مقترح بايدن.. إسرائيل تراوغ وحماس تبحث عن مخرج
عشرات الفلسطينيين من سكان جباليا في شمال قطاع غزة يتوافدون إلى المخيم بعد انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي لتفقد الأضرار والدمار الذي نال من بيوتهم وممتلكاتهم بفعل القصف العنيف (30 مايو أيار 2024) - المصدر: AWP
  • غزة

  • الثلاثاء، ٤ يونيو ٢٠٢٤ في ٨:٢٢ ص
    آخر تحديث : الأربعاء، ٥ يونيو ٢٠٢٤ في ٥:١٢ ص

مقترح بايدن.. إسرائيل تراوغ وحماس تبحث عن مخرج

(وكالة أنباء العالم العربي) - بعد ثلاثة أيام على إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن خطة من ثلاث مراحل لإنهاء الحرب في قطاع غزة، ما زالت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تراوغ الأطراف الدولية والإقليمية، فيما تبحث حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن رد للمقترح الذي لا يتضمن بندا حاسما حول وقف الحرب.

وقال بايدن يوم الجمعة إن المرحلة الأولى من المفترض أن تستمر ستة أسابيع وستشمل وقف إطلاق النار على نحو "كامل وشامل" وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة وإطلاق سراح عدد من الرهائن من النساء وكبار السن والجرحى في مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين.

ووفقا للرئيس الأميركي، سيعود في هذه المرحلة الفلسطينيون إلى منازلهم في كافة أنحاء غزة، وستزداد المساعدات الإنسانية إلى 600 شاحنة يوميا.

وستشمل المرحلة الأولى أيضا محادثات بين إسرائيل وحماس للوصول إلى المرحلة التالية، التي من المفترض أن تتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن، وانسحاب إسرائيل بالكامل من القطاع.

وفي الوقت الذي أكد فيه مساعد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقة إسرائيل على المقترح الأميركي في مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز الإنجليزية، على الرغم من أنه وصف الاتفاق بأنه معيب، كان رد فعل حماس إيجابيا تجاه ما طرحه بايدن.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية يوم الاثنين إن الولايات المتحدة لم تتلق ردا بعد من حماس، مؤكدا ثقته من موافقة إسرائيل على المقترح.

وذكرت تقارير إسرائيلية أن نتنياهو يواجه معضلة حاليا، فإما القبول بصفقة جيوسياسية كبرى، أو مواصلة عملياته العسكرية في قطاع غزة.

وهدد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، المنتمي لليمين المتطرف، بالاستقالة من الحكومة وإسقاطها إذا ما تمت الموافقة على مقترحات بايدن.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية يوم الاثنين أن نتنياهو استدعى بن غفير لإبلاغه بأنه، خلافا لما أعلنه الرئيس الأميركي حول الصفقة، لا يوجد في مسودة الاتفاق أي بند يتضمن وقف الحرب.

وقال موقع (والا) الإخباري الإسرائيلي "نتنياهو لا يريد أن يخسر حكومته، حتى لو أدى ذلك لخسارة البلاد، لكنه مجبر على أن يختار بين الصفقة التي ستضع إسرائيل في قلب تحالف إقليمي ضد التهديد الحقيقي لوجودها المتمثل في إيران، أو الاستمرار في الحرب".

وأضاف الموقع "مقترح بايدن سبب حرجا وتوترا لنتنياهو، وهناك تسونامي سياسي قادم لإسرائيل بقوة".

وقالت الخارجية الأميركية يوم الاثنين إن استمرار الصراع في غزة دون وجود خطة للمضي قدما سيفاقم التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل.

ويعتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا مصطفى قبها أن نتنياهو يماطل في إعلان موقفه الرسمي لإجبار حماس على رفض المقترح.

وقال قبها لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "نتنياهو الشخصية الأكثر تعقيدا في إسرائيل والشرق الأوسط، وهو لا يرغب في إسقاط ائتلافه الحكومي لأن ذلك سينهي حياته السياسية، خاصة وأنه يدرك جيدا أن قبوله بالصفقة غير مقبول لدى شركائه من اليمين المتطرف.

"قبول الصفقة يعني انهيار ائتلاف اليمين الإسرائيلي والذهاب لانتخابات مبكرة، وهو الأمر الذي يصب في مصلحة الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس"، مشيرا إلى أن نتنياهو سيكون في هذه الحالة أمام مصير محتوم وهو محاكمته في قضايا فساد.

وأضاف "نتنياهو قد يقبل بشكل مبدئي المقترح الأميركي، إلا أنه سيعمل على إطالة أمد المفاوضات مع حماس عبر الوسطاء الإقليميين، والضغط عليها عسكريا للانسحاب من تلك المفاوضات".

وتابع قبها قائلا "الخيار الثاني المتمثل في رفض المقترح سيؤدي إلى إغضاب الولايات المتحدة وأطراف إقليمية ودولية، وهو ما سيزيد من موجة الانتقادات الدولية والغربية لإسرائيل.

"الضغوط ستزداد على نتنياهو لإعلان موقف رسمي من المقترح، كما أن الوزراء اليمينيين سيبذلون جهدا لمنع قبول رئيس الوزراء الإسرائيلي للمقترح"، مشيرا إلى أن إسرائيل ستشهد تحولات سياسية بسبب المقترح الأميركي.

وفي وقت سابق من يوم الاثنين،  أكد القيادي في حماس يوسف حمدان ترحيب الحركة بالمقترح، مؤكدا في الوقت نفسه أن هناك حاجة لاتفاق تفصيلي يكون ملزما للجميع لإنهاء الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.

وقال المحلل السياسي سهيل كيوان "حماس تدرك خطورة اتخاذ أي موقف سلبي من مقترح بايدن، الأمر الذي دفعها للتعامل بإيجابية معه منذ إعلانه"، مشيرا إلى أن الحركة ترغب وقفا للحرب يضمن استمرار حكمها في غزة.

وأبلغ كيوان وكالة أنباء العالم العربي "الحركة تبحث عن مخرج يمكنها من عدم قبول مقترح بايدن بكافة تفاصيله، خاصة وأن قادتها يدركون وجود بنود هي بالأساس إسرائيلية وتحقق لنتنياهو وائتلافه الحكومي عدد من الأهداف".

وأضاف "مخرج الحركة الوحيد يتمثل في رفض ائتلاف نتنياهو للمقترح على إثر ضغوط الأحزاب اليمينية في ائتلافه الحكومي"، موضحا أن ذلك سيعفي حماس من أي مسؤولية عن فشل الجهود الدولية والإقليمية في إنهاء الحرب.

وتابع قائلا "حماس لن تنهي الحرب وفق شروطها، الحل الوحيد لوقف القتال في غزة هو اتفاق إقليمي دولي تكون الحركة طرفا فيها والولايات المتحدة ضامنة لإسرائيل"، مؤكدا أنه في حال قبول إسرائيل للمقترح فإن الوسطاء سيكونون أمام أسابيع من المفاوضات غير المباشرة بين طرفي القتال في غزة.