خبراء لـAWP: الشرق الأوسط يسير على رمال متحركة والتغييرات الجيوسياسية ستستمر طويلا
فلسطينيون يعاينون الدمار الهائل الذي يعم خان يونس جنوب قطاع غزة بعد عودتهم إلى المحافظة إثر انسحاب القوات الإسرائيلية (6 أبريل نيسان 2024)
  • غزة

  • الجمعة، ٢٦ أبريل ٢٠٢٤ في ٨:٣٣:٣١ ص
    آخر تحديث : الجمعة، ٢٦ أبريل ٢٠٢٤ في ١٠:٥٠ ص

خبراء لـAWP: الشرق الأوسط يسير على رمال متحركة والتغييرات الجيوسياسية ستستمر طويلا

(وكالة أنباء العالم العربي) - ما زالت التغييرات الجيوسياسية تلقي بظلالها على منطقة الشرق الأوسط عقب السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي، عقب الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس، على البلدات الإسرائيلية في غلاف غزة وما تلاها من حرب متواصلة على قطاع غزة.

ويبدو من الواضح، وفق محللين، أن منطقة الشرق الأوسط باتت تسير على رمال متحركة، فيما تغيرت عدة تحالفات وبرزت اختلافات في التوجهات، وارتفعت وتيرة التداخلات في المنطقة التي كانت تعيش على صفيح ساخن حتى ما قبل السابع من أكتوبر تشرين الأول.

ويرى محللون سياسيون أن المنطقة شهدت تغييرات جيوسياسية كبيرة، وستبقى تأثيراتها مستقبلا ولمدة طويلة، حيث غيرت هذه الحرب قواعد الاشتباك والمواجهة والصراع، كما هزت قوة الردع الإسرائيلية في المنطقة.

ولم يستبعد المحللون إمكانية مغادرة قادة حماس لقطر، في إطار هذه التغييرات الجيوسياسية المتسارعة، رغم نفي الحركة ودولة قطر لذلك، في إشارة منهم إلى أن كل الخيارات والسيناريوهات ممكنة في الملفات السياسية.

* قواعد الصراع تتغير

المحلل السياسي هاني المصري يرى أن المنطقة شهدت تغييرات جيوسياسية كبيرة، وما زالت تتفاعل، مشيرا إلى أنها ستستمر لمدة طويلة.

قال المصري لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "ما بعد السابع من أكتوبر تشرين الأول أصبحت المنطقة مشتعلة وقواعد الاشتباك والصراع تتغير، كما أن هناك تغييرات كبيرة على صعيد الملف الإيراني الإسرائيلي" موضحا أنه على الرغم من أن رد إيران على ضربة إسرائيل لم يوقع خسائر، فإنه يعد تغييرا في قواعد الاشتباك والصراع، إذ لم يكن ليحدث لولا السابع من أكتوبر تشرين الأول".

وأضاف المصري "السابع من أكتوبر ضرب لنظرية الردع الإسرائيلية في الصميم، والتي تقوم على عدة ركائز، أهمها أن إسرائيل هي من تبدأ الحرب والتي تكون خاطفة، وأن تنهي هي هذه الحرب، كما أن إسرائيل احتاجت من يساعدها على صد الهجوم الإيراني، والدفاع عن نفسها، وليس العكس، وهذا الأمر يضرب المعادلة الاستراتيجية بالمنطقة؛ لأن إسرائيل وجدت لتحمي المصالح الاستعمارية في هذه المنطقة".

وحول إمكانية أن تقود هذه التغييرات الجيوسياسية لخروج قادة حماس من قطر يقول المصري "وجود حماس في قطر، وحسب ما قاله السفير القطري، تم بناء على طلب من الولايات المتحدة ولم يكن مبادرة من قطر كما أن حماس نفت أن يكون ذلك صحيحا، وكذلك قطر، وإن كان بشكل غير مباشر، وما زال أعضاء قيادة حماس في قطر".

وأردف "كما أن وجود حماس في قطر يحقق لها امتيازات عدة، حيث أنها تلعب دورا كبيرا بالمنطقة وطول هذه المدة، الولايات المتحدة أكدت تمسكها بالدور القطري".

ورغم ذلك لا يستبعد المصري أن يحدث هذا الأمر، ويضيف "في السياسة لا شيء مستبعد بشكل كامل، كل شيء ممكن، فالتغييرات السياسية كبيرة، والمصالح هي من تحكم ذلك".

* عودة الوجود الأميركي

ويقول المصري "من ضمن التغييرات الجيوسياسية عودة الوجود الأميركي  للمنطقة بعد أن كان تراجع بشكل كبير، فالأحداث تحكم ذلك والعودة الأميركية لن تكون دائمة؛ كونها ترى أن هناك أخطارا كبرى تهددها مثل الصين وروسيا وإيران".

وفي تعقيبه على تصريح رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية حول إمكانية وجود قوات عربية وإسلامية في غزة، قال المصري "هنية تحدث عن هذا الوجود ليساعد (الفلسطينيين) بالتحرير، وليس لتكون بخدمة الجانب الإسرائيلي أو لتحل محل الفلسطينيين، وهذا أمر مرفوض حتى لدى الدول العربية، والكل رفض هذه المحاولات؛ فإسرائيل حاولت القيام بذلك مع دول عربية، وحتى جهات فلسطينية محلية، والمقترح قوبل بالرفض".

من جانبه يرى المحلل السياسي سامر عنبتاوي، أن السابع من أكتوبر، أدى لخلط الأوراق بشكل كبير في المنطقة، في حين تغيرت معالم ورؤى ومواقف عالمية تحديدا فيما يتعلق بالرواية الإسرائيلية.

وأوضح لوكالة أنباء العالم العربي "بعد 7 أكتوبر حاولت إسرائيل أن تقنع العالم بعدة أكاذيب حول قتل الأطفال والنساء، لكن من أهم التغييرات الجيوسياسية التي أحدثتها الحرب، العزلة الأميركية الإسرائيلية، حيث بدأ العالم يرى بوضوح الواقع الفلسطيني، كما أن الأمر انعكس على الولايات المتحدة التي باتت تشهد خلافات عدة حول سياستها تجاه الحرب ومساندتها لإسرائيل".

وأضاف "إسرائيل بدأت تستشعر الخطر الوجودي، فهي لم تستطع صد هجوم 7 أكتوبر ولم تتمكن من المواجهة منفردة، ورغم ما لديها من إمكانات، إلا أنها ما زالت مستمرة بطلب المساعدة الأميركية".

ويرى عنبتاوي أنه "لا خيار أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ظل هذه التغييرات الجيوسياسية في المنطقة، سوى الهروب للأمام، أي تحميل كل المنطقة وزر الحرب، وجر المنطقة كلها للمواجهة، وهذا ما يفسر الاستفزازات الإسرائيلية لحزب الله اللبناني وإيران، ليتم ضمنيا إدخال الولايات المتحدة لهذه الجولة من الحرب".

وحول احتمال مغادرة حماس لقطر والخيارات المطروحة في حال حدوث ذلك وتوجه قيادات الحركة إلى تركيا وسوريا، قال المحلل السياسي سامر عنبتاوي "في حال انتقلت حماس لأي دولة أخرى فهذا يعني حدوث ضغوط أميركية على بعض الدول التي تربطها بها اتفاقيات".

وأوضح في الوقت نفسه "إن دور قطر مهم بالنسبة للولايات المتحدة، لكن في ظل هذه التغييرات الجيوسياسية كل شيء متوقع".

وتابع عنبتاوي "تصريحات هنية حول إمكانية وجود قوات عربية أو إسلامية بغزة، لا يمكن أن يتم إلا بانسحاب إسرائيلي كامل واتفاق واضح، لكن الوقت الآن ما زال مبكرا للحديث عن ذلك، فالظروف غير مهيأة، وما نزال في حالة المواجهة".

يذكر أن رئيس وفد حركة حماس للمفاوضات خليل الحية والذي يشغل موقع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة وعضوية المكتب السياسي المركزي، أكد أن حركته لا تنوي نقل مقرها من قطر، وأن وفدها الموجود في زيارة لتركيا سيعود قريبا إلى الدوحة.

وأكد الحية في تصريحات تلفزيونية لقناة الشرق، أن حركته باقية في قطر، نافيا الأنباء عن خطط لنقل مقرها إلى دولة أخرى.

وبشأن تعرض قطر لضغوط في هذا الشأن قال "نحن نلمس الضغوط على قطر بهدف الضغط على حماس منذ بداية المفاوضات، نحترم الدور القطري والمصري، وهو دور متلازم منذ المرحلة الأولى من تبادل الأسرى".