مهرجان عمّان السينمائيّ ينقل صوت أهل غزّة ويفتح مساحات لصنّاع الأفلام الشباب
الأميرة ريم علي رئيسة مجلس إدارة مهرجان عمان السينمائي والمفوض التنفيذي في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام (يسار) خلال حضورها ندوة حوارية للفنانين التونسي ظافر عابدين والمصرية بشرى رزة بمهرجان عمان السينمائي الدولي في العاصمة الأردنية (4 يوليو تموز 2024)
  • عمّان

  • الجمعة، ٥ يوليو ٢٠٢٤ في ٩:١٥ ص
    آخر تحديث : الجمعة، ٥ يوليو ٢٠٢٤ في ٦:٣٩ م

مهرجان عمّان السينمائيّ ينقل صوت أهل غزّة ويفتح مساحات لصنّاع الأفلام الشباب

(وكالة أنباء العالم العربي) -  بشكل مقصود، غابت كافّة مظاهر الاحتفال عن مراسم افتتاح النسخة الخامسة من مهرجان عمّان السينمائي الدولي، الذي تنظّمه الهيئة الملكيّة الأردنية للأفلام بمشاركة 52 فيلما من 28 دولة، في رسالة تضامن مع الشعوب العربية التي تواجه أزمات مختلفة، وعلى وجه الخصوص قطاع غزة.

ركّز حفل الافتتاح على أهميّة توظيف الفنّ لخدمة القضيّة الفلسطينيّة ونقل صوت الفلسطينيّين إلى العالم عبر المحافل الثقافيّة، وتحديدا من داخل غزة؛ فقد شهد الحفل عرض فيلم (لا) من سلسلة الأفلام القصيرة (من المسافة صفر) للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، وفيلم (باي باي طبريا) للمخرجة الفلسطينية لينا سويلم.

واعتبر مشهراوي أنّ الوجود الفلسطيني في مثل هذه المهرجانات يحمل رسالة بالغة الأهمية، حيث قال إنّ الثقافة والفنون "كانت وما زالت وسيلة مؤثّرة ومساندة للحراك الفلسطينيّ المقاوم منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك فرصة لإظهار إبداعات الفلسطينيّين في المجال الفنيّ وقدرتهم على نقل صورة حياتهم بأبسط وأقلّ الإمكانيّات الماديّة واللوجستيّة".

وقال مشهراوي في حديث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إنّ أهميّة سلسلة (من المسافة صفر)، التي تضمّ 22 فيلما قصيرا ستعرض جميعها خلال أيام المهرجان، تنبع من كونها أنتجت في ظروف صعبة من داخل قطاع غزّة خلال الحرب وتنقل حجم معاناة سكّان القطاع اليومية في تأمين المأوى والمأكل والمشرب.

أما الفيلم الوثائقي الفلسطيني الطويل (باي باي طبريا)، فينقل جمهور مهرجان عمّان إلى عام 1948 ليشاهدوا عن قرب الخيارات الحياتيّة الصعبة التي عاشتها النساء الفلسطينيّات خلال النكبة وما رافقها من تهجير ونفي، بحسب وصف مخرجة العمل.

وقالت سويلم لوكالة أنباء العالم العربي إنّ الفيلم "لم يكن مجرّد نصّ مكتوب تم تمثيله" بل هو مقتبس عن قصّة حقيقيّة تعود لوالدتها وجدّتها وبقية أفراد عائلتها الذين انقسموا إما إلى منفيين أو مشرّدين أو منفصلين عن بعضهم البعض.

من جانبه، اعتبر الممثّل اللبناني جورج خبّاز أنّ المهرجان قد وفّر مساحة إبداعيّة للسينمائيين الأردنيّين وأصبح اليوم "بفضل استمراريته وتطوّره، منصّة مهمّة لتوظيف الفنّ في بثّ الرسائل السياسيّة والاجتماعيّة والتضامنيّة".

وقال خباز في حديث لوكالة أنباء العالم العربي إنّ المهرجان "ناجح جدّا شكلا ومضمونا، من حيث التنظيم ونوعيّة الأفلام وأعضاء لجنة التحكيم والضيوف على حد سواء، الأمر الذي أعتبره تطوّرا كبيرا لهذه النسخة والنسخة السابقة مقارنة بالدورات الثلاث الأولى".

"احكيلي"

تقام الدورة الخامسة للمهرجان، والتي تستمرّ فعالياتها حتى 11 يوليو تموز الجاري، تحت شعار "إحكيلي".

وقالت الأميرة ريم العلي، رئيسة مجلس إدارة المهرجان، في حديث لوكالة أنباء العالم العربي إن هذا الشعار يشير إلى أهميّة إعادة صياغة الأحداث والأزمات الإنسانيّة والسياسيّة والاجتماعية في العالم العربي عبر سرديّة عربية "بعيدا عن وجهة النظر الغربية التي لا تتوافق في الكثير من الأحيان مع ما يجري فعليا على أرض الواقع".

وأوضحت أنّ المهرجان هذا العام يركّز على قصص العرب المتنوّعة، خصوصا في ظلّ الحرب الإسرائيليّة على قطاع غزّة، ويعطي الفرصة للاستماع إلى أصوات أهل القطاع، مشيرة إلى أنه جرى التركيز على السينما العربية بكافة أشكالها في هذه النسخة.

وذكرت أنّ 52 فيلما اختيرت بعناية من بين مئات الأفلام المتقدّمة للمشاركة، تشمل مجموعة متنوّعة من الأفلام الروائيّة الطويلة والوثائقيّة العربيّة والدوليّة بالإضافة إلى الأفلام القصيرة العربيّة، قائلة إن الأعمال التي وقع عليها الاختيار تهدف إلى نقل موضوعات القضايا والمعاناة الإنسانيّة في غزّة والسودان والمشكلات الاجتماعيّة في العالم العربي.

واعتبرت الأميرة ريم أنّ المهرجان يُعطي الشباب مساحة للإبداع ويمكّنهم من عرض أفلامهم أمام صنّاع السينما في العالم، واصفة المهرجان بأنّه يشهد تطوّرا مستمرّا في كلّ دورة من دوراته.

السوسنة السوداء

وبحسب المخرجة الأردنية عريب زعيتر، مديرة برمجة الأفلام في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، فستتنافس العروض المشاركة على جائزة السوسنة السوداء عبر أربع فئات، ثلاث منها تمنحها لجان تحكيم لأفضل فيلم روائيّ عربيّ طويل وأفضل فيلم وثائقيّ عربيّ طويل وأفضل فيلم عربيّ قصير. وسيمنح الجمهور جائزة لأفضل عرض من الأفلام غير العربية.

وأوضحت زعيتر أنّ العروض ستشمل 12 فيلما تُعرض لأوّل مرّة في العالم العربي وفيلمين يُعرضان لأوّل مرّة عالميّا، وهي العروض الأولى على الإطلاق لهذه الأفلام؛ بالإضافة إلى ذلك، فستُعرض خمسة أفلام لأوّل مرّة دوليّا خارج بلدها الأصلي.

وتُشارك في فئة قائمة الأفلام العربيّة الروائيّة الطويلة أفلام (إن شاء الله ولد) من الأردن للمخرج أمجد الرشيد، و(وحشتيني) للمخرج تامر روجلي من مصر، و(وراء الجبل) من تونس للمخرج محمد بن عطيّة، و(المرهقون) للمخرج عمرو جمال من اليمن، و(عصابات) للمخرج كمال الأزرق من المغرب، و(كواليس) للتونسية عفاف بن محمود والمغربي خليل بن كيران و(أنيماليا) من إخراج المغربية صوفيا علوي.

أما في فئة الأفلام العربية الوثائقية الطويلة، فتشارك أفلام (حلوة يا أرضي) من إخراج سارين هايربديان – الأردن، و(هوليوود جيت) من إخراج إبراهيم نشأت – مصر، و(إخفاء صدام حسين) من إخراج هلكوت مصطفى – العراق، و(لا أرض أخرى) من إخراج باسل عدرا وحمدان بلال – فلسطين، و(واصلة) من إخراج رين رزوق – لبنان، و(ق) من إخراج جود شهاب – لبنان، و(مكاين الروح) من إخراج حميدة عيسى – قطر.

وفي فئة الأفلام العربيّة القصيرة، تشارك أفلام (رولينج) من إخراج عمر الطاهر – الأردن، و(حلاوة مرة) من إخراج زاهر سمير قصيباتي – سوريا، و(سموكي أيز) من إخراج علي علي – مصر، و(عصفور كشاف) من إخراج دوان القاوقجي – لبنان، و(سكون) من إخراج دينا ناصر – الأردن، و(في قاعة الانتظار) لمعتصم طه – فلسطين، و(حمل، خروف وغربان) من إخراج أيمن حمو – المغرب، و(سوكرانيا 59) من إخراج عبد الله الخطيب – فلسطين.

كما تشارك أفلام (الحرش) من إخراج فراس الطيبة – الأردن، و(ملح البحر) من إخراج ليلى بسمة – لبنان، و(ذكرنا وأنثانا) من إخراج أحمد اليسير – الأردن، و(ليني أفريكو) من إخراج مروان لبيب – تونس، و(أن أندُرَ) من إخراج إليو طربيه – لبنان، و(الترعة) من إخراج جاد شاهين – مصر، و(طلب زواج) ناديا الخاطر – قطر، و(الرحلة) لهانية باخشوين من المملكة العربية السعودية.

لجان متخصصة

وذكرت زعيتر أنّ إدارة المهرجان شكّلت أربع لجان تحكيم متخصصة في مجالات الأفلام المتنافسة، وجرى اختيار أعضائها من أصحاب الخبرات والمساهمات المهمّة في تطوير السينما وصناعة الأفلام، بهدف تحقيق أعلى المعايير الفنيّة والتقنيّة لاختيار الأفلام الفائزة.

وتضمّ لجنة تحكيم الأفلام الروائيّة العربيّة الطويلة كلّا من المخرج المغربي حكيم بلعباس، والممثل والمخرج التونسي ظافر العابدين، والمخرجة البوسنية عايدة بيغيتش، والممثل والناشط الاجتماعي الجنوب أفريقي بريسلي تشوينيج.

كما تضمّ لجنة تحكيم الأفلام الوثائقيّة العربيّة الطويلة المنتج الأردنيّ ليث المجالي، وصانعة الأفلام اليمنيّة خديجة السلامي، والمنتج الجنوب أفريقي ستيفين ماركوفيتز.

وفي ما يخصّ الفيلم العربي القصير، فقد ضمّت لجنة التحكيم كلّا من المخرج والكاتب الصومالي خضر أيدروس أحمد، والمخرج الأردنيّ مراد أبو عيشة، والمخرجة الأردنية سوزان يوسف.

كما ضمّت لجنة تحكيم الاتحاد الدولي للنقّاد السينمائيين كلّا من الناقد السعودي أحمد العياد، والناقدة البولندية علا سلوى، والمهندس المعماري الهولندي المتخصص في النقد السينمائي ورونالد بي.

وستُعرض الأفلام في عدد من النقاط في عمّان، تشمل المسرح المكشوف في الهيئة الملكيّة الأردنيّة للأفلام، ومسرح الرينبو، ومسرح تاج مول، فضلا عن تنظيم عروض إضافيّة في مختلف المحافظات للوصول إلى جمهور أوسع في المملكة، بحسب زعيتر.