• نواكشوط

  • الثلاثاء، ٢٦ مارس ٢٠٢٤ في ١٠:٤٢:٢٨ م
    آخر تحديث : الأربعاء، ٢٧ مارس ٢٠٢٤ في ١٢:٢٠ ص

إفطار رئيس موريتانيا مع الفقراء والأسر المتعففة يثير تساؤلات في أوساط المعارضة

(وكالة أنباء العالم العربي) - أقام الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إفطارين جماعيين خلال شهر رمضان لأسر متعففة وتلاميذ من أوساط الفقراء في خطوة لافتة من الرئيس الذي حرص على مدى السنوات الماضية على تنظيم إفطار جماعي للفيف من السياسيين والنواب والعلماء.

وتم تنظيم الإفطار الجماعي لصالح (مجتمع تآزر) الذي يضم نحو 1.5 مليون مستفيد من البرامج الخدمية التكافلية.

وفي كلمة ألقاها في مأدبة إفطار أقامها بالقصر الرئاسي الأسبوع الماضي، قال ولد الشيخ الغزواني إنه ينتهز هذه الفرصة ليؤكد للحضور ولجميع المستفيدين من مثل هذه البرامج في القرى والأرياف والمدن انحيازه للفئات الهشة والضعيفة.

وسبق أن أعلن الرئيس في عدة مناسبات أن مكافحة الفقر والإقصاء والتهميش بالإضافة إلى إصلاح المنظومة التربوية وبناء اقتصاد قوي فعال على رأس أولويات حكومته.

وأنشأ ولد الشيخ الغزواني مع وصوله إلى السلطة عام 2019 المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء (تآزر) بهدف محاربة الفقر والتهميش الاجتماعي وتعزيز التنمية المحلية. وبحسب المندوبية، فقد وزعت تحويلات مالية على أكثر من 240 ألف أسرة فقيرة، وشيدت ورممت أكثر من 99 مؤسسة تعليمية، ودعمت أكثر من ألف مشروع مدر للدخل.

* إشادة من أنصار الرئيس

أثارت مبادرة الإفطار الجماعي للفقراء جدلا واسعا وسط الموريتانيين، بين من فسر الأمر على أنه دعاية حكومية لاستثمارها في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في شهر يونيو حزيران المقبل، وبين من رحب بها واعتبرها إشارة إيجابية تعكس روح المسؤولية الاجتماعية والاهتمام بالفئات الأكثر فقرا في البلاد.

وقال الناشط في حزب الإنصاف الحاكم محمد يحيى "الإفطار الجماعي الذي نظمه الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني خلال شهر رمضان هذا العام يعكس التزامه بتقديم الدعم للفئات الأكثر احتياجا في المجتمع".

وأضاف في حديث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن برنامج الرئيس الانتخابي يضع الأسر الهشة والمحرومة على رأس الأولويات، ويؤكد أهمية توفير الرعاية والدعم لهذه الفئات.

وتابع "نحن نعتقد أن اتخاذ مثل هذه الخطوة يعكس تفهما عميقا للتحديات التي تواجهها هذه الفئات، ونثمن الجهود التي يبذلها الرئيس في سبيل تحقيق التنمية الشاملة والعادلة لجميع شرائح المجتمع".

وشدد يحيى على أن هدف هذه المبادرة هو هدف إنساني بحت لا صلة له بالدعاية الانتخابية، وقال إن الخطوة "تعبير عن روح التضامن والاهتمام بالفئات الأكثر احتياجا في المجتمع".

* المعارضون

لكن بعض الأصوات المعارضة اعتبرت أن تنظيم الإفطارين في هذا الوقت محاولة لجذب الناخبين بدلا من التركيز على حل المشكلات الحقيقية التي يواجهها الفقراء مثل توفير الخدمات الأساسية وخفض الأسعار.

ويرى الناشط المعارض أحمد حافظ أن تنظيم الإفطارين الجماعيين يثير تساؤلات كثيرة، واعتبر الأمر "محاولة يائسة لجذب الناخبين" قبل الانتخابات القادمة، مؤكدا تراجع شعبية الرئيس وعدم الرضا عن أداء حكومته.

وأضاف "يبدو أن الهدف الرئيسي من تنظيم هذه الفعاليات هو الحصول على دعم الفقراء وتأييدهم دون اعتبار للأسباب الحقيقية لمعاناتهم وحاجاتهم الحقيقية".

ومضى قائلا لوكالة أنباء العالم العربي "ما يحتاجه الفقراء حقيقة هو توفير الخدمات الأساسية وخفض الأسعار، إذ انهارت قدرتهم الشرائية بسبب التدهور الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد".

وتابع "يجب على الحكومة أن تركز على إيجاد حلول جذرية للمشكلات الاقتصادية التي تواجه الفقراء بدلا من اللجوء إلى إجراءات تبدو سطحية وغير فعالة في تحسين ظروفهم".

* "خطوة إنسانية"

الصحفي سيدي محمد يرى أن تنظيم الإفطارين الجماعيين هذا العام يمكن تفسيره بأكثر من طريقة، فهو من جهة "خطوة إنسانية تعكس اهتمام الرئيس بالفئات الأشد احتياجا في المجتمع، وهو ما يعزز موقعه في قلوب الناخبين قبيل الانتخابات.

"وهو من جهة أخرى خطوة يمكن اعتبارها جزءا من حملة دعائية مبكرة تستهدف تحسين صورة الرئيس وجذب الناخبين، خاصة في ظل حديث المعارضة عن التراجع الذي شهدته شعبيته والانتقادات التي وجهت إلى حكومته بسبب فشلها في تحقيق الإنجازات الملموسة للشعب".

ويستطرد قائلا إن الإفطارين الجماعيين قد لا يكونان حركة دعائية لكسب أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية، بل جزءا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تحسين ظروف الفقراء بشكل دائم ومستدام.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، لم يعلن ولد الشيخ الغزواني حتى الآن الترشح لفترة ثانية يسمح بها الدستور الموريتاني؛ غير أن الأحزاب الموالية عبرت عن دعمها له، ونظمت عددا من المبادرات في الأشهر الأخيرة تعبر عن هذا الدعم، كما اتفقت على توحيد العمل من أجل التحضير للانتخابات الرئاسية.

واتفق رؤساء أحزاب الموالاة على تفعيل العمل المشترك والتأكيد على التمسك بنهج ولد الشيخ الغزواني، وأشاروا في بيان أصدروه أواخر العام الماضي إلى "تثمين ما تم إنجازه والسعي للتمكين لاستمرار برنامجه من خلال ترشيحه لمأمورية ثانية".