• رفح

  • الأربعاء، ٥ يونيو ٢٠٢٤ في ١١:٥١ ص
    آخر تحديث : الأربعاء، ٥ يونيو ٢٠٢٤ في ١١:٥١ ص

من نزوح لآخر.. عائلات فلسطينية تفكك خيامها في مدينة رفح للانتقال بها نحو خان يونس

(وكالة أنباء العالم العربي) - ما يزيد على 160 أسرة نازحة فلسطينية تعكف على تفكيك مخيمها الواقع في مدينة رفح جنوب قطاع غزة بغية الانتقال إلى ضواحي مدينة خان يونس بعيدا عن القصف والاشتباكات.

وخُصص مخيم الفاروق للأرامل والمطلقات وأسرهم من النازحين الفلسطينيين في منطقة يفترض أنها ضمن مناطق العمل الإنساني، لكنها استحالت مكانا للقصف والاشتباكات المتواصلة التي بلغت ذروتها في الأيام الأخيرة بمدينة رفح.

وأوضح عصام أبو عمرة، مدير مخيم الفاروق، أن "المخيم عندما أنشئ كان مخصصا لاستضافة واحتضان الأسر من زوجات الشهداء والحالات الإنسانية، ونؤكد على زوجات الشهداء وأبناء الشهداء حيث لا معيل لهم ولا أحد متواجد لمتابعة شؤونهم، واخترنا هذا المكان لكونه ضمن المناطق التي صنفت أنها مناطق عمل إنساني".

وأضاف "بعد استهداف منطقة مخيم السلام للنازحين حيث استشهد أكثر من 35 من النازحين بالإضافة إلى استهداف بعض الخيم في منطقة (البركسات)، كان واجبا علينا أن ننقلهم إلى منطقة أكثر أمانا، حيث أن الأمر أصبح واضحا جدا أنه لا شرعية لأي مكان ولا أمان في أي مكان ما دمنا على حدود مناطق الاشتباك".

ولفت إلى أن "مخيم الفاروق بعد نزوح مخيمات المناطق المحيطة بنا أصبحنا نحن أقرب مكان لمنطقة الاشتباك في منطقة رفح الغربية، وبناء عليه وحرصا على حياة المواطنين وحرصا على حياة النازحين، ورغبة منا بعدم إضافة المزيد من الضغط والهم عليهم أكثر مما هم فيه آثرنا أن ننقلهم إلى مكان آخر إن شاء الله".

وأكدت نهال سلامة الأرملة الفلسطينية، التي قتل زوجها في الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ شهر أكتوبر تشرين الأول، والأم لأربعة أبناء أن أطفالها يعانون الرعب والهلع نتيجة أصوات القصف العنيف القريبة من المخيم.

وقالت "الآن نحن لم نستطع النوم من 4 أو 5 أيام تقريبا من الرعب الذي نعيشه بسبب اقتراب الدبابات منا وسقوط القذائف بين الخيام والرصاص، لم نعد قادرين على تأمين الحماية لأبنائنا من القصف والرصاص، ولا يمكننا الذهاب إلى السوق كي لا نترك أبناءنا لوحدهم في المخيم، والآن نحن بصدد النزوح من مكان لآخر، هذا المكان الذي نحن فيه ربما هو رابع أو خامس مكان ننزح إليه".

وبينما كانت إسراء أبو عودة، المطلقة فلسطينية والأم لأربعة أبناء، تتحدث إلى كاميرا الخدمة التلفزيونية لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، كانت أعمدة الدخان الناجمة عن القصف القريب من المخيم تتصاعد من خلفها.

وقالت إسراء "نحن ننزح اليوم من هذا المكان بسبب الاشتباكات التي نسمعها كل يوم، والقوات التي تطلق علينا النار والقصف القريب والعنيف، ومن خلفنا هذا القصف أكبر دليل على ذلك، ونحن الآن بينما نصور كنا نتعرض للقصف".

وأضافت "نريد أن نهرب بأبنائنا، نحن تعبنا، نريد أن نعيش حياة خالية من القصف، ففي القصف نحن لا ننام الليل بسبب أننا نتخيل كيف تنزل علينا القذيفة أو كيف سنتلقى الرصاص أنا كيف سأرى نفسي كإسراء بينما أولادي يموتوا أمام عيناي، أنا هنا لست مرتاحة".

ودفع الهجوم الإسرائيلي الواسع على مدينة رفح خلال الأسابيع الثلاثة الماضية قرابة مليون فلسطيني إلى الفرار من المدينة المكتظة باتجاه مناطق أكثر أمنا، ومنها مدينة خان يونس جنوب القطاع.