خلافات حول خطط نهاية الحرب واليوم التالي تطفو على السطح بين العسكريين والسياسيين في إسرائيل
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (الثاني من اليسار) خلال اجتماع حكومة الحرب بمقر الجيش في تل أبيب لبحث تصاعد القتال مع إيران (13 أبريل نيسان 2024)
  • تل أبيب

  • الاثنين، ١ يوليو ٢٠٢٤ في ٤:٤٥ م
    آخر تحديث : الاثنين، ١ يوليو ٢٠٢٤ في ٧:٥١ م

خلافات حول خطط نهاية الحرب واليوم التالي تطفو على السطح بين العسكريين والسياسيين في إسرائيل

(وكالة أنباء العالم العربي) - بدأ صراع يدور منذ أسابيع بين القادة العسكريين في إسرائيل وصناع القرار السياسي يطفو على السطح بسبب خلافات تتعلق بعدم وجود خطط واضحة لنهاية الحرب على قطاع غزة والمرحلة التي تليها، وانعكست الخلافات على اجتماع أمني شابه التوتر شارك فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش هيرتسي هاليفي أمس الأحد.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الاثنين أن القادة العسكريين يضغطون لاعتماد خطط "اليوم التالي" للحرب والانتقال إلى المرحلة الثالثة من العمليات العسكرية التي تقول إسرائيل إنها ستكون أصغر نطاقا وتهدف إلى الحد من قدرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على تنظيم صفوفها.

ووفق هيئة البث الإسرائيلية، يعتقد قادة الجيش أن عملية رفح قاربت على نهايتها وبالتالي فإن المستوى السياسي عليه اتخاذ قرارات بشأن اليوم التالي للحرب.

ونقلت الهيئة عن مسؤولين عسكريين قولهم خلال الاجتماع "خطط اليوم التالي جاهزة بالفعل وكل ما تبقى هو الموافقة عليها، وهناك عدة خطط مختلفة".

وأضافت هيئة البث الإسرائيلية "المحادثات جرت بطريقة غير معتادة وعلى خلفية التوتر بين غالانت ونتنياهو وبين الصفين السياسي والعسكري".

وقبل عشرة أيام، ذكرت وسائل إعلام محلية أن إسرائيل تستعد لإعلان هزيمة حماس والانتقال إلى المرحلة الثالثة من القتال في غزة، والتي ستشمل عمليات محدودة داخل قطاع غزة.

وقال وزير الدفاع غالانت أمس الأحد في أثناء زيارة إلى رفح "خلافا للقصص التي سمعت في الأنفاق... فإن حماس منهكة وغير قادرة على التعافي، بينما نحن نصل إلى أماكن لم نحلم أبدا بالوصول إليها وسنستمر حتى لا تستطيع حماس إعادة بناء قوتها".

صفقة تبادل الأسرى

قال المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرنوت يوآف زيتون في تحليل مشترك مع إيتمار آيشنر إن المرحلة التالية من القتال في غزة ستؤثر على صفقة تبادل الأسرى وستؤدي إلى تحسين فرص التقدم في إبرام اتفاق.

وقال زيتون وآيشنر "تم تعريف جلسة نتنياهو والأجهزة الأمنية يوم الأحد بأنها تقييم الوضع مع الجيش، ولكن لها أيضا آثار محتملة على صفقة تبادل الأسرى إذا نضجت الاتصالات الهادئة مرة أخرى وتحولت إلى مفاوضات فعلية، وبهذه الطريقة قد تنتهي عمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة قريبا".

ولم تسفر جهود مصر وقطر في الوساطة بدعم من الولايات المتحدة في الوصول لاتفاق بين حماس وإسرائيل، إذ تتمسك حماس بأن أي صفقة يجب أن تضمن إنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، بينما تقول إسرائيل إنها لن توافق إلا على وقف مؤقت لإطلاق النار وإن هدفها القضاء تماما على حماس.

ويعتقد زيتون وآيشنر أن الجيش الإسرائيلي يعمل حاليا بالفعل في المرحلة الثالثة من الحرب.

وقال المحللان "المرحلة الثالثة التي تقوم خلالها ألوية الجيش بمداهمة أهداف تابعة لحماس يتم تنفيذها بالفعل منذ حوالي خمسة أشهر، خاصة في شمال قطاع غزة، فهو (الجيش) ينفذ عمليات مداهمة في شمال قطاع غزة وهي مناطق لا يوجد فيها الجيش بشكل مستمر، وإنما يدخل لتنفيذ عمليات ويخرج مجددا".

لكن الجيش الإسرائيلي يعتقد، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت، أن المرحلة الثالثة ستتيح لله مساحة كبيرة للتنفس، وستستمر لعدة أشهر. وسيتم خلال المرحلة الثالثة الحفاظ على وجود عسكري في منطقة محور فيلادلفي ورفح على الحدود مع مصر، مع التركيز على تصفية كبار المسؤولين وتدمير البنية التحتية لحماس، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

ويرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية عصمت منصور أن إسرائيل تعيش في "ذعر" بشأن ما يجري في المنطقة والتهديدات من حزب الله في جنوب لبنان.

وقال منصور لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "الأمور وصلت في إسرائيل إلى التهديد باستخدام أسلحة دمار شامل لردع حزب الله وإيران عن التفكير في مهاجمة إسرائيل. كل ما يجري في قطاع غزة يعود إلى عدم تحقيق إنجاز عسكري وعدم وجود أفق لتحقيق أهداف الحرب".

ويعتقد المحلل العسكري في هيئة البث الإسرائيلية نير ديبوري أن هناك أزمة في المؤسسة العسكرية وصلت إلى حد تسجيل ارتفاع كبير في عدد الضباط الذين يسعون إلى التقاعد من الخدمة العسكرية بسبب حرب غزة.

وقال ديبوري "في الأشهر الأخيرة، بدأ القادة العسكريون يدركون وجود أزمة تؤدي للانسحاب من الخدمة العسكرية ويتعلق الأمر بطبقة الضباط برتبة نقيب ورائد بسبب الشعور بعدم المكافأة وعدم التقدير".

وأضاف "لقد جاءت هذه الأزمة لعدة أسباب، والسابع من أكتوبر أحد هذه الأسباب".