• لندن

  • الجمعة، ٧ يونيو ٢٠٢٤ في ١٠:٢٧ ص
    آخر تحديث : الجمعة، ٧ يونيو ٢٠٢٤ في ١٠:٢٧ ص

مسؤولة بإدارة شمال شرق سوريا لـAWP: الانتخابات البلديّة تأجّلت بطلبٍ من كُتلٍ سياسيّة لا لضغط أميركي أو تهديد تركي

(وكالة أنباء العالم العربي) - نفت مسؤولة في الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا، يوم الخميس أن تكون ضغوط أميركية أو تهديدات تركيّة وراء تأجيل الانتخابات البلدية التي كان مقررا إجراؤها في الحادي عشر من يونيو حزيران الجاري إلى شهر آب أغسطس القادم.

وقالت روكان ملا إبراهيم، الرئيسة المشتركة للمفوضية العليا للانتخابات، في تصريح خاص لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن تأجيل الانتخابات جاء بناء على طلبات رسميّة تقدمت بها أحزاب لعدم جاهزيتها من حيث الوصول إلى أغلبية قاعدتها الشعبية.

وذكرت أن المفوضية تلقّت طلبات للتأجيل "من خلال العديد من الكتب التي وردت من الأحزاب السياسية والكتل السياسية التي كانت متحالفة مع بعضها البعض في هذه الانتخابات"، مشيرة إلى أن عدد الخطابات الرسمية التي وردت إلى المفوضية خلال اليومين الماضيين بلغ أربعة.

وأوضحت أن تلك الكتل تشمل (تحالف الشعوب والنساء من أجل الحرية) و(تحالف معا لخدمات أفضل) وحزب الوحدة الديمقراطي الكردي السوري (يكيتي) "بالإضافة إلى المظلّة السياسيّة الموجودة في شمال وشرق سوريا، وهي مجلس سوريا الديمقراطية".

وقالت "تم طبعا النقاش مع هذه الأحزاب السياسيّة التي طالبت بتأجيل هذه الانتخابات... كانت هناك مطالب كثيرة من أجل تأجيل هذه الانتخابات من قِبَل الأحزاب السياسيّة (لأسباب) ألا وهي عدم التجهيز لحاضنة شعبية كبيرة من أجل الانضمام إلى الانتخابات".

أضافت "كلّ شيء كان في وقت سريع؛ لذلك طالبوا بتأجيل هذه الانتخابات من أجل تقوية الحاضنة الشعبيّة والوصول إلى أكبر عدد ممكن من الشعب الموجود في شمال وشرق سوريا، من أجل الانضمام إلى هذه الانتخابات وتعريف الشعب بهذه الانتخابات، لأنها التجربة الأولى على مستوى شمال وشرق سوريا".

وتابعت "غالبية الشعب الآن، حسب ما ورد في كتبهم، كان موجودا (منشغلا) في موسم الحصاد، فلا يستطيعون (الأحزاب والكتل) الوصول إلى أكثرية القاعدة الشعبيّة".

مراقبة الانتخابات

وأكدت الرئيسة المشتركة لمفوضية انتخابات شمال شرق سوريا انفتاح الإدارة الذاتية على مراقبة العمليّة الانتخابية، قائلة "قمنا بتصريح أو بيان إلى الرأي العام قبل فترة وجيزة، وكان (فيه) دعوة كافّة المنظّمات الدوليّة من أجل الحضور إلى شمال شرق سوريا ومراقبة هذه العمليّة الانتخابيّة الديمقراطيّة الشفّافة الأولى من نوعها على مستوى شمال شرق سوريا".

لكنها أردفت قائلة إنّه "حتى لو كان هناك طلب للمراقبة... فهذا يحتاج إلى مدة طويلة من أجل تجهيز الأوراق والدخول إلى شمال شرق سوريا؛ يحتاج على الأقل إلى شهر أو شهرين؛ أيضا هذا كان أحد الأسباب في الكتب التي وردت ونقاشاتنا المطولة مع كافة الجهات السياسية المطالبة بالتأجيل، وكانت هذه هي النتائج والقرار واضح وصريح".

وردا على سؤال حول الجاهزية لإجراء العملية الانتخابية، قالت "سنحاول قصارى جهدنا بأن نصل في ذلك الوقت إلى التجهيزات التامة كمفوضيّة؛ وأيضا كأحزاب سياسية، ستعمل بأقصى ما تبذل من جهود من أجل أن تُنجح هذه العملية الانتخابية وتصل في ذلك الوقت إلى ما تبغى أن تصل إليه من أجل هذه الانتخابات (وهو) الوصول إلى الحاضنة الشعبية الكبيرة (و) مشاركة غالبيّة الشعب الموجود في شمال شرق سوريا".

أضافت "الجميع يعلم (أن) المفوضية العليا للانتخابات جسم جديد في الإدارة الذاتيّة، بالإضافة إلى أنّ التجربة تجربة جديدة على مستوى شمال وشرق سوريا. كان سابقا (هناك) تجربة موجودة في 2017؛ لكن كانت على مستوى شمال سوريا (روج آفا) فقط. لكن الآن، على مستوى شمال شرق سوريا، هي تجربة جديدة".

وتابعت "لذلك، نُحاول بأقصى ما نبذل من جهود، نحن والأحزاب السياسيّة أيضا، سنحاول من أجل الوصول إلى ما نريد (وهو) إنجاح هذه العمليّة السياسيّة في شهر آب أغسطس".

لا ضغوط ولا تهديدات

ووفقا لما ذكرته الرئيسة المشتركة للمفوضيّة العليا للانتخابات، فإنّ التأجيل لا علاقة له بضغوط أميركيّة على الإدارة أو بتهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كان قد حذّر من أن بلاده لن تترد في شن هجوم جديد على شمال سوريا إذا أجرت الإدارة الذاتيّة انتخابات محليّة في منطقة إدارتها.

وكانت السفارة الأميركية في دمشق قالت في وقت سابق إن واشنطن حثّت الإدارة الذاتيّة على عدم المضي قدُما في هذه الانتخابات في الوقت الحالي، وعزت ذلك إلى أنّ "الظروف الملائمة لمثل هذه الانتخابات غير متوفّرة بشمال شرق سوريا في الوقت الحاضر".

وقالت المسؤولة "من خلال النقاشات، لم يكن أيّ طرح من قبل الأحزاب، أو من أحد الأسباب التي قالتها الأحزاب السياسية، أميركا أو حتى التهديدات التركية. الكلّ يعلم أننا منذ إعلان إدارة ذاتية إلى هذا اليوم التهديدات التركية لم تتوقف ولو للحظة واحدة، والهجمات التركية لم تتوقف ولو للحظة واحدة. دائما الهجمات والتهديدات مستمرة، والإدارة الذاتية أيضا مستمرّة".

أضافت "طبعا نحن إدارة حرب؛ الكلّ يعلم منذ بداية الحرب تأسست هذه الإدارة؛ فهذه الإدارة إدارة حرب وتدير أمورها ضمن الحرب؛ لذلك، لم يكن أيّ شيء من هذه الأسباب واردا حتّى في النقاشات التي تمّ التطرّق لها خلال اليومين الماضيين. فقط كانت الأسباب واضحة وصريحة، بأنّنا لم نصل إلى قاعدة شعبيّة كبيرة ولم يتم التحضير لهذه الانتخابات بشكل جيّد وطالبونا بالتأجيل".

واعتبرت أنّ المفوضيّة جاهزة لإجراء الانتخابات رغم إشارتها إلى صعوبات، قائلة "نحن كمفوضيّة حقيقة كُنّا نجهّز بأبسط الإمكانات وبكافّة المعوّقات والصعوبات الموجودة في شمال وشرق سوريا، ألا وهي الوضع الاقتصادي، ألا وهي الهجمات والتهديدات؛ حتى عند تأميننا لكافة الأمور اللوجستية من أجل يوم الاقتراع، ورغم كل الصعوبات، كنّا نحاول أن نؤمّن كلّ ما بوسعنا بأقصى سرعة".

وأردفت قائلة "تم تأمين غالبيّة الأمور التي كان من الواجب أن تكون موجودة يوم الاقتراع، بالإضافة إلى أوراق الاقتراع؛ لكن (مع طلب) الأحزاب السياسية، بالإضافة إلى الموضوع الدبلوماسي والشفافية في هذه الانتخابات، ليظهر إلى العالم الخارجي مدى شفافية وديمقراطية شمال شرق سوريا، ارتأينا التأجيل على الرغم من تجهيزنا لغالبية الأمور اللوجستيّة المتعلّقة بيوم الاقتراع".

تشمل تلك الانتخابات المزمعة محافظات الحسكة والرقّة ودير الزور وأجزاء من محافظة حلب؛ ويخوضها 27 حزبا وتنظيما ضمن تحالفين رئيسيين، هما (تحالف الشعوب والنساء من أجل الحريّة) المؤلّف من 22 حزبا وتنظيما، وتحالف (معا لخدمات أفضل) الذي يضم خمسة أحزاب، بالإضافة إلى ثلاثة أحزاب تشارك بشكل مستقل.