• دير البلح

  • الاثنين، ١ أبريل ٢٠٢٤ في ٥:٢٠ ص
    آخر تحديث : الاثنين، ١ أبريل ٢٠٢٤ في ٥:٢٠ ص

لاعب فلسطيني يعود نازحا مع أسرته إلى ملعب كرة قدم شهد تألقه في دير البلح

(وكالة أنباء العالم العربي) - اعتاد اللاعب الفلسطيني محمود سلمي أن يصول ويجول في أنحاء ملعب كرة القدم بدير البلح لكن المكان الذي طالما شهد على موهبته الرياضية أصبح ملجأ له ولأسرته وسط قطاع غزة بعدما تحول إلى مخيم للنازحين بسبب الحرب المستمرة منذ نحو ستة اشهر.

وظل سلمي يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم منذ أن كان في التاسعة من عمره ليبدأ مشواره في نادي الوفاق الرياضي بقطاع غزة وهو في سن الثانية عشرة قبل أن ينتقل بعد ذلك إلى اتحاد الشجاعية الذي شهد تألقه بعد بداية صعبة.

لكن اللاعب الذي أمضى موسما واحدا في صفوف الناشئين بالنادي الأهلي المصري عندما انتقل إليه في أواخر 2018 وجد نفسه بين ليلة وضحاها في المكان المحبب إلى قلبه بعدما عاد إليه وسط ظروف أليمة ورحلة نزوح شاقة بدأها من شمال غزة حتى استقر في ملعب الشهيد محمد الدرة في دير البلح.

وقال سلمي "مع بداية الحرب طبعا نزحنا لأن بيتنا بيت حدودي. م، أول يوم (في الحرب) نزحنا لكن نزحنا إلى وسط المدينة (غزة) في حي الرمال. بعد أسبوع قالت وسائل الإعلام إنه يجب على الجميع إخلاء شمال قطاع غزة. بعدها بيومين تم الإخلاء مع عائلتي وذهبت على النصيرات. بعد النصيرات جاء تهديد بالإخلاء لذلك لم أجد فرصة إلا بالمجيء إلى الملعب. جئنا إلى الملعب قبل أربعة شهور تقريبا ونصبنا الخيمة واستقرينا فيه".

وبعدما اعتاد النزول إلى أرض الملعب بحماس وسعادة منتظرا تحية الجماهير في المدرجات، تحول شعور اللاعب المعتاد إلى حزن وتعاسة بوجوده في خيمة للنازحين مع أسرته الصغيرة المكونة من زوجته وابنتيه.

وقال "تقريبا هذا الشعور هو أسوأ شعور في الحرب. هذا الملعب كنت لعبت فيه سابقا وسجلت عليه أهدافا والجماهير هتفت باسمي هنا. كنت عندما أدخل (إلى الملعب) أحس حالي مالك الدنيا. الملعب بالنسبة لي أحس أنني أملك كل شيء لأنه أنا تقريبا أكثر ساعتين أرتاح فيهم في ملعب كرة القدم. لكن الشعور هذا في الحرب انتهى. شعور دخول الملعب بالنسبة لي صار شعورا صعبا ومعانا ليس لها وصف وعذاب أتمنى أن ينتهي قريبا".

وأضاف "والله هذا ما دائما أحكيه. دائما هذا الكلام على لساني أنه أنا لما كنت أدخل الملعب أكون أكثر واحد مبسوط في العالم، تحولت إلى أنه عندما أدخل الملعب يمكن أكون أكثر واحد غير مبسوط وتعيس في هذا العالم".

وتسببت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي في مقتل عشرات الرياضيين في المحافظات الفلسطينية المختلفة وتدمير أكثر من 20 منشأة رياضية بشكل كلي في القطاع بينما تحول الجزء المتبقي إلى مراكز إيواء للنازحين.

وترى إسراء أبو القمبز أن الحرب أطاحت بأحلام زوجها الكروية في وجعلتها تعاني الأمرين بعدما اضطرت لولادة طفلتها الثانية قبل ثلاثة أشهر في مخيم النازحين دون وجود أهلها معها.

وقالت "كان طموحه أن يلعب في الخارج. لما تم تسجيله في فريق بيت حانون إنه يصير لاعبا كبيرا لكن جاءت الحرب دمرت كل شيء وكل أحلامه وحتى مستقبل البنات. كان (محمود) يبني الأحلام. الحرب دمرت كل شيء. لم أكن أتوقع ولادتي أثناء الحرب نهائيا. كنا نجهز الملابس الجديدة وكل شيء ثم جاءت الحرب ولم يكن أهلي معي أثناء الولادة خلال القصف وكنت خائفة كثيرا عند الولادة. شعور صعب".

وأضافت وهي تحمل رضيعتها "المكان الذي كان يلعب فيه زوجي ويحقق فيه أحلامه شهد ولادتي. أكلنا وشربنا وحياتنا صارت في الملعب. مكان تحقيق أحلام زوجي صار المكان الذي نزحنا فيه".