كتاب (رجال عاشوا ألف عام) يركز على 9 شخصيات صنعت تحولات كبرى في التاريخ
غلاف كتاب (رجال عاشوا ألف عام) للكاتب المصري جلال الشايب (3 يوليو تموز 2024)
  • القاهرة

  • الجمعة، ٥ يوليو ٢٠٢٤ في ٩:٢٣ ص
    آخر تحديث : الجمعة، ٥ يوليو ٢٠٢٤ في ٩:٢٣ ص

كتاب (رجال عاشوا ألف عام) يركز على 9 شخصيات صنعت تحولات كبرى في التاريخ

(وكالة أنباء العالم العربي) -  يقول كاتب مصري إن الإنسان هو العامل الأول في صنع التاريخ، معتبرا أن له المكانة الأولى في صناعة الأحداث وهو أول المتأثرين بنتائجها على نحو مباشر.

وفي كتابه الجديد (رجال عاشوا ألف عام) الذي صدر عن دار ديوان للنشر في 746 صفحة من القطع الكبير، يركز المؤلف جلال الشايب على الأسماء التي صاغت التحولات الرئيسية في مسيرة الإنسانية.

وأكد الكاتب أنه لا يميل في تفسير الأحداث والتحولات التاريخية الكبرى نحو المدارس المختلفة في تفسير التاريخ، مفضلا النظر إلى البطل الفرد والاستثناءات التي تضع الأفراد في مكانة العباقرة المؤثرين.

يجمع الشايب في جدارية واحدة  سيرة تسع شخصيات غيرت مسار العلم والفكر والأدب وهم جون ستيوارت ميل وتشارلز داروين وكارل ماركس وليف تولستوي وفيودور دوستويفسكي وفريدريك نيتشه وسيغموند فرويد وبرتراند راسل وألبرت أينشتاين.

ولم يذكر الشايب المعايير التي لجأ لها في وضع هذه القائمة.

وعلى الرغم من ضخامة الكتاب، اعتمد أسلوب المعالجة على السرد القصصي، ولجأ إلى ما يسمى بالدراسات البينية التي تقوم على مقاربة أكثر من علم لصياغة نسيج سردي متناغم.

كما يقوم الكتاب بصورة رئيسية على الأنثروبولوجيا، أو دراسة الإنسان، الثقافية، وبالتحديد على مقولة عالم الأنثروبولوجيا الأسترالي غوردون تشايلد في كتابه (الإنسان يصنع كل شيء).

وانطلاقا من هذا المبدأ، يفسر الشايب مجمل التحولات التي شهدها القرن العشرين وقادت العالم نحو العولمة حيث حرية تداول المعلومات والأفكار وتجاهل فكرة الحدود بمعناها الواقعي، بعد أن تحكمت ثقافة العالم الافتراضي في كل شيء.

ولد الشايب في القاهرة عام 1970، وهو كاتب ومدرس بكلية الفنون الجميلة في جامعة حلوان وأصدر خمسة كتب حول العمارة الداخلية، وكتابا بعنوان (دفتر الغضب: يوميات شخص عادي شارك في الثورة) في 2013، كما أصدر رواية بعنوان (عناق على كوبري قصر النيل) عام 2018.

يبرز الشايب في مقدمة الكتاب منهجية العمل من حيث الرهان على الكتابة بلغة سردية سهلة، ويقول "البراعة الحقيقية هي كيف يستطيع الكتاب أن يقول الفكرة العميقة ببساطة، بحيث يوفر المتعة للقارئ إلى جانب تيسير الفهم لعقله في الوقت ذاته".

ويشير مؤلف الكتاب إلى أن أستاذ الاقتصاد الراحل جلال أمين هو أول من لفت نظره إلى ضرورة الكتابة بلغة سهلة، كما أكد له أن الناس يحبون سماع الحكايات والقصص. من هنا وجد الشايب أن أفضل وسيلة للوصول للقارئ هي دمج سير أبطاله مع المعلومات في سبيكة واحدة.

عالم العبقرية الإنسانية

يصف المؤلف كتابه بأنه مثل زيارة إلى عالم العبقرية الإنسانية، ويدعو القارئ ألا يهاب هذه الزيارة التي تنطوي على انتقالات جغرافية بين عدة بلدان وعواصم، كما تنتقل بين معارف شتى لتيسيرها على القارئ.

ويزيل الكتاب الكثير مما يشاع عن الثقافة، ويرى مؤلفه أنه ليس صحيحا أن الثقافة تنفصل عن صانعها وهو الإنسان، وليس صحيحا أيضا أن العلماء والمفكرين يعيشون في أبراج عاجية بعيدا عن هموم الناس "لأن أفكارهم كلها هي نتاج الأسئلة التي طرأت على حياة الناس ودفعهم للبحث عن حلول لها".

ويرى المؤلف أن الكتاب هو محاولة لتحريض الناس على حب الثقافة واكتشاف ما فيها من متعة روحية ومعرفية غامرة.

يوفر الكتاب مجموعة من الفهارس المهمة وقواميس الأعلام والموضوعات لتيسير مهمة القارئ الباحث، كما يسجل في جدول زمني قائمة بالتسلسل الزمني للأحداث التي يوثقها سواء ارتبطت بميلاد أبطالها أو بأحداث فارقة في مسيرتهم.

ونظرا لأن الشخصيات التي يقدمها الكتاب هي شخصيات خلافية في التاريخ، تجنب المؤلف الأحكام المطلقة وتفادى الوقوع في شرك الأحكام الأخلاقية القاطعة التي تؤدي إلى تشويه الأدوار استجابة لنزاعات طائفية أو دينية أو فكرية.

من جهة أخرى، استجاب المؤلف لفكرة البناء الدرامي للشخصيات، ولذلك يركز بصورة واضحة على السير التي تنطوي على بعد درامي حاد، أو تلك التي واجهت صعوبات في طفولتها أو سنوات المراهقة، ربما لتحفيز القراء الشباب وتوجيه أنظارهم  نحو تجارب إنسانية ملهمة في قدرتها على تخطي أزماتها أو تناقضات الواقع لتصنع مجدها بمعزل عن الهوية القومية أو الطبقة الاجتماعية.