مسؤول عسكري لبناني لـAWP: لا قاعدة بيانات للمخلّفات الحربيّة بالجنوب وسنجري مسحا بعد الحرب
صورة أرشيفية لدخان متصاعد إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة الجبين بجنوب لبنان (2 ديسمبر كانون الأول 2023)
  • بيروت

  • الأحد، ٣٠ يونيو ٢٠٢٤ في ٩:١٣ ص
    آخر تحديث : الأحد، ٣٠ يونيو ٢٠٢٤ في ٩:١٣ ص

مسؤول عسكري لبناني لـAWP: لا قاعدة بيانات للمخلّفات الحربيّة بالجنوب وسنجري مسحا بعد الحرب

(وكالة أنباء العالم العربي) -  كشف مسؤول لبنانيّ عن عدم وجود أيّ قواعد بيانات لحجم المخلفّات الحربيّة في جنوب البلاد؛ لكنّه أوضح أنّ عمليّات مسح دقيقة ستُنفّذ بعد عودة الهدوء وانتهاء المناوشات الجارية بين جماعة (حزب الله) وإسرائيل على خلفيّة الحرب الدائرة في قطاع غزّة الفلسطيني.

وقال المقدّم شربل نجيم، الضابط في الجيش اللبناني بالمركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام، في حديث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إنه "بسبب الظروف الراهنة لا تتوفّر لدى المركز حاليا قاعدة بيانات حول التلوّث في هذه المنطقة. بانتظار توقّف الحرب، حيث سيُصار إلى البدء بعمليّات مسح دقيقة لتحديد نوع التلوّث وحجمه".

وأشار إلى أنّ المركز وضع خطّة للتدخّل في مرحلة ما بعد الحرب، قائلا إنّ المركز يتّخذ حاليا خطوات استباقيّة لتأمين عودة المواطنين حينها إلى قراهم في الجنوب بأمان "من خلال إطلاق حملة توعيّة من مخاطر الذخائر الفوسفوريّة المحرّمة دوليّا".

وأوضح أنّ المركز "باشر بإنتاج منشورات لتوعية المواطنين من مخاطر تلك المخلفات وتوزيعها عليهم عبر الحواجز المؤديّة إلى المناطق الملوّثة في مطلع العام الحالي"، مشيرا إلى أهميّة توعية سكّان المناطق الجنوبية بكيفيّة التعامل مع المخلّفات الحربيّة حفاظا على حياتهم.

أضاف "أطلقنا دورات تدريبيّة لإعداد ناشطين بهدف تنفيذ حملات توعية في المناطق المتضرّرة والمناطق التي نزحوا إليها، بالإضافة إلى نشر لوحات إعلانيّة تحمل رسائل توعية على الطرق الرئيسيّة المؤديّة إلى تلك المناطق".

وتابع "فيما يتعلّق بزراعة الأراضي وإعادة تأهيل المنازل الملوّثة بمادة الفوسفور، فيمكنهم مراجعة الوزارات المعنيّة كوزارتيّ الزراعة والصحّة".

مخلّفات حروب قديمة

وبعيدا عن الجنوب، الذي ما زالت حرب غزة تُلقي بظلالها عليه، أوضح نجيم أنّ الجيش اللبناني يبذل جهودا مستمرّة تجري لنزع الألغام ومخلّفات الحروب التي شهدتها البلاد في الماضي وتطهير المناطق التي توجد فيها.

وفي بعض المناطق اللبنانيّة، تُرفع لافتات على مداخل بعض الأراضي الزراعيّة أو التلال الجبليّة تُحذّر من الاقتراب بسبب وجود ألغام وقنابل قد تفتك بمن يلمسها أو يصطدم بها. ويُسمع من حين إلى آخر صدى تفجير تلك المخلّفات من قبل القوات المكلّفة بالتعامل معها بعد إخطار السكّان بموعد تنفيذ تلك الأعمال لمنع إثارة الذعر بينهم.

وأعلن قائد الجيش جوزاف عون في سبتمبر أيلول الماضي منطقة جرود عرسال ورأس بعلبك خالية من مخلّفات الحروب.

وقال نجيم "تنتشر الألغام والقنابل العنقوديّة ومخلّفات الحروب في معظم الأراضي اللبنانيّة؛ ويعود تاريخها إلى الحرب الأهليّة عام 1975، مرورا بالاعتداءات الإسرائيليّة المتكرّرة على لبنان، إضافة إلى أنّه في عام 2017 بعد معركة فجر الجرود (ضد تنظيم جبهة النصرة) تبيّن وجود تلوّث من المجموعات الإرهابيّة في جرود عرسال ورأس بعلبك (شرق لبنان)".

أضاف "حتّى بداية العام الحالي، تمّ تنظيف حوالي 91% من الأراضي الملوّثة بالقنابل العنقوديّة وحوالي 92% من البُقع الخطرة (التي تحوي ذخائر) وحوالي 70% من الأراضي المزروعة بالألغام".

وبحسب التقرير السنوي الصادر عن المركز اللبناني للأعمال المتعلّقة بالألغام، فقد بلغت مساحة الأراضي الملوّثة بالقنابل العنقوديّة 4.65 كيلومتر مربع، والملوثة بمختلف أنواع الذخائر 3.18 كيلومتر مربّع، والملوثة بالألغام 16 كيلومتر مربع.

مئات الضحايا

وبحسب نجيم، فإنّ عدد ضحايا الألغام والقنابل العنقوديّة بلغ حتّى اليوم 2396 ضحية؛ وقال إن المركز يعمل عبر قسم مساعدة ضحايا الألغام على مساعدة هؤلاء الضحايا من خلال إطلاق دورات تدريبيّة على أنشطة مثل تصنيع مساحيق التنظيف وتربية النحل ليتمكّنوا من الحصول على فرص عمل تُحسّن أوضاعهم الماديّة والنفسيّة.

أضاف "القسم يعمل على تأمين أطراف اصطناعيّة لمصابي الألغام والقنابل العنقوديّة بحسب حاجاتهم، وذلك عبر الشركات المختصّة في هذا المجال، ليتمكّن المصاب من متابعة حياته بشكل أفضل، بالإضافة إلى تقديم العلاج النفسيّ التأهيلي لدمجهم في المجتمع".

وحول طبيعة الأجسام الخطرة وأشكلها، قال نجيم إنّ "الألغام والقنابل العنقوديّة ومخلّفات الحروب هي ذات أشكال وأحجام وألوان مختلفة، وتُصنع من مادة البلاستيك أو الخشب أو الحديد".

وتابع "يعمل المركز من خلال حملات التوعية التي يُقيمها على مدار السنة على تعريف المواطنين بأشكالها وأنواعها كافّة، وتثقيفهم على القيام بالتصرّف السليم للتعامل مع أيّ جسم غريب عبر تطبيق القاعدة الذهبيّة، وهي عدم الاقتراب من أيّ جسم غير معروف وعدم لمسه والتبليغ فورا".

وأشار إلى أنّ حملات التوعية تشمل مختلف فئات المجتمع في المناطق التي تشهد انتشارا للألغام، وتعريف الأطفال على أنواعها من خلال ورش عمل وبرامج التدريب التي تتناسب مع أعمارهم، حيث تكون بعض تلك المخلّفات على شكل كرة أو حجارة أو عبوّات تتدلى منها أشرطة وتكون ملفتّة لنظر الأطفال.

آلية العمل

وحول آليات نزع الألغام وتطهير المناطق من مخلفات الحروب، قال نجيم إنّ "هناك وسائل عديدة للتخلّص من الأجسام الخطرة، وتشمل الوسائل اليدويّة (سبر وتحسس باستعمال الكاشفات) أو وسائل ميكانيكيّة (مثل كاسحات الألغام) أو الكلاب الكاشفة للألغام".

وأوضح أنّ المدّة الزمنيّة تختلف بحسب طبيعة الأرض والوسائل المستعملة ونسبة التلوث، مشيرا إلى أنّ الألغام ومخلّفات الحرب تتأثّر بالعوامل الطبيعيّة والجويّة، حيث "من الممكن أن تُطمر أو يتغيّر مكانها الأساسي مع مرور الزمن، ومنها ما يصبح ظاهرا أو مكشوفا، والآخر يُطمر على أعماق مختلفة".

ووفقا لنجيم، فإنّ نزع الألغام والتوعية بخطرها يحتاج تكاملا في العمل بين المؤسسة العسكرية والمنظمات والمجتمع المحليّ.

وقال "بالإضافة للجهود التي يبذلها مركز نزع الألغام في مجال الأعمال الإنسانيّة للتخلّص من المخلّفات الحربيّة، وكذلك المدرسة الإقليمية لنزع الألغام لأهداف إنسانية، والتّي تؤدّي دورا أساسيا في التدريب على هذه الأعمال، ينضوي تحت إشراف المركز العديد من الجمعيّات والمنظّمات المحليّة والعالميّة التي تُساهم بدور أساسيّ في المجالات كافّة".

وحول التحديات، أوضح نجيم أنّ المركز يواجه نقصّا في تمويل البرنامج "سواء في مجال التطهير والتوعية ومساعدة الضحايا، بسبب تغير توجّهات الدول المانحة وفقّا للظروف العالمية. ويتمّ التصدّي لهذا النقص باعتماد أساليب في التطهير لزيادة الإنتاجية والكفاءة والفاعليّة".

ووفقا لتقريره السنوي، فقد بلغ حجم تمويل المركز نحو 10.6 مليون دولار العام الماضي، مقارنة مع نحو 11.2 مليون دولار في العام السابق.