• القاهرة

  • الخميس، ١٦ مايو ٢٠٢٤ في ١١:٥٤ ص
    آخر تحديث : الخميس، ١٦ مايو ٢٠٢٤ في ١١:٥٥ ص

مستشار الرئيس المصري للطاقة لـAWP: حل أزمة الكهرباء يكمن في زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة

(وكالة أنباء العالم العربي) - قال عضو المجلس الاستشاري العلمي للرئيس المصري لشؤون الطاقة هاني النقراشي إن حل مشكلة نقص الكهرباء في البلاد يمكن أن يكون من خلال زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، لا سيما الطاقة الشمسية.

وأبلغ النقراشي وكالة أنباء العالم العربي (AWP) "الاعتماد على الكهرباء التي يتم إنتاجها من حرارة الشمس وضوئها يشكل حلا لمشكلة انقطاع الكهرباء في الوقت الحالي، كما أنه يمثل مستقبل إنتاج الكهرباء في مصر خلال السنوات المقبلة".

وتبلغ قدرة مصر على إنتاج الكهرباء حاليا حوالي 60 غيغاوات، وتسعى إلى زيادة حصة الكهرباء المولدة من مصادر متجددة إلى 42 بالمئة بحلول عام 2030. 
وتنتج مصر حاليا 6110 غيغاوات من مصادر متجددة، أي نحو 11 بالمئة من حجم الكهرباء المنتجة في البلاد، وفقا لبيانات حكومية.

ومع ذلك، تنفذ مصر حاليا خطة لترشيد استهلاك الكهرباء عن طريق قطع الخدمة يوميا لمدة تتجاوز الساعتين في بعض المناطق بسبب نقص الغاز اللازم لتشغيل غالبية محطات التوليد، في ظل تراجع إنتاج حقل ظهر الضخم للغاز في البحر المتوسط العام الماضي لأدنى مستوياته منذ 2017، مما دفع مصر لاستيراد شحنات من الغاز الطبيعي المسال لأول مرة منذ سنوات.

وأضاف مستشار الرئيس المصري "مصر دولة عمرها أكثر من خمسة آلاف سنة وعندما تخطط يجب أن يكون التخطيط لمئة سنة على الأقل، وأعتقد أنه بعد مئة سنة أو أكثر قليلا من الآن لن يكون هناك بترول أو غاز".

وتابع قائلا "إنتاج الكهرباء في دولة مثل مصر الشمس موجودة فيها طيلة العام سيكون له جدوى كبيرة، لكن بشرط تخزين الطاقة المنتجة لاستخدامها في الليل".

وقال النقراشي إن استراتيجية الحكومة الخاصة بزيادة حصة الكهرباء المولدة من مصادر متجددة إلى 42 بالمئة بحلول عام 2030 غير واضحة.

ومضى يقول "هذا هو المستهدف في ألمانيا أيضا، لكن الحكومة لم تقل لنا كيف يمكن الوصول بالاعتماد على الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء من نحو 11 بالمئة حاليا إلى 47 بالمئة بعد بضع سنوات".

وفي الشهر الماضي، أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية تنفيذ مشروعين لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية. وأكملت مصر في 2019 المرحلة الثانية من مشروع مجمع بنبان لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية على بعد حوالي 40 كيلومترا شمال غربي أسوان في أقصى جنوب مصر. وتوفر مزرعة بنبان 1.5 غيغاوات من الكهرباء للشبكة الوطنية.

وتنفذ أكوا باور السعودية مشروع محطة كوم أمبو للطاقة الشمسية الكهروضوئية جنوبي أسوان والمنتظر افتتاحها هذا العام بقدرة 200 ميغاوات. كما وقعت هيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة في مصر في يناير كانون الثاني اتفاقية حق انتفاع مع تحالف بقيادة أكوا باور حول مشروع لطاقة الرياح بمنطقتي خليج السويس وجبل الزيت بسعة 1.1 غيغاوات.

وأعلنت مصر هذا الشهر تسليم أراض لمشروعين لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح في سوهاج بصعيد مصر بقدرات إجمالية تصل إلى 18 غيغاوات لشركات منها سكاتك سولار النرويجية ومصدر الإماراتية وحسن علام وأوراسكوم للإنشاءات المصريتين.

"مخطط خميسة"

تحدث النقراشي عن مشروع لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية من إعداده أطلق عليه "مخطط خميسة"، قائلا إنه "عبارة عن خمس محطات... حيث يتم تركيز الطاقة المنتجة من أشعة الشمس المباشرة في إنتاج طاقة حرارية عالية يمكن من خلالها تشغيل توربينة بخارية لإنتاج الكهرباء".

وأضاف "ويتم خلال (هذه العملية) تخزين الطاقة في مزيج من الأملاح المنصهرة لاستخدامها ليلا".

لكن المشروع لم يخرج للنور.

وقال النقراشي إن ترشيد استهلاك الكهرباء بسبب نقص الغاز اللازم لتشغيل محطات التوليد يتطلب البحث عن بدائل لسد الفجوة، بدلا من الاستسلام لانقطاع الكهرباء.

وتابع قائلا "تكلفة إنتاج (الكهرباء من) الطاقة الشمسية تتلخص في قرض بنكي وفوائد هذا القرض وتكلفة العمالة اللازمة للصيانة، وهذا لمرة واحدة، أما إنتاج الكهرباء من الغاز أو المازوت يحتاج إلى شراء الغاز وتكلفة نقله، وهذا بشكل دوري".

وأكد مستشار الرئيس المصري أن الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد بسبب انقطاع الكهرباء أعلى بكثير من الأموال التي يتم توفيرها.

وأضاف "هناك تأثير كبير على قطاع الصناعة والقطاعات المرتبطة به بسبب انقطاع الكهرباء، وهذه خسائر كبيرة تفوق ما يتم توفيره من وقود خلال قطع الكهرباء".