محللون: التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة آخر فرصة قبل اتساع رقعة الحرب
قصف إسرائيلي بالقنابل الفوسفورية على بلدة العديسة في النبطية بلبنان (26 مايو أيار 2024)
  • غزة

  • الجمعة، ٥ يوليو ٢٠٢٤ في ٤:٣٤ م
    آخر تحديث : السبت، ٦ يوليو ٢٠٢٤ في ٨:٣٩ ص

محللون: التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة آخر فرصة قبل اتساع رقعة الحرب

(وكالة أنباء العالم العربي) - مع توجه رئيس جهاز المخابرات (الموساد) دافيد بارنياع اليوم الجمعة إلى الدوحة لبحث اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يعتقد محللون سياسيون أن هذه الخطوة قد تمثل الفرصة الأخيرة لمنع اتساع رقعة الحرب في المنطقة في ظل تصاعد حدة المعارك بين جماعة حزب الله اللبنانية وإسرائيل في الأيام القليلة الماضية.

وحذر رئيس قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) أرولدو لازارو أمس الخميس من أن أي سوء تقدير يمكن أن يؤدي إلى تصعيد مفاجئ وأوسع نطاقا مع عواقب وصفها بالمدمرة.

وقال الباحث المصري في العلاقات الدولية إيهاب نافع لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "نحن أمام مجريات متغيرة ومتداخلة على مدار الساعة ميدانيا وسياسيًا، والتصريحات المتبادلة ما بين الأطراف ذات الصلة ربما تشير إلى أن التصعيد هو الأقرب".

وأضاف نافع "إسرائيل تشعر بأنه في المرحلة الأخيرة تعالت نبرة حزب الله في التأكيد على أن الثأر وارد وبقوة منذ مقاطع فيديو طائرة الهدهد المسيرة التي صورت ونقلت بالصوت والصورة أماكن استراتيجية في غاية الأهمية وشديدة الخطورة في إسرائيل".

وتابع "المواجهة أعتقد أنها مختلفة بشكل كبير عما يجري في قطاع غزة، خاصة وأن إمكانية مد حزب الله بمزيد من القدرات العسكرية سواء من جانب إيران أو من الدول الداعمة والصديقة، أعتقد أنه سيعطي نفسا أطول لاستمرارية المواجهة حال اندلاعها".

وتحتدم تدريجيا المواجهة بين حزب الله وإسرائيل اللذين يتبادلان إطلاق النار عبر الحدود الجنوبية للبنان منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر تشرين الأول من العام الماضي.

وكبدت المواجهة الجانبين خسائر فادحة، إذ أسفرت عن مقتل المئات من مقاتلي حزب الله، من بينهم القيادي في الجماعة محمد ناصر الذي لقي حتفه هذا الأسبوع في ضربة إسرائيلية، وعشرات المدنيين في جنوب لبنان، فضلا عن مقتل 18 جنديا إسرائيليا وعشرة مدنيين في شمال إسرائيل.

ونزح أكثر من 90 ألف شخص على الجانب اللبناني من الخط الأزرق بسبب المواجهات بين حزب الله وإسرائيل، وفقا لوكالات الأمم المتحدة. ويفصل الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل ورسمته الأمم المتحدة في العام 2000.

وفي زيارة إلى واشنطن الأسبوع الماضي، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من إسرائيل قادرة على إعادة لبنان إلى "العصر الحجري" في أي حرب مع حزب الله، على الرغم من أنه قال إن بلاده تفضل حلا دبلوماسيا.

وقال المحلل السياسي نافع "أعتقد أن الولايات المتحدة ربما لم تعد قادرة على إجبار إسرائيل سواء على الخروج من غزة أو عدم الاندفاع نحو حزب الله. ربما القرارات السياسية التي اتخذت في الفترة الأخيرة تشير إلى أن الولايات المتحدة أعطت ضوءا أخضر لإسرائيل للمضي فيما ترى فيه مصلحتها والحفاظ على أمنها".

وأضاف "لكن الولايات المتحدة تدرك أن المواجهة مع حزب الله ستكون مختلفة، وهي أقرب إلى أن تجر إيران هذه المرة إلى المعركة، ووجود حزب الله في مواجهة مع إسرائيل يعني أن إيران موجودة في الخلفية بشكل أقوى وأكبر وأوسع وأشمل".

وتابع قائلا "وبالتالي المسألة ليست بالسهولة أن تقرر إسرائيل فتح جبهة جديدة في ظل الأزمات الكثيرة الموجودة في الداخل الإسرائيلي من جانب، والقلق الحاصل... في الداخل الأميركي مع التفكير في سحب (الرئيس الأميركي جو) بايدن من الانتخابات المقبلة".

وكتب المحلل السياسي في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية يوآف ندال "تفضل إسرائيل التوصل إلى تسوية على الحرب، لكن الوقت ينفد.

"الخيار الوحيد المتبقي لها هو العمل العسكري. إذا حدث ذلك، لن يكون اهتمام العالم مكرسا بعد الآن لأوضاع سكان غزة، بل للظلام المتوقع في بيروت. ستنتقل إسرائيل إلى المرحلة الثالثة من الحرب في القطاع، لذلك فالدافع إلى عقد صفقة سيقل".

تقليم أظافر

يعتقد المحلل السياسي نزار نزال أن إيران تريد حربا في المنطقة "لتقليم أظافر" الإسرائيليين.

وأبلغ نزال وكالة أنباء العالم العربي "حزب الله في الأيام الأولى للحرب على غزة كان مساندا، اليوم أعتقد أن الإيرانيين لديهم قناعة أن من قام بقتل الرئيس الإيراني (إبراهيم رئيسي) ووزير خارجيته هي إسرائيل وأميركا.

"الإيرانيون يريدون حربا في المنطقة لأنها فترة ذهبية بالنسبة لهم لتعذيب الإسرائيليين وتقليم أظافرهم ردا على عمليات الاغتيال. لماذا؟ لأن الديمقراطيين (في الولايات المتحدة) اليوم في أصحاب القرار في البيت الأبيض ولا يريدون أن يبدأوا حربا. هذا هو العامل الأول".

وأضاف "أما العامل الثاني، فهو أن الإسرائيليين منهكون والجيش الإسرائيلي اختل توازنه وكُسرت أضلاعه في الحرب داخل قطاع غزة، وآخر حرب حقيقية خاضها الجيش الإسرائيلي منذ سنوات بعيدة.

"أعتقد أنها فرصة ذهبية للإيرانيين لإشعال حرب. حزب الله يريد حربا، والفصائل العراقية تريد حربا، والحوثيون يريدون حربا، والفصائل والمليشيات والوكلاء يريدون حربا، إيران تريد حربا في المنطقة".

وتابع قائلا "إسرائيل حتى الآن لا تستطيع أن تشن حربا وحدها. هذه هي الإشكالية. عندما تم أسر الجنود في 2006 خاضت إسرائيل خاضت حربا (لأكثر من 30) يوما مدمرة. عندما حاولت حركة فتح اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن في 1982 احتلت إسرائيل بيروت. اليوم حزب الله يقصف حيفا وعكا وصفد بعمق 40 كيلومترا".

ويرى نزال أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذاهب إلى الولايات المتحدة في وقت لاحق من الشهر الحالي للحصول على الضوء الأخضر من الأميركيين ونيل دعم دول أوروبية في شن حرب على الجبهة الشمالية لإسرائيل.

وقال "اليوم داخل القبة (الكونغرس) أو في البيت الأبيض لا يوجد من يقول لإسرائيل لا. نعود إلى ما قاله السناتور الأميركي بول فندلي: من يجرؤ على الكلام؟ لا أحد يجرؤ على إدانة إسرائيل أو وقف المساعدات عن إسرائيل أو الضغط الخشن على إسرائيل".

وأضاف "نتنياهو ذاهب أيضا من أجل الحصول على ضوء أخضر ومشاركة أميركا وبعض الدول الأوروبية في حرب على الجبهة الشمالية".

وأردف بالقول "حزب الله يريد حربا حقيقية مع الإسرائيليين، لأن هناك توجها لدى الإيرانيين كما قلنا. أيضا نتنياهو معني بالحرب، ولكنه لا يستطيع أن يقوم بحرب واحدة. هو يريد أن يجمع الولايات المتحدة وبعض النظم الرسمية الأوروبية من أجل اجتثاث عقد المقاومة في كل منطقة بالشرق الأوسط".

من جانبه، يعتقد المتخصص في الشؤون الإسرائيلية أنس أبو عرقوب أن هناك جهودا أميركية حقيقية من أجل إثناء إسرائيل عن توسيع نطاق الحرب.

وقال أبو عرقوب "إسرائيل تراهن على أن تفرض الولايات المتحدة ضغوطا على لبنان تجبر حزب الله على الانصياع للإملاءات الإسرائيلية والأميركية. حتى الآن موقف حزب الله ثابت بأن وقف إطلاق النار على الجبهة يبدأ من قطاع غزة. هذا يضع إسرائيل أمام استحقاق استراتيجي غير مسبوق".

وأضاف: "قدرة إسرائيل على الردع تتآكل يوميا في مواجهة حزب الله. يعني معادلة وحدة الساحة التي تم تكريسها قبل طوفان الأقصى حتى الآن صامدة وتضع إسرائيل في دائرة رد الفعل".

وتابع قائلا "الخيارات أمام إسرائيل صعبة، فجيشها كما يقول المحللون والخبراء العسكريون الإسرائيليون يعاني من إنهاك بسبب تسعة أشهر من المعارك الطاحنة في مواجهة حماس في قطاع غزة، وهي حركة أصلا محاصرة وقدراتها التسليحية متواضعة جدا عند مقارنتها بحزب الله".