متحدث أوروبي لـAWP: التصعيد في الشرق الأوسط يدفع المنطقة إلى حافة الهاوية ويهدد بصراع إقليمي
صورة أرشيفية للمتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الأمنية والخارجية بيتر ستانو
  • لندن

  • الأربعاء، ٢٤ أبريل ٢٠٢٤ في ٨:٠٨:١٨ م
    آخر تحديث : الجمعة، ٢٦ أبريل ٢٠٢٤ في ٨:٣٤ ص

متحدث أوروبي لـAWP: التصعيد في الشرق الأوسط يدفع المنطقة إلى حافة الهاوية ويهدد بصراع إقليمي

(وكالة أنباء العالم العربي) - أكد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الأمنية والخارجية بيتر ستانو، أن التصعيد الحالي في منطقة الشرق الأوسط يدفع المنطقة برمتها إلى حافة الهاوية ويهدد باندلاع صراع إقليمي ضخم يؤثر سلبا على شعوب المنطقة وعلى الاستقرار والأمن خارج المنطقة بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وأكد أن الاتحاد الأوروبي يسعى جاهدا لإيجاد حلول للأزمة.

وقال ستانو لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) يوم الأربعاء "الصراع الدائر في غزة له تأثير مدمر للغاية على الناس في غزة وعلى الإسرائيليين، لأننا لا نستطيع أن ننسى الرهائن (الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس)، وله أيضا تأثير سلبي للغاية على استقرار المنطقة".

وأضاف "منذ بداية الصراع في غزة... شهدنا تصعيدا إقليميا وهذا شيء مقلق للغاية، حيث رأينا الحوثيين يطلقون النار على السفن التجارية في البحر الأحمر ونرى مواجهة بين حزب الله وإسرائيل ورأينا الهجوم والهجوم المضاد الأخير بين إسرائيل وإيران".

وتابع "كل ذلك لا يؤدي إلا إلى دفع المنطقة برمتها إلى حافة الهاوية وينطوي على خطر نشوب صراع إقليمي ضخم لن يستفيد منه أحد، ولن يؤدي إلا إلى عواقب سلبية على شعوب المنطقة وعلى الاستقرار والأمن خارج منطقة الشرق الأوسط وعلى الاتحاد الأوروبي بكل تأكيد".

ومضى يقول "لهذا السبب فإننا - كأوروبيين - مهتمون للغاية برؤية حل لهذا الصراع في أقرب وقت ممكن، ونبذل كل ما في وسعنا لتحقيق ذلك".

وتخطت الحرب الإسرائيلية على غزة 200 يوم، وسط قصف متواصل واستهدافات جوية ومدفعية إسرائيلية على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة المنازل وتجمعات النازحين والشوارع.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية أمس الثلاثاء عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن الجيش يستعد لاجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة في وقت "قريب جدا"، مشيرة إلى أن العملية البرية هناك تتضمن إجلاء أعداد كبيرة من السكان.

يأتي ذلك في ظل مواصلة الجيش الإسرائيلي قصفه المكثف على مناطق عدة من وسط القطاع، إلى جانب توالي التحذيرات الدولية من شن إسرائيل عملية برية في رفح وتبعاتها الكارثية على المستويات كافة.

وعلق ستانو قائلا "نحث شركاءنا الإسرائيليين على عدم المضي قدما في الهجوم على رفح، حيث يوجد أكثر من مليون ومائتي ألف أو مليون وخمسمائة ألف شخص نزحوا بالفعل إلى هناك، والعملية العسكرية في مثل هذه الظروف ستكون لها عواقب إنسانية كارثية".

وأشار إلى أن "عدد القتلى من المدنيين الأبرياء مرتفع للغاية"، وحث "الشركاء الإسرائيليين على إعادة النظر" في قرارهم باجتياح رفح.

ومضى ستانو قائلا "نعمل على تكثيف الجهود لضمان زيادة توصيل المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص المحتاجين على الأرض، لأن ما يصل إلى غزة (من مساعدات إنسانية) غير كاف، ونحن منخرطون مع شركائنا الدوليين والإقليميين ومع إسرائيل لمنع شن عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح، ومن ناحية أخرى لتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة للأشخاص ليس في رفح فقط ولكن أيضا في مناطق أخرى من قطاع غزة".

* حل الدولتين

وردا على سؤال بخصوص اعتزام الاتحاد الأوروبي اتخاذ أي خطوات واقعية للوصول إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة، قال ستانو "هذا ما نؤكده وندعو إليه طوال الوقت، أينما ذهبنا ومع جميع من نلتقي بهم".

وأضاف "نحن ندعو إلى دفع حل الدولتين قدما لأننا نرى أن ذلك هو الطريقة المستدامة الوحيدة لإيجاد مخرج من الصراع الحالي ومن دائرة العنف الحالية".

وتابع "لهذا السبب نعمل بقوة من أجل دعم حل الدولتين ونحاول إقناع كل من الإسرائيليين والفلسطينيين لاستئناف المحادثات، لأن هذا هو السبيل الوحيد للخروج من الوضع الحالي والطريقة الوحيدة لمنع تكرار حدوث الوضع الحالي، والذي يأتي على حساب الكثير من الأرواح البشرية".

وحول الخطوات الأوروبية في هذا الصدد، قال ستانو " نقوم بالتنسيق وإجراء المناقشات حول الدفع بحل الدولتين قدما مع الجميع، مع الشركاء في المنطقة ومع الشركاء الدوليين، وهذا يشمل أيضا الولايات المتحدة".

وأضاف "نحن نشطون للغاية أيضا في جميع منصات الأمم المتحدة حيث نحاول العمل مع الشركاء لدفع هذا الحل إلى الأمام، لأننا لم نر أي شخص آخر يقدم بديلا أفضل".

وقال ستانو "نسمع أيضا من الجانب الإسرائيلي ومن الحكومة الإسرائيلية الحالية رفض حل الدولتين في هذه المرحلة، لكننا نتساءل ما هو البديل؟ ونرى أنه من مصلحة (إسرائيل) حل هذا الوضع حتى يمكنها منع تكرار مآسي مماثلة في المستقبل، لأن هذا أمر يعاني منه الشعب الإسرائيلي أيضا".

وأضاف "كما قلت لا يجب أن ننسى الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في ظروف رهيبة في غزة ولا يجب أن ننسى الخسائر البشرية التي خلفها الصراع برمته على الشعب الإسرائيلي، ومن ثم فإن مصلحة إسرائيل تكمن أيضا في إيجاد حل مستدام خارج إطار الأنشطة العسكرية وأن يتجه (هذا الحل) إلى العملية السياسية.

"لذلك فإن هذا الأمر ننخرط فيه كثيرا مع الولايات المتحدة ومع إسرائيل ومع الشركاء العرب ومع الدول الإسلامية ومع جميع أطراف المجتمع الدولي".

كانت الولايات المتحدة استخدمت يوم الخميس الماضي حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار قدمته الجزائر بمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وبلغ عدد الأعضاء الذين صوتوا لصالح منح فلسطين العضوية الكاملة في الجلسة التي عقدها مجلس الأمن 12 دولة، في حين امتنعت دولتان عن التصويت هما بريطانيا وسويسرا، واعترضت الولايات المتحدة على مشروع القرار.

* ضبط النفس

وحول موقف الاتحاد الأوروبي من المواجهات الدائرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، قال ستانو " منذ بداية الأحداث الأخيرة في غزة، كنا نؤكد بقوة على ضرورة القيام بكل ما هو ممكن من أجل منع المزيد من التصعيد الإقليمي، ورأينا منذ اليوم الأول للمواجهات تقريبا أن هناك تصعيدا مستمرا على الحدود الشمالية لإسرائيل مع حزب الله".

وأضاف "لذلك فإننا ندعو إلى ضبط النفس، ونحث الجميع على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لأنه، كما ذكرنا، لن يستفيد أحد من المزيد من التصعيد".

وتابع المتحدث "قواعد الاشتباك بين إسرائيل وحزب الله تم انتهاكها بالفعل ويجري تبادل كثيف لإطلاق النار من الجانبين عبر الحدود والأشخاص الأكثر تضررا هم المدنيون".

وأوضح "لقد رأيتم عدد النازحين، حيث نزح الآلاف على الجانب اللبناني وحدث الأمر نفسه على الجانب الإسرائيلي".

ومضى يقول "نتواصل مع شركائنا في لبنان وإسرائيل لإيصال رسالة تفيد بأنه لا داعي للتصعيد لأن أحدا لن يستفيد من ذلك".

وتفجر قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي من ناحية وجماعة حزب الله وفصائل فلسطينية مسلحة في لبنان من جهة أخرى في أعقاب اندلاع الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.