• القدس

  • الخميس، ٤ أبريل ٢٠٢٤ في ٥:١٤ ص
    آخر تحديث : الخميس، ٤ أبريل ٢٠٢٤ في ٥:١٤ ص

مدفع رمضان في القدس.. قصة تاريخ يناهز 125 عاما مع عائلة صندوقة الفلسطينية

(وكالة أنباء العالم العربي) - لا يذكر الفلسطيني رجائي صندوقة يوما واحدا تناول فيه إفطار رمضان مع عائلته منذ 35 عاما، فمنذ توليه مسؤولية المدفع في مدينة القدس جعل من نداء الواجب أولوية تحتم عليه تجهيز المدفع وإطلاق القذيفة الصوتية معلنا أن موعد الإفطار قد حان.

يحمل صندوقة على عاتقه مسؤولية المدفع الرمضاني كشرف متوارث بين أبناء العائلة منذ حكم العهد العثماني للمدينة، فيولي وجهه يوميا خلال شهر رمضان شطر مقبرة المجاهدين التي تقع على تلة مرتفعة بشارع صلاح الدين في القدس حيث يرابط المدفع مكانه لما يزيد على قرن من الزمان.

وقال رجائي صندوقة "طبعا مدفع رمضان هو إرث أنا ورثته عن والدي وعن أجدادي، نحن كعائلة نتولى مسؤولية المدفع الرمضاني منذ ما يزيد على 300 سنة أو أكثر من العهد التركي أيام الدولة العثمانية، منذ أن جاء مدفع رمضان إلى القدس وحتى اليوم وعائلة صندوقة هي مسؤوله عن إطلاق مدفع رمضان".

مضيفا "منذ 35 سنة أنا أطلق مدفع رمضان، 35 سنة ول أفطر في يوم واحد خلالها مع زوجتي وأولادي، أصل بيتي، طبعا أنا بيتي يبعد عن هنا نصف ساعة تقريبا، فخلال هذه النصف ساعة تكون عائلتي قد أوشكت على الانتهاء من تناول الإفطار، لا سيما وأن الصائم يكون متحرقا ليسمع طلقة المدفع ثم صوت الأذان كي يبدأ بشرب الماء وتناول الطعام، ومن المستحيل أن ينتظر أحدنا مزيدا من الوقت، لا حظ لدي".

ويجتذب صوت المدفع الرمضاني عائلات من شتى أنحاء الأراضي الفلسطينية لتناول الإفطار في المسجد الأقصى حال سماعهم القذيفة الصوتية، أحد هؤلاء براء أبو شخيدم الذي قدم من منطقة حورة في صحراء النقب ووصف شعوره لسماع هذا الصوت بالجميل جدا.

وقال الشاب "والله شعور جميل أنك تسمع صوت المدفع الذي هو أصلا لسنا معتادين عليه في بلادنا، في منطقتنا لا نسمع هذا الصوت، هو شعور غريب وجميل في نفس الوقت".

كذلك معاذ أبو سلغم، المواطن بدوي من حورة النقب، قال "المدفع موجود في المسجد الأقصى، أنا لم أسمعه أبدا في بلادنا، شعور جميل، وجزء كبير من الناس يأتي إلى هنا لسماع هذا الصوت قبل الإفطار بثواني معدودة".

من جهته عبر الشاب الفلسطيني فارس مرار ابن مخيم شعفاط الواقع ضمن الحدود البلدية للقدس عن سعادته بسماع دوي المدفع الرمضاني قائلا "طبعا هذا المدفع هو مميز، صوته قبل الإفطار يجعل تشعر بأنك صائم حقا، وتشعر بأنك تعيش أجواء جميلة، لا أستطيع أن أعبر بالكلام، أجواء رائعة، أجواء لا يشعر بها إلا من يحبها".