مطعم في الأردن للنساء فقط يتيح لراغبات الخصوصية مساحة من الحرية
المصدر: AWP - مطعم (ديليش) بالأردن الذي لا يستقبل سوى النساء ولا يفتح أبوابه للرجال بهدف توفير مساحة من الراحة للراغبات في الخصوصية (21 أبريل نيسان 2024)
  • عمّان

  • الثلاثاء، ٣٠ أبريل ٢٠٢٤ في ٦:٠١:٢٣ ص
    آخر تحديث : الثلاثاء، ٣٠ أبريل ٢٠٢٤ في ٦:٠١ ص

مطعم في الأردن للنساء فقط يتيح لراغبات الخصوصية مساحة من الحرية

(وكالة أنباء العالم العربي) - في ركن هادئ داخل أحد المطاعم شمال العاصمة الأردنية، استقرت الطالبة العمانية سها ليس لتناول الطعام وحسب وإنما لاستذكار دروسها أيضا، فهي تتردد على هذا المطعم باستمرار بعدما وجدت فيه ضالتها المنشودة لأنه لا يفتح أبوابه إلا للنساء فقط.

تقول سها (27 عاما) إن توفير مكان للفتيات مكنها من الدراسة خارج إطار المكتبة والقاعات الجامعية والمنزل، وتحول إلى ما يشبه الملاذ الآمن على حد قولها، لتناول الطعام بعيدا عن المطاعم المختلطة، التي ترى أنها لا توفر لها الخصوصية والراحة اللازمتين لمجرد تناول وجبتها اليومية.

لا تفضل سها ارتياد المقاهي المختلطة حيث تشعر أن حريتها مقيدة، إضافة إلى أنها نشأت في بيئة محافظة يندر فيها الاختلاط بين الجنسين، وهي متمسكة بتلك التقاليد المجتمعية رغم الانفتاح الذي وجدته في الأردن بالمقارنة ببلدها الأم سلطنة عمان.

قالت سها "إلى جانب لذة الطعام والحلويات في هذا المطعم، يمكن للفتاة أن تجلس دون أن تتحرج من طريقة جلوسها وتتناول طعامها بحرية دون الحرج من نظرات من حولها" خاصة للفتيات اللاتي يرتدين بالنقاب أو الخمار.

3bce6065-a089-413f-a02c-8c94b71f025d.jpg

المصدر: AWP - زهور تزين نافذة مطعم (ديليش) بالأردن الذي لا يستقبل سوى النساء ولا يفتح أبوابه للرجال بهدف توفير مساحة من الراحة للراغبات في الخصوصية (21 أبريل نيسان 2024)

لا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لأم إياد فهي زبونة دائمة هي وبناتها لمطعم (ديليش) لما يوفره من راحة وحرية للنساء وأطفالهن. وقالت "تستطيع السيدة هنا تناول وجبتها بأريحية واصطحاب أطفالها الرضع، على عكس المطاعم المختلطة التي لا تشعر فيها الأم براحة كبيرة".

وأضافت أم إياد وهي في الخمسينيات من العمر "ضحكة طبيعية بصوت مرتفع، أو حركة عفوية غير مقصودة، يمكن أن تضع المرأة في موقف محرج، وهو ما يجعل من فكرة وجود مطاعم مخصصة للنساء فقط أمرا جيدا".

أما بيان التي اكتفت بذكر المقطع الأول من اسمها فقالت إن زوجها كثير السفر، وعندما يكون خارج البلاد تفضل أن تخرج مع صديقاتها وأطفالهن إلى هذا المكان كي تحظى بخصوصية خاصة وأن العديد من مرتادي المطاعم والمقاهي ينزعجون من صخب الأطفال.

وقالت "المكان مهيأ لاستقبال الأطفال ولا نشعر بانزعاج أحد منهم"، وهو ما يناسب العديد من الأمهات.

وتابعت أنها تفضل ارتياد الأماكن المختلطة حين يكون كل أفراد الأسرة مجتمعين لكن حين يسافر زوجها تحبذ قضاء وقت في مكان مخصص للسيدات.

وعن مولد الفكرة تقول تسنيم صاحبة المطعم إنها لاحظت رغبة لدى الفتيات وخاصة الطالبات في وجود مكان مخصص لهن، فاختارت شارع الجامعة الأردنية المكتظ بالطالبات المغتربات لتنفيذ مشروعها لتوظف طاقم عمل من النساء بالكامل.

وترى تسنيم أن إقبال الفتيات على المكان "لافت"، خاصة وأنه ويوفر للطالبات والأمهات وقتا خاصا "بعيدا عن المقاهي المكتظة وروائح الدخان والنارجيلة".

7f213815-b082-4e4c-b3bf-32566d2ebf5b.jpg

المصدر: AWP - نساء يقضين بعض الوقت في مطعم (ديليش) بالأردن الذي لا يستقبل سوى النساء ولا يفتح أبوابه للرجال بهدف توفير مساحة من الراحة للراغبات في الخصوصية (21 أبريل نيسان 2024)

ولفتت صاحبة المطعم إلى بعد آخر يتجاوز الخصوصية وهو أن بعض الفتيات في الأردن لا تسمح لهن خلفياتهن الاجتماعية بالاختلاط، إلى جانب على سبيل المثال "المنتقبات الأكثر محافظة من ناحية الخروج إلى الأماكن العامة".

لكن بعيدا عن خصوصية المكان ومساحة الحرية التي يمنحها للإناث، هناك من يرى عكس ذلك، إذ ترى آية وهي في العشرينيات من العمر أن متعة الخروج من المنزل تتمثل في الوجود بين الناس والاحتكاك والتعارف، لذلك فهي تفضل المطاعم المختلطة.

وقالت إن الباحثات عن الهدوء والخصوصية يمكن أن يجدن ذلك في المنزل، ويتناولن الطعام بعيدا عن أعين الآخرين، معتبرة أن قرار الخروج من البيت يعني الرغبة بالاندماج بين الناس وليس الانعزال في أماكن مغلقة.

وترى آية أن الزمن تغير ولم تعد القيود الاجتماعية القديمة مسيطرة في هذه الأيام، مؤكدة أنها لم تتعرض لموقف محرج أو إساءة في أي مطعم أو مقهى من قبل.

وبحسب نقابة أصحاب المطاعم ومحال الحلويات يتجاوز عدد المطاعم في المملكة 20 ألفا، توفر وظائف لأكثر من 100 ألف أردني بصورة مباشرة فضلا عن الوظائف اللوجيستية والمرتبطة بها بصورة غير مباشرة.

وأظهر آخر مسح لدائرة الإحصاءات العامة عام 2020 أن حجم إنفاق الأردنيين على المطاعم والمقاهي يتجاوز 315 مليون دينار.

(الدولار يساوي 0.71 دينار أردني)