• البصرة

  • الخميس، ٤ يوليو ٢٠٢٤ في ١:٠٩ ص
    آخر تحديث : الخميس، ٤ يوليو ٢٠٢٤ في ١:٠٩ ص

مخاوف بيئية وصحية في البصرة جراء حرق الغاز المصاحب لإنتاج النفط

(وكالة أنباء العالم العربي) - يعاني سكان البصرة في جنوب العراق منذ سنوات من آثار حرق الغاز المنبعث من حقول النفط فيها، والتي يربطها نشطاء بيئيون بارتفاع نسب الإصابة الأورام السرطانية وأمراض الرئة فيها مقارنة بمحافظات أخرى في البلاد.

ويرى عضو تحالف البصرة لحماية وتحسين البيئة فلاح الأميري أنه يجب عدم إنكار العلاقة بين حرق الغاز في حقول النفط وانتشار بعض الأمراض.

وقال "العلاقة بين الأمراض المنتشرة حاليا في البصرة بما فيها الفشل الكلوي، أو أمراض الجهاز التنفسي أو ارتفاع نسب الإصابة بالسرطان والأورام السرطانية واللوكيميا كلها عوامل إما جينية أو عوامل من أثر الاستخراجات النفطية. يجب ألا ننكر هذا الشيء".

وأضاف "ارتفاع مستوى الإصابة بالسرطان وكل أنواع الامراض تختلف نسبتها في محافظة البصرة مع بقية المحافظات غير المنتجة للنفط وهذا مؤشر واضح يدل على الارتباط من دون الحاجة للوصول إلى دراسة أو بحث معين، يمكن تتبع الأثر بارتفاع نسبة الإصابات بالأورام السرطانية بأنواعها من محافظة الى محافظة والبصرة تشهد حاليا إصابات كثيرة بها".

ويركز الناشط البيئي معتز حكم عثماني على أهمية تقليل كمية الغاز المحترق والمنبعث من المنشآت النفطية، مشيرا إلى دور التصميم الهندسي في التعامل مع هذه المشكلة.

وقال "التقليل من الملوثات في المنشآت النفطية يجب أن يبدأ بشكل أساسي من تصميم أساس هذه المنشأة النفطية، وليس فقط بعد إطلاق الملوثات الغازية التي تعاني منها البصرة".

وبدأت الحكومة العراقية في تبني استثمار الغاز في حقول النفط بدلا من حرقه وهو ما يعود بالنفع على الدولة مع تخفيف آثار التلوث البيئي في البصرة.

وقال عدنان هادي الأستاذ بقسم النفط والغاز في جامعة البصرة "في العراق كان يحترق 50 بالمئة من الغاز المصاحب لاستخراجات النفط، ولكن اليوم بدأت النسبة بالانخفاض ووصلت إلى 38 بالمئة بعد أن تمكنت الحكومة من استثمار 62 بالمئة من الغاز الذي كان يتم حرقه".

وعبر علي شداد عضو لجنة النفط والغاز في البرلمان عن أسفه الشديد لتأخر العراق لسنوات طويلة في بدء الاستثمار بالغاز المصاحب لإنتاج النفط وهو ما يضع عليه التزامات وأعباء كبيرة.

وقال "العراق ثاني مصدر في أوبك ويؤسفنا أنه اليوم من الدول التي تأخرت باستثمار مادة الغاز وهذا يحمل العراق كبلد مصدر للنفط والغاز التزامات كبيرة جدا اتجاه الاتفاقات الدولية وكذلك وجود العراق في (أوبك) سيحمله التزامات كبيرة جدا".

وأضاف "تم أخيرا تشغيل حقل الحلفاية واستثمار بمعدل 300 مليون قدم مكعبة من الغاز وهذا بدوره رفع سقف عملية استثمار الغاز المحترق من معدل 51 بالمئة إلى معدل 60 في المئة وهذا يحسب لوزارة النفط. إضافة لذلك هناك أيضا التزامات مع شركة غاز البصرة بتشغيل معدل 200 مليون قدم مكعبة من الغاز خلال الفترة القادمة".

وتابع قائلا "هناك مشروع استثمار شركة (توتال) الفرنسية مكون من مرحلتين. الأولى استثمار 600 مليون قدم مكعبة والثانية أيضا بمعدل 600 مليون قدم مكعبة وهذا سيساهم في تعزيز استثمار الغاز في العراق سواء كان الغاز المصاحب أو حقول غاز تم الإعلان عنها أخيرا كفرص استثمارية".

ويرى شداد أن هذه الاستثمارات ستلعب دورا أساسيا في خفض نسبة التلوث بمحافظة البصرة وتقليصه بشكل كبير خلال السنوات الخمس المقبلة.