• غزة

  • الجمعة، ٢٨ يونيو ٢٠٢٤ في ١٢:٤٩ م
    آخر تحديث : الجمعة، ٢٨ يونيو ٢٠٢٤ في ١٢:٤٩ م

من بوليفيا إلى غزة مع الحب.. قصة طبيبة تتمسك بدورها في العلاج وتهدئة الخواطر

(وكالة أنباء العالم العربي) - تعتقد طبيبة ساقتها الأقدار من بلدها بوليفيا لتتخصص في النساء والولادة في مستشفى يعاني بقطاع غزة أنها شاهدت من الأهوال الكثير منذ اندلاع الحرب الحالية في القطاع، لكن لحظة وفاة امرأة حامل وجنينها بين يديها بعد وصولها مصابة في قصف إسرائيلي تظل الأكثر قسوة بين كل لحظات الألم في الأشهر التسعة الماضية.

استقبلت الطبيبة ماريتسا إجناسيو المرأة الفلسطينية في المستشفى الواقع في شمال غزة خلال الأشهر الأولى للحرب. كانت تعتقد أن بإمكانها إنقاذها، لكنها تذكر بتأثر بالغ كيف أرشدتها الحامل المصابة إلى النزيف في بطنها.

تقول ماريتسا "مسكت إيدي وقالت لي إن فيه بلل في بطنها. عملت عملية جراحية قيصرية وهي ماتت بالعمليات والطفل كمان استشهد. هذا موقف صعب عليا.. أتعامل مع الواحد وأخيط الجرح للست وأنا أبكي".

وتضيف "هذا موقف صعب جدا صار معايا".

تعيش ماريتسا وتعمل في قطاع غزة منذ 14 عاما بعد أن عادت مع زوجها الغزة. لديها من الأبناء شابتان هما الآن في الثانية والعشرين والسابعة عشرة.

لا تهتم ماريتسا كثيرا بالحديث عمّا أبقاها في القطاع بقدر ما تقول إن المهم هو دورها كإنسانة وطبيبة في تهدئة خواطر الناس الملتاعة بعد فقد أكثر من 37 ألف نفس وجرح قرابة 88 ألفا آخرين في تسعة أشهر من القصف والاشتباك والدمار.

تقول "الخوف شيء خاص جدا بالإنسان.. مرة تانية أحب أجيب سيرة بناتي.. علشان أنا عندي بنتين كبار 22 سنة و17 سنة.. شفت أنهما خايفين جدا.. واحدة جات لها الدورة (في صورة) نزيف.. والتانية بطلت تجيها الدورة.. شفت إزاي هما بيعملوا".

وتضيف "حكيت للناس.. ما تخافوش.. إحنا كدا كدا بدنا نعيش أو بدنا نموت.. كله إيش بإيد ربنا. أكتم الخوف بداخلي وأقول للناس ما تخافوش.. هل كنت خايفة؟ أيوة كنت خايفة لكن أوري للناس أنا خايفة؟ لأ".

لا تزال ماريتسا على عهدها مع القطاع رغم خروج كثير من الأطباء منه حسب قولها، وتقول إن الفترة الأخيرة تشهد معاناة كبيرة جدا للجميع، أطباء ومرضى.

تتابع "آخر فترة شفت كل الدكاترة طالعين وما بقيش حد.. لكن كان فيه جريح من دار حلاوة.. كنت أستعد لتناول الأكل.. لما لقيت المريض في الاستقبال وما كانش فيه دكاترة.. لفيت ما فيش غير 2 من التمريض.. طيب مين يتعامل مع المريض؟ وقررت أشتغل مع المريض. خفت يمكن أكتر مرة بالحرب.. لكن خلاص تعودت أحكي للناس ما تخافوش".