جذور.. تشكيلي مصري يحمل سحر ريف بلاده إلى الدوحة في معرض فنيّ
  • الدوحة

  • السبت، ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ في ٤:٢٥:٣٥ ص
    آخر تحديث : السبت، ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ في ٤:٢٥ ص

جذور.. تشكيلي مصري يحمل سحر ريف بلاده إلى الدوحة في معرض فنيّ

(وكالة أنباء العالم العربي) - إلى معرضه الجديد، حمل الفنّان التشكيلي المصري عمر عبد الظاهر في قلبه وبين ثنايا أعماله سحر ريف بلاده وأساطيره، ليراها زوّار مركز (كتارا) في العاصمة القطريّة الدوحة ويعرفوا كيف مزج بحنكته الواقع بالأساطير في مشاهد تجسّد بعض عادات صعيد مصر وتقاليده.

المعرض، الذي تستمر فعالياته حتى نهاية مايو أيار المقبل بالتعاون بين مركز (كتارا) ودار حصة للفنون، يضم 12 لوحة مختلفة المقاسات؛ وجميع الأعمال رُسمت بالألوان الزيتية على قماش.

وقال عبد الظاهر في مقابلة مع وكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن المعرض الفردي، وهو الأول من نوعه له في منطقة الخليج، يوثّق عددا من العادات والتقاليد المصرية التي أوشكت على الاندثار، ويستهدف تعريف الجمهور القطري بالفنّ المصري المعاصر وإبراز أعماله التي تتسم بقدر كبير من الأصالة.

ويبرز هذا الهدف في اختيار كلمة (جذور) عنوانا للمعرض، بغرض تأكيد عناصر الصلة بين حاضر الفنان وتراثه الفني، حيث تحمل اللوحات الكثير من العلامات التي تخصّ البيئة المحليّة.

وعبد الظاهر، المولود في عام 1966، هو من أبرز فناني التصوير المعاصر في مصر، وحاصل على درجة الدكتوراة فى فلسفة الفن من كلية الفنون الجميلة عام 2006 عن رسالة بعنوان (الموروث الشعبي وأثره على الطبعة الفنيّة المعاصرة فى مصر والعراق – دراسة مقارنة).

تخرّج عبد الظاهر من كليّة الفنون الجميلة بجامعة المنيا في صعيد مصر عام 1991 من قسم الغرافيك شعبة التصميم المطبوع، وكان ترتيبه الأول في تخصصه.

* واقعية سحرية

وقال الفنان التشكيلي المصريّ "تعتمد تجربتي الفنيّة بشكل واضح على استدعاء مشاهد الحياة اليوميّة وصهرها مع مخزون أمتلكه من الأساطير والحكايات الشعبية؛ لذلك، فإنها تعكس ما يسمّيه النقّاد بالواقعيّة السحريّة".

وعلى الرغم من امتلاك الفنّان خلفيّة أكاديمية عميقة، فإنّ دراسته لمختلف مدارس الفن التشكيلي واتجاهاته لم تدفعه لتجاوز فضاء المدرسة التعبيرية.

ويكشف عبد الظاهر عن أن دراسته الأكاديمية ساعدت أكثر من أي شيء على تقديره لقيمة الفن الشعبي وضرورة التفاعل معه وتأويل عناصره في قوالب جديدة.

وقال "أسعدني أن كثيرا من جمهور المعرض في قطر أدركوا الطابع الأصيل لهذه الأعمال وتمثيلها الأمين لواقعها؛ كما لمسوا سعي الفنان للعب على خيالها الأسطوري".

وأشار إلى أنّ صلته بكافّة المدارس الفنيّة لم تمنعه من تفضيل العمل في سياق الفنّ التعبيري المستمد من العادات والتقاليد المصرية، لأنه يضمن له تكثيف الحالة التي يرغب في نقلها عبر شحنات درامية، بحسب وصفه.

وتعكس أعمال عبد الظاهر تأثّره غير المباشر بالفن المصري القديم كما هو مدون على المعابد والجداريّات؛ لكنّه يمزج ذلك الفن بالطبيعة الشعبيّة الريفيّة على نحو يمنح هذه الأعمال قدرا من الأصاله والسحر في آن واحد.

أيضا، يحتفل الفنان بعناصر من الطبيعة؛ ويفضّل دائما الاعتماد على نسبة من الضوء تعزّز الشعور بتفرّد المشهد الذي تنقله اللوحة وتكرّس لنزعته الأسطوريّة، في مقابل واقعيّة ما يرصده الفنان ويوثّق له.

ويرى عبد الظّاهر أنّ الكثير من الفنانّين المعاصرين يستلهمون العادات والتقاليد الشعبيّة؛ لكنّ ما يميّز أعماله أنها جاءت على يديّ فنّان ينتمي لتلك البيئات ولا ينظر إليها نظرة استعلائيّة أو استشراقيّة.

* رافد مهم

وأوضح عبد الظاهر أنه عزز ما يمتلكه من معرفة بصريّة بعالم الريف بدراساته الأكاديمية التي تحتفي بالثقافة الشعبيّة وتؤكّد القيم الفنيّة في الفن الفطري وتعنى بجمالياته.

ويرى الفنان التشكيلي المصري أنّ الحياة اليوميّة في جنوب مصر زاخرة بمختلف الأشكال التعبيرية، وتعد الطقوس الشعبيّة رافدا مهمّا من روافد ثقافة الفنان.

وقال "أجيد التعبير عن مفردات الحياة الشعبيّة داخل صعيد مصر، بحكم انغماسي فيها وامتداد صلتي بهذا العالم منذ الطفولة وإلى الآن".

وتعكس لوحات المعرض مشاهد توثّق لبعض العادات والتقاليد الشعبية، مثل عادات الزواج والطقوس المصاحبة لإنجاب الذكور والإناث؛ كما تجسّد لوحات أخرى عمليّة الصيد في النيل وعوالم الصيادين، فضلا عن اهتمامها بالعادات ومختلف صور التراث المادي واللامادي.

وينفي عبد الظاهر عن لوحاته صفة التوثيق، مفضلا أن ينظر إليها دائما بوصفها محاولة لتأويل المشاهد اليوميّة والارتقاء بها إلى وعي الفنّان الشعبي باستعمال تقنيات معاصرة.

وقال "صحيح أنّ معظم أعمالي تدور في الإطار الشعبيّ؛ إلا أنّي أخرج أحيانا عن هذا الإطار وأرسم الكثير من الموضوعات المتخيّلة، والتي تعتمد بصورة رئيسة على الفانتازيا وعوالم الأساطير".

وسبق أن عرض عبد الظاهر مجموعة من أعماله تحت اسم (جذور) أيضا خلال الموسم الماضي في قاعة سفر خان بالعاصمة المصريّة القاهرة.

3812fa8e-0877-4348-9077-128ea0d9760e.jpg

fe5cf499-dc3c-4a78-a392-6eec4c72cd7d.jpg