محتوى إخباري يناسب احتياجاتك

(وكالة أنباء العالم العربي) - قالت مؤسسة كابيتال إيكونوميكس البحثية إن خطر أن يؤدي صراع بين إسرائيل وإيران إلى حدوث اضطراب في إنتاج النفط بدول الخليج يقل بكثير عما كان عليه الوضع في عامي 2018 و2019، حين كانت طهران في خلاف كبير مع الولايات المتحدة والسعودية.

وأضافت المؤسسة التي مقرها لندن في تقرير اطلعت عليه وكالة أنباء العالم العربي (AWP) أنه من الواضح أن هناك الكثير من السبل التي يمكن أن تتصاعد بها التوترات بين إيران وإسرائيل وتؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط عقب الهجمة الجوية الإيرانية على إسرائيل يوم السبت.

لكن المؤسسة أشارت إلى أنها ستبقى على توقعاتها لأسعار النفط دون تغيير نظرا لحالة عدم اليقين الكبيرة بشأن الرد الإسرائيلي المحتمل.

وأوضحت أن التأثير على أسواق الطاقة العالمية وبالتالي على التضخم المحلي وأسعار الفائدة يمثل المسار الرئيسي الذي قد يتأثر من خلالها الاقتصاد العالمي بالصراع بين البلدين. لكنها أضافت أن رد فعل سوق النفط حيال الضربة الإيرانية لم يكن سلبيا، إذ أنه تم تفسير الهجوم بأن طهران سعت لأن يكون محددا بدقة لتجنب حدوث تصعيد كبير.

وعلى الرغم من ذلك، قالت إنه من الواضح أن هناك مخاطر قد ترفع أسعار النفط وأن المحفز الأكثر وضوحا لها هو أي رد فعل انتقامي إسرائيلي يزيد من احتمال نشوب صراع مستمر ومباشر بين إيران وإسرائيل.

وأضافت أنه وفقا لهذا التصور، فمن المحتمل أن تصعد أسعار النفط بقوة، ولكن لكي تظل عند تلك المستويات المرتفعة المحتملة، فإن هذا يتطلب تعطل إمدادات النفط الفعلية في إيران والتي تمثل ما يزيد قليلا عن ثلاثة بالمئة من إمدادات الخام العالمية.

وقالت كابيتال إنه من المحتمل ألا يحدث هذا نتيجة عمل عسكري، مشيرة إلى أنه من الممكن أن يؤدي فرض الولايات المتحدة لمزيد من العقوبات على قطاع النفط الإيراني لانخفاض إنتاج الخام في إيران 0.5 مليون برميل يوميا، وذلك في الوقت الذي تواجه فيه الأسواق حالة شح شديدة في إمدادات الخام.

*مضيق هرمز

وأضافت أن الخطر الأشد ضراوة يتمثل في محالة إيرانية لإغلاق مضيق هرمز، والذي تشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أن حوالي 30 بالمئة من تجارة الخام المنقولة بحرا في العالم تمر عبره وتتجه 70 بالمئة منها إلى الأسواق الآسيوية، لكنها قالت إنه على الرغم من تهديدات إيران الأخيرة بالقيام بذلك الأمر، فإنه يبدو غير مرجح نظرا لأن هذه المحاولة ستؤدي بالتأكيد إلى انخراط الولايات المتحدة في الصراع وهو الأمر الذي يبدو أن إيران حريصة على تجنيه.

ولفت التقرير إلى أن أحد النقاط الرئيسية بالنسبة لسوق النفط العالمية والاقتصاد العالمي تتمثل في أن خطر انجرار دول الخليج إلى أي صراع مع إيران انحسر بشكل كبير خلال السنوات الخمس الماضية وذلك بخلاف الفترة بين عامي 2018 و2019 حيث كانت العلاقات بين طهران وواشنطن مع ناحية وبين طهران ودول الخليج من ناحية أخرى شديدة التوتر.

لكنها أشارت إلى أن الوضع الآن مختلف، إذ تجري محادثات سلام بين الفصائل المتحاربة في اليمن المدعومة من دول الخليج وإيران، كما أن السعودية وإيران استأنفتا العلاقات الدبلوماسية العام الماضي بوساطة صينية كما أن دول الخليج تتعاطف مع القضية الفلسطينية، مما يجعل من المستبعد أن ينجر الخليج إلى صراع تقوده إسرائيل مع إيران. وبالمثل، فإن احتمال وقوع هجمات تؤثر على بنيتها التحتية النفطية بات أقل بكثير.