• خان يونس

  • الثلاثاء، ٩ يوليو ٢٠٢٤ في ٩:٠٢ ص
    آخر تحديث : الثلاثاء، ٩ يوليو ٢٠٢٤ في ٩:٠٢ ص

فلسطينيون يستعينون بأنقاض المباني في خان يونس لحفر قبور تواري ضحايا الحرب

(وكالة أنباء العالم العربي) - يضطر شبان فلسطينيون في خان يونس إلى الاستعانة بأنقاض وركام المباني المهدمة لحفر قبور من أجل دفن ضحايا القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ تسعة أشهر مع غياب المواد اللازمة.

ويبدأ طارق أبو حطب عمله من الصباح الباكر وحتى مغيب الشمس مع مجموعة من الشبان الذي يجمعون الركام والرمال من أجل تثبيت شواهد القبور بسبب عدم توفر الأسمنت.

وقال "نحن نبني قبورا من دون أسمنت لأنه غير متوفر في غزة. حتى الأحجار نحصل عليها من الدور المهدمة، نقوم بإصلاحها لاستعمالها لنبني قبرا نستر به الشهيد، كما ترى لا أسمنت ولا مواد. الأسمنت عبارة عن رمل. الأسمنت نادر جدا. وإذا كان موجودا يبلغ ثمنه 250 شيقلا".

ويشير أبو حطب إلى أن تكلفة القبر ارتفعت إلى قرابة الضعف منذ بداية الحرب في أكتوبر تشرين الأول الماضي، قائلا إن هناك عائلات غير قادرة على توفير مقبرة لدفن موتاهم.

وأضاف "تبلغ تكلفة القبر 450 شيقلا، قبل الحرب كانت تكلفته لا تتجاوز 250 شيقلا، لأن لا أسمنت في البلد ولا أحجار. نادرا ما نتمكن من تأجير عربة تجرها الدواب لنقل الأحجار من أماكن بعيدة".

ومع امتلاء مقابر العائلات، وفرت بلدية خان يونس قطعة أرض في الحي النمساوي بالمدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة لدفن الموتى، حيث تصطف القبور وحولها منشآت مهدمة وخيام النازحين.

ويواجه أبو حطب الخطر أيضا في عمله مع مقتل شقيقه وإصابة والده في قصف إسرائيلي أثناء دفن الموتى لكنه لا يجد مصدرا آخر لكسب الرزق وسط  الأوضاع الصعبة التي يعيشها جميع الموجودين في غزة.

وقال "والله الخطر كبير علينا. أكثر من مرة تم استهدافنا بصواريخ زنانة وغير ذلك أتت طائرة من دون طيار وقصفتنا. أصيب الحاج (والده) واستشهد أخي".

وأضاف "هذا مصدر رزقي أنا ومن يعمل معي، نأكل لقمة عيشنا منه. نعمل من الصباح حتى آذان المغرب، ويجني كل منا بين 30 و50 شيقلا يوميا. نعمة وفضل".

وينهمك صابر زعرب في تهيئة الأحجار التي جمعها من بين الأنقاض رغم الخطر المحدق به بعد استهداف دبابات إسرائيلية لمقبرة أثناء العمل ما يضطره للفرار نحو الشاطئ.

وقال "أعمل في هذه الوظيفة لأؤمن لقمة عيشي رغم الخطر، عندما دخلت الدبابات (الإسرائيلية) إلى خان يونس كانت تستهدفنا بالقصف فنهرب نحو الشاطئ لنعود لاحقا".