موريتانيا تجري انتخابات رئاسية وسط إجراءات أمنية مشددة وإقبال ضعيف على التصويت
ناخبة موريتانية في أحد مراكز الاقتراع بالعاصمة نواكشوط تدلي بصوتها في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة التي يتنافس فيها سبعة مرشحين (29 يونيو حزيران 2024) - المصدر: AWP
  • نواكشوط

  • السبت، ٢٩ يونيو ٢٠٢٤ في ٩:٤٨ ص
    آخر تحديث : الأحد، ٣٠ يونيو ٢٠٢٤ في ٨:٣٦ ص

موريتانيا تجري انتخابات رئاسية وسط إجراءات أمنية مشددة وإقبال ضعيف على التصويت

(وكالة أنباء العالم العربي) - توجه الناخبون في موريتانيا صباح السبت إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة التي يتنافس فيها سبعة مرشحين، على رأسهم الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في أنحاء موريتانيا في السابعة صباحا أمام 1.9 مليون ناخب يحق لهم التصويت.

وقال الناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد تقي الله الأدهم، في مؤتمر صحفي قبل ساعات من فتح مكاتب الاقتراع إن الناخب سيدلي بصوته وسط جو ديمقراطي "غير خائف من الترغيب والترهيب"، على حد تعبيره.

ويختار الموريتانيون رئيسهم من بين سبعة مرشحين هم الرئيس ولد الشيخ الغزواني، وحمادي ولد سيدي المختار رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، ومحمد الأمين المرتجي الوافي، والأستاذ الجامعي أوتاما سوماري، ورئيس حزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية بامامادو بوكاري، والنائب العيد ولد محمدن ولد امبارك، ورئيس مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية بيرام الداه اعبيد.

وقال ولد الشيخ الغزواني بعد الإدلاء بصوته إنه سيهنئ الفائز إذا اختار الشعب مرشحا غيره.

وأضاف أن الكلمة الفاصلة تبقى للشعب، الذي سيحدد رئيس البلاد للسنوات الخمس القادمة، مشدداً على أن الفائز الأول في هذه الانتخابات هو الشعب الموريتاني والديمقراطية.

وأكد الرئيس الموريتاني على أهمية التزام جميع الأطراف بالسلم الأهلي والوحدة الوطنية، مشيرا إلى أن الحملة الانتخابية مثلت فرصة للمرشحين للتعبير عن مشروعاتهم المجتمعية في ظروف حرة ونزيهة، ومجدداً التأكيد على حرصه على أن تكون الانتخابات شفافة وذات مصداقية، مع الالتزام التام بنتائجها.

من جانبه، انتقد المرشح بيرام الداه اعبيد اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، متهماً إياها بادعاء الحيادية دون تنظيم الترتيبات اللازمة لاستقبال المرشحين.

وأضاف ولد اعبيد أن اللجنة لم تقم بالتحضيرات المعتادة، واصفاً تصرفاتها بأنها مستفزة للشعب الموريتاني وتكشف عن نوايا سيئة تتنافى مع رغبة الشعب في التغيير، على حد قوله.

وفي سياق متصل، قال المرشح ولد سيد المختار، إن الموريتانيين يتطلعون إلى التغيير مشيرًا إلى أن حزب (تواصل) هو الأجدر بتحقيق هذا التغيير.

ودعا مرشح حزب (تواصل) إلى الهدوء، مطالبًا الجميع بالابتعاد عن الهوى في هذه اللحظة الحساسة، ومشددًا على أهمية الحفاظ على الاستقرار خلال فترة الانتخابات.

نسبة المشاركة

وأعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات أن نسبة المشاركة بلغت 13 في المائة عند منتصف النهار، وذلك بعد مرور عدة ساعات من بدء عملية التصويت.

وبدت مراكز الاقتراع شبه خالية في الساعات الأولى من بدء التصويت، حيث بدا الإقبال ضعيفاً في المركب الأولمبي الذي يعد من أكبر مراكز التصويت في العاصمة نواكشوط.

رئيس مكتب التصويت في المركب الأولمبي، محمد محمود ولد علي، قال إن عملية التصويت بدأت في الساعة السابعة صباحاً كما هو مقرر، إلا أن الإقبال كان ضعيفاً حتى الآن.

وأضاف ولد علي أن هذا الوضع غير معهود في الانتخابات الرئاسية السابقة، حيث كان الإقبال عادة أكبر في الساعات الأولى.

من جانبها، قالت فاطمة، إحدى الناخبات التي جاءت للإدلاء بصوتها، إنها لم تجد أي طابور أمامها عند وصولها إلى مركز التصويت، ووصفت هذا الأمر بالغريب وغير المألوف.

وأشارت فاطمة إلى أن المراكز كانت تشهد عادة ازدحاماً في مثل هذا الوقت من اليوم الانتخابي.

وتمثل نسبة المشاركة تحدياً كبيراً في هذه الانتخابات، حيث يسعى المرشحون السبعة إلى حشد أكبر عدد من الناخبين لضمان نجاحهم.

ويرابط مندوبو المرشحين أمام مراكز التصويت، لحشد الناخبين للتصويت لمرشحيهم، مع توزيع منشورات دعائية وتقديم توجيهات حول كيفية التصويت.

إجراءات أمنية

وقررت اللجنة المستقلة للانتخابات تغيير مواقع مراكز التصويت في المناطق على الحدود مع مالي "لتعذر تأمينها".

وقالت اللجنة في بيان إنه تقرر تغيير مواقع هذه المراكز إلى مواقع جديدة "لتعذر تأمينها بسبب وقوعها داخل الأراضي المالية أو لمحاذاتها لحدود مالي".

وقال الوزير الأول محمد بلال مسعود إن الحكومة اتخذت كافة الإجراءات اللازمة والضرورية، من أجل تأمين الانتخابات.

جاء ذلك خلال لقاء أمس الجمعة في نواكشوط مع عدد من بعثات المراقبين الدوليين للانتخابات الرئاسية.

وتحظى هذه الانتخابات بمراقبة دولية ممثلة  في الاتحاد الأفريقي والمنظمة الدولية للفرانكوفونية، ومجموعة دول الساحل والصحراء، ومنظمة التعاون الإسلامي، وشبكة النساء الرائدات في أفريقيا.

وشهدت مختلف مناطق العاصمة نواكشوط انتشارا أمنيا كثيفا في الشوارع والأماكن العامة، وذلك في إطار الإجراءات الأمنية التي أعلنت عنها السلطات.

وأعلنت وزارة الداخلية أنها اتخذت إجراءات أمنية بالتزامن مع العملية الانتخابية لضمان سيرها في جو من الهدوء حتى "يؤدي الموريتانيون حقهم الدستوري في التعبير عن آرائهم والتصويت لمرشحهم بكل حرية وأريحية".