إسرائيل تعود لقصف مدارس الأونروا وحكومة غزة تتهمها بقتل العشرات
مدرسة النصيرات الإعدادية في مخيم 2 وسط غزة بعد غارة إسرائيلية يقولون إنها أوقعت عشرات القتلى والجرحى (6 يونيو حزيران 2024) - المصدر: AWP
  • النصيرات

  • الخميس، ٦ يونيو ٢٠٢٤ في ٤:١٨ م
    آخر تحديث : الخميس، ٦ يونيو ٢٠٢٤ في ٤:٢٧ م

إسرائيل تعود لقصف مدارس الأونروا وحكومة غزة تتهمها بقتل العشرات

(وكالة أنباء العالم العربي) - تجوّلت فلسطينية بين أغطية تضم جثث ضحايا قتلوا في قصف إسرائيلي قتل العشرات في مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في منطقة النصيرات وسط قطاع غزة فجر الخميس بحثا عن ابنها الذي عجزت عن العثور عليه حيا أو ميتا.

هي واحدة من الناجين من قصف مدرسة النصيرات الإعدادية في مخيم 2 الذي تقول إسرائيل إنها استهدفت فيه مجمعا عسكريا لحركة حماس، بعد ساعات فقط من مشاركة الآلاف في "مسيرة الأعلام" السنوية التي تواكب ذكرى ضم إسرائيل للقدس في الخامس من يونيو عام 1967.

حتى هذه هذه اللحظة، لم يتبين إن كانت الأم قد عثرت على ابنها الذي لم يكشف مقطع فيديو بثه تلفزيون فلسطين أي تفاصيل بشأنه، بخلاف كونه واحدا من المفقودين في القصف الذي أودى بحياة 39 شخصا على الأقل وخلّف عشرات المصابين، وفقا لوسائل إعلام فلسطينية.

واتهم المسؤولون في قطاع غزة الجيش الإسرائيلي بارتكاب "مجزرة مروعة" في قصفه لغرف تؤوي نازحين في المدرسة التابعة للأونروا.

وقال مدير المكتب الإعلامي في غزة خلال مؤتمر صحفي أن هناك أعدادا وصفها بالهائلة من القتلى والمصابين لا تزال تتدفق على مستشفى شهداء الأقصى التي قال إنها "امتلأت بالجرحى والمرضى بثلاثة أضعاف قدرتها السريرية وهذا ينذر بكارثة حقيقية ستؤدي إلى ارتفاع أعداد الشهداء بشكل أكبر".

وأضاف المسؤول الغزي "ندين ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي لجريمة الإبادة الجماعية من خلال ارتكاب هذه المجازر، وندين الاصطفاف الأميركي إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي ودعمه العسكري له بالسلاح وإعطائه الضوء الأخضر لمواصلة هذه الإبادة".

وحمّل إسرائيل والولايات المتحدة "المسؤولية الكاملة تجاه هذه الجرائم ضد الإنسانية وضد القانون الدولي وندعو كل العالم الى إدانة هذه الجرائم وإدانة العدوان الإسرائيلي الأميركي على قطاع غزة".

لكن الجيش الإسرائيلي قال إن المدرسة التي استهدفتها مقاتلاته في النصيرات كانت تضم "مجمعا لحركة حماس".

وأضاف إن عناصر من حركتي حماس والجهاد الإسلامي كانوا في "المجمع".

وتابع في بيان "قضينا على العديد من المسلحين في الغارة الجوية التي استهدفت المدرسة في النصيرات".

"تقليل مخاطر إيذاء المدنيين"

قال الجيش الإسرائيلي إنه اتخاذ عددا من الخطوات قبل الغارة "لتقليل مخاطر إيذاء مدنيين غير متورطين"، وعدّ بينها "المراقبة الجوية وتوفير معلومات استخباراتية إضافية".

لكن إجراءات الجيش لم تفلح على ما يبدو يبدو في تجنيب المدنيين ما جرى ويجري منذ 8 أشهر في قطاع غزة، حيث قتل أكثر من 36 ألف شخص وأصيب ما يزيد على 82 ألفا منذ بدأت إسرائيل حربها ضد حماس وفصائل فلسطينية أخرى في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.

غير بعيد عن الفلسطينية الباحثة عن ابنها المفقود في مستشفى شهداء الأقصى شبه المتوقف عن العمل جراء نقص الوقود، جلس شاب ينتحب أمام جثث ذويه ممن راحوا في القصف الذي ربما لا يقف عداد ضحاياه عند هؤلاء.

بين القتلى على ما يبدو كثير من الأطفال ممن يقول شهود إن القصف الإسرائيلي مزقهم إربا ولم يترك للباحثين عن الجثث سوى أشلاء.

ينشر تلفزيون فلسطين مقطع فيديو يظهر أحد الشهود يشير إلى كفن أبيض ويقول إن به أشلاء 5 أطفال لم يتبق منهم ما قد يشكل جثة يمكن دفنها.

لعل بينهم جثة ابن تلك المرأة المكلومة، لكن الشاهد يقول إن بينهم من ماتوا نياما بعد أن باغتهم القصف في ظلمة ليلة أخرى من ليالي غزة الحالكة التي يضيء فيها فقط صواريخ الطيران الحربي أو قذائف المدفعية الإسرائيلية.

وفي النصيرات أيضا، قالت وكالة شهاب الفلسطينية للأنباء إن 6 أشخاص قتلوا في قصف إسرائيلي لمنزل يعود لعائلة المدني.

بن غفير وسموتريتش في مسيرة "تتجاوز كل الخطوط الحمراء"

تصدّر وزيران إسرائيليان يمينيان مسيرة شارك فيها الآلاف يوم الأربعاء من القدس الغربية إلى الشرقية، مرورا بباب العامود عند البلدة القديمة في احتفال سنوي يقام هذا العام في ظرف سياسي وأمني بالغ التعقيد.

فبينما كان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش يحتفلان مع الجموع في ذكرى ضم القدس، كان حزب الله يوقع بين الإسرائيليين جرحى في قصف يمثل يوما آخر من أيام التصعيد الذي لا يشي بخير على الحدود.

وقال شهود عيان لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن المسيرة، التي حمل فيها الإسرائيليون آلاف الأعلام قد شهدت مواجهات واعتداءات على فلسطينيين وصحفيين بعضهم يعمل لدى وسائل إعلام إسرائيلية.

واستنكر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة المسيرة وقال إنها "لن تغير من واقع مدينة القدس كونها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين".

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن أبو ردينة قوله "حرب الإبادة ومسيرة الأعلام في القدس تتجاوز كل الخطوط الحمراء وتدفع بالأمور نحو الانفجار الشامل".

وأضاف أن الميسرة "تشكل خرقا لجميع القوانين الدولية التي تعتبر القدس أرضا فلسطينية محتلة، وتشكل استفزازا صارخا للمشاعر العربية والإسلامية والمسيحية".

وحشدت الشرطة الإسرائيلية ثلاثة آلاف من عناصرها لتأمين مسيرة الأعلام، وطلبت من الصحفيين الابتعاد عن منطقة باب العامود خوفا على سلامتهم وحذرتهم من "حشد غاضب"، وفق ما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن الشرطة.

وتأتي "مسيرة الأعلام" في ذكرى احتلال إسرائيل للقدس الشرقية عام 1967، وهو ما يطلق عليه الإسرائيليون ذكرى "توحيد القدس".

وقبل بدء المسيرة، اندلعت اشتباكات بين طلاب المدارس الدينية المشاركين في المسيرة ونشطاء رافضين لها، وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن من ضحايا الاشتباكات صحفي في (هآرتس).

وذكرت الشرطة الإسرائيلية في بيان أنها اعتقلت "خمسة مشتبه بهم شاركوا في المسيرة وألقوا أشياء على الصحفيين الذين كانوا يقفون بالقرب منها".

بيرنز في الدوحة سعيا وراء هدنة في غزة

في الدوحة، يواصل مدير الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز البحث عن صفقة توقف القتال في غزة وتعيد لإسرائيل أسراها وتمنح واشنطن فرصة لالتقاط الأنفاس وربما التركيز على جبهات أخرى أبرزها أوكرانيا.

يوم الأربعاء أبلغ مسؤول كبير صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن قطر تلقت ردا أوليا وصف بالإيجابي من حركة حماس الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة الذي طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن.

لكن المسؤول الذي لم تذكر الصحيفة اسمه وقالت إنه تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته قال إن قطر لا تزال في انتظار رد رسمي من الحركة التي تقاتل إسرائيل في القطاع منذ أكثر من 8 أشهر.

ووفقا للصحيفة، فإن ذلك جاء خلال لقاء رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وبيرنز في الدوحة هذا الأسبوع.

والتقى بيرنز في الدوحة أيضا مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، وفقا للمسؤول الذي تحدث للصحيفة.

وقالت الصحيفة نقلا عن مصدر لم تكشف عنه أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي لم يتحدث علنا حتى الآن عن قبوله للمقترح قد أبلغ نوابا بالكنيست أنه منفتح على قبول هدنة مدتها 6 أسابيع.

حدث هذا بعد يوم واحد من حديث وسائل إعلام مصرية عن اجتماع لقيادات أمنية مصرية وقطرية وأميركية في العاصمة القطرية لبحث آليات استئناف مفاوضات الهدنة في قطاع غزة.

ونقلت قناة القاهرة الإخبارية عن المصدر قوله إن "الوفد الأمني المصري يكثف اتصالاته مع كافة الأطراف لدفع المسار التفاوضي للوصول لهدنة في غزة".

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الجمعة عن خطة من ثلاث مراحل لإنهاء الحرب في غزة، وقال إن المرحلة الأولى من المفترض أن تستمر ستة أسابيع وتشمل وقف إطلاق النار على نحو "كامل وشامل" وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالقطاع وإطلاق سراح عدد من الرهائن من النساء وكبار السن والجرحى في مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين.