• غزة

  • الاثنين، ١٠ يونيو ٢٠٢٤ في ٧:٥٧ م
    آخر تحديث : الاثنين، ١٠ يونيو ٢٠٢٤ في ٧:٥٨ م

هل سيتأثر المشهد السياسي في إسرائيل باستقالة أعضاء من مجلس الحرب؟

(وكالة أنباء العالم العربي) - أثارت موجة الاستقالات التي شهدها مجلس الحرب الإسرائيلي في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع تساؤلات حول التداعيات المحتملة على المشهد في إسرائيل خلال الفترة المقبلة، سواء على الصعيد السياسي أو على مستوى العملية العسكرية في قطاع غزة.

وقد نفذ الوزير بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس الأحد تهديده لنتنياهو وأعلن استقالته من المجلس خلال مؤتمر صحفي مقتضب، وذلك بعد انتهاء المهلة التي حددها لرئيس الوزراء لوضع استراتيجية واضحة للحرب على غزة وما بعدها، وهو ما لم يحدث.

وفي 19 مايو أيار الماضي، منح غانتس رئيس الوزراء مهلة حتى الثامن من يونيو حزيران لوضع خطة من عدة نقاط للحرب في غزة، وقال إن "أقلية صغيرة سيطرت على قرار إسرائيل وتقود البلاد إلى المجهول"، متهما بعض السياسيين الإسرائيليين بالتفكير في مستقبلهم فقط مما يعني أن "هناك حاجة لتغيير فوري".

وبعد وقت قصير من استقالة غانتس، قدم عضو مجلس الحرب غادي آيزنكوت والوزير حيلي تروبير استقالتهما، داعين إلى إجراء انتخابات إسرائيلية مبكرة في أسرع وقت ممكن.

يرى المختص في الشأن الإسرائيلي عادل شديد أن استقالة هؤلاء الوزراء المنتمين لحزب معسكر الدولة بزعامة غانتس "ستكون لها تداعيات ملحوظة سواء على مدى شرعية الحكومة الحالية أمام الرأي العام الإسرائيلي أو شرعيتها أمام الخارج، وتحديدا أمام (الرأي العام) الأميركي والأوروبي، خاصة أن غانتس شكل عامل تجميل لصورة الحكومة سواء أمام المجتمع الإسرائيلي أو الخارج".

ويقول شديد "الآن بعد خروجهم سيكون عنوان الحكومة سموتريتش وبن غفير، وهي الفئة المتطرفة وغير المقبولة أمام شرائح واسعة من المجتمع الإسرائيلي، كما أنها غير مقبولة أمام العالم الخارجي مثل الولايات المتحدة وما شابه"، في إشارة إلى وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير.

وأضاف في حديث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن "الاستقالة ستشكل بداية لزيادة الفعاليات الإسرائيلية المُطالبة بإسقاط الحكومة الحالية والذهاب باتجاه انتخابات مبكرة والتي تعني انتهاء الحرب"، لكنه اعتبر أن الحكومة الإسرائيلية "ما زالت قوية ومتماسكة وتتمتع بالأغلبية في الكنيست" رغم الاستقالات.

كما استبعد شديد أن يكون هناك "وقف لإطلاق النار يلوح بالأفق إلا في حال كان هناك تغير واضح في الموقف الأميركي والمواقف العربية الرسمية التي تعتبر المحدد الأهم في صياغة الموقف الأميركي، والتي ما زالت جميعها دون استثناء أقل بكثير مما هو مطلوب، مما دفع أميركا في المضي بدعمها الكامل والمطلق لإسرائيل".

المشهد الإسرائيلي "غامض"

كانت محللة الشؤون السياسية بصحيفة (يديعوت أحرنوت) الإسرائيلية موران أزولاي قالت في 19 مايو أيار الماضي إن غانتس "كان يهدف إلى إحداث تغييرات في سياسة نتنياهو بكل ما يتعلق بسير الحرب"، معتبرة أنه لا يوجد في شروط غانتس "ما لا يستطيع نتنياهو التعايش معه".

وذكرت أزولاي آنذاك أن "صياغة خطة تلبي مطالب غانتس بطريقة أو بأخرى أمر ليس معقدا للغاية"، وأشارت إلى أنه "في حال كان وجود غانتس بالحكومة لا يزال مهما لنتنياهو فسيجد طريقة لتلبية مطالبه رغم العقبات التي ستكون في الطريق".

ويرى المختص بالشأن الإسرائيلي عمر جعارة أنه "لا قيمة لاستقالة غانتس فهو ليس جزءا من الائتلاف الحكومي، وقد علل استقالته بفشل نتنياهو في الانتصار على حماس خلال هذه الفترة الزمنية الطويلة من الحرب، بمعنى أنه يريد إظهار نفسه أكثر تطرفا من نتنياهو ويسوّق نفسه للانتخابات القادمة".

وقال جعارة لوكالة أنباء العالم العربي "يمكننا القول أن جملة الاستقالات جاءت بعد الفشل الكبير في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) والذي لا نقاش فيه، والفشل الأكبر المتمثل في عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على إحراز أي انتصار على المقاومة".

غير أنه أضاف أن "الاستقالات التي تمت بالأمس لن يكون لها أي تأثير على العملية العسكرية في قطاع غزة"، لافتا إلى أن هناك عاملين اثنين فقط يمكن أن يكون لهما تأثير وهما "الموقف الأميركي وصمود المقاومة الفلسطينية".

ويبدو أن المحلل السياسي مصطفى إبراهيم يتفق مع جعارة في الرأي، إذ يرى أن استقالة غانتس وآيزنكوت من مجلس الحرب "قد لا تؤثر بشكل كبير على وجود واستمرار حكومة نتنياهو التي تتمتع بـ64 مقعدا في الكنيست"، معتبرا أن "المشهد الإسرائيلي حتى الآن ما زال غامضا".

وقال إبراهيم لوكالة أنباء العالم العربي إن الاستقالة "لن تؤثر أيضا على مجريات الحرب على قطاع غزة أو دفع هذه الحكومة لتقديم استقالتها لإجراء انتخابات جديدة".

وأردف بالقول "المعارضة الإسرائيلية لا يوجد لها رأس حتى الآن رغم ادعاء يائير لابيد بأنه هو ممثل المعارضة بالإضافة إلى وجود أقطاب اليمين الأخرى أمثال (أفيغدور) ليبرمان وزير الأمن السابق وجدعون ساعر وكتلة غانتس، وسط تساؤلات حول مدى قدرتهم على تشكيل قوة في مواجهة نتنياهو وحكومته لإسقاطها ووقف الحرب".

وأشار المحلل السياسي أيضا إلى أن "التظاهرات في الشارع الإسرائيلي وأهالي الأسرى لم يستطيعوا ممارسة المزيد من الضغط من أجل إجراء انتخابات".

واختتم حديثه بالقول "الشارع الإسرائيلي منقسم إلى نصفين، جزء مع استمرار الحرب على قطاع غزة وجزء آخر مع وقف الحرب ولكن ليس بشروط، لذا من المبكر الحديث عما إذا كانت استقالة غانتس وآيزنكوت ستؤثر على المشهد السياسي الإسرائيلي".