• هونغ كونغ

  • الخميس، ٦ يونيو ٢٠٢٤ في ١١:٣٦ ص
    آخر تحديث : الخميس، ٦ يونيو ٢٠٢٤ في ١١:٣٦ ص

إتش.إس.بي.ٍسي: التجارة والاستثمار والسياحة مجالات رئيسية لتعزيز الترابط بين دول آسيان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

(وكالة أنباء العالم العربي) - قال بنك إتش.إس.بي.سي إن التجارة والاستثمار والسياحة تشكل مجالات لتعزيز الارتباط بين رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأضاف البنك في تقرير اطلعت عليه وكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن تعزيز تحرير التجارة بين دول آسيان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يوفر فرصا جديدة للتبادل التجاري، في الوقت الذي تتركز فيه التجارة بين المنطقتين في الطاقة بشكل كبير.

وقال البنك إن آسيان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتمتعان بمركز جيد، في الوقت الذي تسعى فيه الاقتصادات إلى التنويع، إذ أنهما من بين الأسرع نموا والأكثر أهمية كما أنه من الصعب تجاهل التكامل الاقتصادي بينهما.

وذكر أن آسيان تتسم بشهية آخذة في التزايد تجاه الطاقة والتمويل، بينما لدى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا احتياجات متزايدة للمنتجات الاستهلاكية والصناعية في ظل التحول الجاري في الاقتصاد.

وذكر البنك أن حجر الأساس في الربط بين آسيان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتمثل في التجارة التي بلغت إجمالا ما يزيد عن 126 مليار دولار في 2023، لكن في ظل تفاوت نسبي. وتبلغ واردات آسيان من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تتركز بشكل كبير في قطاع الطاقة، ثلاثة أضعاف صادراتها إلى المنطقة.

وقال البنك إنه على الرغم من الانكشاف المحدود في الوقت الحالي، فإن صادرات بعينها من دول آسيان بما في ذلك السيارات من تايلاند وشحنات زيت النخيل من ماليزيا تتسم بحضور أكبر في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك، فالجهود التي تبذلها دول المنطقتين في الآونة الأخيرة من أجل تحرير التجارة توفر فرصا جديدة لاستغلال الإمكانات التجارية غير المحققة.

تايلاند

وقال إتش.إس.بي.سي إن تايلاند على سبيل المثال تصدر قرابة 20 بالمئة من إنتاجها للسيارات للشرق الأوسط الذي يشكل ثالث أكبر وجهة لتلك الصادرات.

وكذلك الأمر في ماليزيا، التي ترسل 17 بالمئة من صادرات زيت النخيل إلى الشرق الأوسط مما يشير إلى أن المنطقة ما زالت تمثل سوقا كبيرة. لكن ذلك لا ينطبق على إندونيسيا، أكبر منتج لزيت النخيل، والتي يبلغ انكشاف صادراتها على الشرق الأوسط سبعة بالمئة فقط.

لكن البنك قال إن انكشاف صادرات آسيان على الشرق الأوسط محدود ربما بسبب حواجز تحرير التجارة، إذ أن متوسط الرسوم الجمركية في كلا المنطقتين يظل مرتفعا، مضيفا أنه لحسن الحظ فإن صانعي السياسات لديهم وعي بتلك العراقيل، وجرى دفع الجهود في الآونة الأخيرة لتعزيز الفرص التجارية المحتملة.

وضرب التقرير مثلا بسنغافورة وهي الدولة الوحيدة في آسيان التي وقعت اتفاق تجارة حرة مع دول مجلس التعاون الخليجي ودخل حيز النفاذ في 2013.

وأضاف أن دولا أخرى في الرابطة بما في ذلك ماليزيا وإندونيسيا إما دشنت أو وقعت اتفاقات تجارة حرة مع دول منفردة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لكن على المستوى الإقليمي، فإن اقتراح إبرام اتفاق تجارة حرة بين رابطة آسيا ودول مجلس التعاون الخليجي لم يأت إلا من جانب رئيس وزراء ماليزيا في أكتوبر تشرين الأول 2023.

وعلى الرغم من أن مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة قد تستغرق بعض الوقت، إلا أنها تمثل بداية تعاون رسمي جديد في آلية التجارة.

إمكانات غير مستغلة

وقال بنك إتش.إس.بي.سي إنه على الرغم من محدودية التدفقات التجارية بين آسيان ومنطقة الشرق الأوسط في الوقت الحالي، فإن هناك إمكانات كبيرة تظل غير مستغلة تصل إلى 47 مليار دولار بحسب تقديراتنا.

واستنادا إلى بيانات مركز التجارة الدولية، فإن الصادرات المحتملة غير المحققة لدول آسيا إلى الشرق الأوسط يمكن أن تصل إلى 30 مليار دولار وهو ما يعادل صادراتها الفعلية. وتحديدا، يتصدر قطاع المعدات الإلكترونية بواقع 7.1 مليار دولار، والآلات الكهربائية بواقع 7.1 مليار دولار الإمكانات غير المستغلة، في الوقت الذي تعمق فيه دول آسيان تكاملها في سلسة توريد الإلكترونيات العالمية.

على الجانب الآخر، قد تبلغ الإمكانات غير المحققة لصادرات الشرق الأوسط لدول آسيان إلى 18 مليار دولار، وذلك بواقع صادرات للبلاستيك بواقع 4.4 مليار دولار، والكيماويات بقيمة 3.2 مليار دولار والمعادن بواقع 2.3 مليار دولار وهي القطاعات التصديرية الواعدة.

تنويع الاستثمار

بالإضافة إلى التجارة، فإن الاستثمار يمثل مجالا ناشئا للتعاون بين آسيان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وذلك بالنظر على الأخص للقوة المالية التي تتمتع بها منطقة الشرق الأوسط.  لكن الجزء الأكبر من التدفقات يأتي من محافظ استثمارية وليس في صورة استثمار أجنبي مباشر، وتتدفق تلك الاستثمارات بقوة على ماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة.

وقال بنك إتش.إس.بي.سي إن الاستثمارات الأجنبية المباشرة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في دول آسيان تتسم بالتنويع، إذ أن ثلث الاهتمام الاستثماري يتدفق على قطاع العقارات ويليه قطاعا التمويل والتعدين.

وأضاف البنك "في السنوات الأخيرة، استرعى الانتباه الاهتمام المتزايد للمستثمرين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بقطاعات من بينها السياحة والطاقة المتجددة والأغذية في آسيان".

وجهات السفر

لا تقتصر شعبية دول آسيان على المستثمرين فحسب، لكنها تجذب أيضا المزيد من السائحين من منطقة الشرق الأوسط.

ويقول البنك إن العديد من دول آسيان تبذل جهودا لتنويع أسواق الموارد السياحية لتسريع التعافي الكامل لقطاع السياحة.

وأضاف أن تايلاند بلا شك تتصدر تلك الجهود إذ أنها استقطبت أكثر من نصف السائحين البالغ عددهم 1.1 مليون من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والذين تدفقوا على دول آسيان في 2023.

وقال إتش.إس.بي.سي إن السائحين من منطقة الشرق الأوسط لا يميلون فحسب إلى الإقامة مثلي المدة التي يقضيها السائح العادي فحسب، ولكنهم ينفقون أيضا مبالغ تزيد 30 بالمئة عن إنفاق السائح العادي بقيمة تصل إلى 200 دولار يوميا.

وأضاف أنه على الرغم من محدودة عدد الزوار من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن وتيرة تعافي أعدادهم تفوق بقية المناطق.

وذكر أنه في ظل انتعاش ما زال محدودا حين شهدت تايلاند عودة 70 بالمئة فقط من السائحين إلى مستويات ما قبل الجائحة، فإن هيئة السياحة التايلاندية نجحت في جذب 600 ألف سائح من الشرق الأوسط لتتجاوز بسهولة هدفها بهامش كبير قدره 50 بالمئة العام الماضي وذلك بفضل عدد قياسي مرتفع من السائحين السعوديين والذي بلغ ستة أمثال المستوى المسجل في 2019، وكذلك استعادة العلاقات الدبلوماسية بين تايلاند والسعودية مما أدى لاستئناف الرحلات الجوية المباشرة.

وبخلاف تايلاند التي تركز على السياحة، تنتهج الفلبين مسارا مختلفا مع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبر تحويلات العاملين في الخارج. ويشكل إجمالي التحويلات قرابة عشرة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد فيما تبلغ حصة منطقة الشرق الأوسط وحدها من التحويلات 17 بالمئة في 2023، على الرغم من أن ذلك يشكل انخفاضا كبيرا من ذروة عند 28 بالمئة في 2017، وذلك في ظل انخفاض واسع النطاق في أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.