب لديه معامل خاصة بتوزيع الكهرباء.

أضاف "المشكلة الأساسيّة ماليّة واقتصادية بالدرجة الأولى، خاصة بالنسبة لشركة أكوا باور المشغّلة للمحطة، ذلك أنّ عليها ضرائب والتزامات يجب تأديتها للمعامل الخاصة بتوزيع الكهرباء، كما أنّ هذا العطب من شأنه التأثير في عائداتها المالية".

وقال "من الواضح أن شركة أكوا باور اتّخذت إجراءات عدة لإنشاء مخزن طاقة جديد حتى يكون احتياطيا في حالات العطب المفاجئة".

ويعدّ المغرب من الدول الرائدة في مجال الطاقة الشمسية، حيث يمتلك محطات كبيرة لتوليد الطاقة الشمسية مثل محطة (نور 3) و(نور 1) و(نور 2)؛ وتُسهم هذه المحطّات في توليد كميّات كبيرة من الطاقة الشمسيّة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

ويدخل مشروع محطة (نور3) ضمن البرنامج المغربي للطاقة الشمسية، والذّي يهدف إلى إنجاز محطّات شمسيّة تصل قدرتها الإجمالية إلى 2000 ميغاواط. وحظي هذا المشروع باهتمام كبير من طرف عدة دول ومستثمرين وطنيين وأجانب.

تبلغ قدرة المنشأة 150 ميغاواط بإنتاج سنوي يصل إلى 500 غيغاواط. وتقدر تكلفة المشروع بنحو 7.18 مليون درهم، وبدأت عمليات التشغيل في فبراير شباط 2016، وتم تشغيلها بصورة فعلية عام 2018.

بالإضافة إلى مشروع محطة (نور 3)، فإنّ هناك مشروع (نور ميدلت) الذي يشمل تطوير محطّات طاقة شمسية متكاملة مع تخزين الطاقة في منطقة ميدلت بالأطلس المتوسط للبلاد، فضلا عن مشروع الطاقة الشمسية المتنقّلة الذي يشمل تطوير مشاريع صغيرة للطاقة الشمسية في القرى والمناطق النائية في المغرب لتمكين السكان من الوصول إلى الكهرباء.

وبالإضافة إلى ذلك، تُوجد مشاريع طاقة شمسيّة للأغراض الصناعية والتجارية، والمتمثلة في تركيب أنظمة الطاقة الشمسية على أسطح المباني الصناعية والتجارية لتلبية احتياجات الطاقة الخاصة بها، وكلها مشاريع يهدف من خلالها المغرب إلى زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة.

(الدولار الأميركي يُساوي 10.13 درهم مغربي)