"عمليات الظل".. المعركة القادمة المتوقعة بين إسرائيل وإيران
صواريخ يعتقد أنها إيرانية تعبر سماء منطقة المثلث في الجليل الأعلى شمال إسرائيل في ساعة مبكرة يوم الأحد مع إعلان طهران بدء هجوم على أهداف داخل إسرائيل (14 أبريل نيسان 2024)
  • نابلس

  • الأربعاء، ١٧ أبريل ٢٠٢٤ في ٧:٥٩:٢٥ م
    آخر تحديث : الخميس، ١٨ أبريل ٢٠٢٤ في ٨:٢٤ ص

"عمليات الظل".. المعركة القادمة المتوقعة بين إسرائيل وإيران

(وكالة أنباء العالم العربي) - منذ شنت إيران هجوما بالطيران المسير والصواريخ على إسرائيل مساء السبت، لم تهدأ لغة التهديد والوعيد، وسط توقعات بأن تكون "عمليات الظل" هي السائدة في المرحلة القادمة.

ورغم محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضبط إيقاع التصريحات الإعلامية من خلال رسالة بعث بها سكرتير الحكومة يوسي فوكس للوزراء طالبا منهم عدم الحديث عن إيران والولايات المتحدة، فإن تلك الرسالة لم تُخمِد نار التصريحات التي تدعو للرد على الهجوم الإيراني.

ولا تزال وسائل الإعلام الإسرائيلية تتحدث عن تمسك إسرائيل بالرد على الهجوم الإيراني.

واليوم الأربعاء قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون خلال زيارته إسرائيل إنها اتخذت قرارها بالرد على الهجوم الإيراني. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عنه قوله إنه يأمل أن تتصرف إسرائيل بطريقة تؤدي إلى أقل قدر ممكن من التصعيد، في أعقاب حسم قرارها بالرد.

وبحسب الهيئة فإن وصول كاميرون إلى إسرائيل تزامنا مع وصول وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك يهدف إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل تخفيف رد الفعل على الهجوم الإيراني.

كما بحث وزيرا الدفاع الأميركي لويد أوستين والإسرائيلي يوآف غالانت في مكالمة هاتفية مساء الأحد طبيعة الرد الإسرائيلي وسط محاولات أميركية لضبط الأمور وتهدئتها. ونقل موقع أكسيوس الإخباري عن مسؤولين تأكيدهم أن غالانت أبلغ الوزير الأميركي بأنه لا خيار إلا الرد وأنه لا يمكن الصمت في وجه إطلاق مسيَّرات وصواريخ باليستية.

* "عمليات صامتة"

بعد استهداف قنصليتها في دمشق في مطلع الشهر الحالي، أطلقت طهران مساء السبت نحو 300 مسيرة وصاروخ باتجاه إسرائيل التي قال جيشها إنه تم اعتراض نحو 99% منها من قبل أنظمة الدفاع الإسرائيلية وكذلك أنظمة الحلفاء.

ورغم التصريحات النارية التي خرجت من إسرائيل في أعقاب الهجوم الإيراني، اتجهت الأمور لاحقا نحو التهدئة، وهو ما أثار اعتقادا بأن إسرائيل تدرس ردا صامتا.

ويرى الباحث في قضايا الصراع نزار نزال أن إسرائيل تُفضل حاليا خيار "حرب الظل" وتنفيذ عمليات صامتة ضد المصالح الإيرانية، سواء باستهداف علماء في البرنامج النووي الإيراني أو غيرها من العمليات التي لم تكن سابقا تعلن عن تبنيها.

ويعتقد نزال في حديثه لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن الحكومة الأمنية والسياسية الإسرائيلية المصغرة التي اجتمعت بعد الضربة الإيرانية قررت على الأرجح الرد على إيران.

وأضاف "الاجتماع على الأرجح أفضى إلى ضرورة توجيه رد، لكن ليس شرطا أن يكون الرد على الجغرافيا الإيرانية بمعنى هجوم بالطائرات أو الصواريخ الإسرائيلية على إيران".

واستطرد قائلا "على الأغلب سيعود الإسرائيليون إلى نفس الوتيرة التي كانت في السابق، وهي استهداف بعض المصالح الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا التموضع الإيراني في سوريا، ومحاولة اغتيال شخصيات أو علماء لهم علاقة بالبرنامج النووي، أو لهم علاقة بالحرس الثوري الإيراني".

ويؤكد نزال أن إسرائيل غير معنية بحرب شاملة، وبالتالي فإن الرد وفق مبدأ "حرب الظل" يضمن عدم حدوث تلك الحرب الشاملة.

ونوّه إلى أن المنطقة باتت تسير نحو معادلة جديدة بعدما شرعت إيران لأول مرة في تنفيذ عملية مباشرة ضد إسرائيل.

وأضاف "الهجوم الإيراني أسقط كل الخطوط الحمراء التي كانت موجودة سابقا، وبالتالي فإن كل الخيارات ستكون مفتوحة لاحقا. وطبيعة رد إسرائيل ستحدد ما يمكن أن تفعله، وستتجاهل عبارتها المعهودة: ‘سنرد في الزمان والمكان المناسبين‘.".

* "الحادثة لم تنتهِ بعد"

وفي داخل إسرائيل، ورغم الخلاف في الرأي بين المسؤولين السياسيين حول طبيعة الرد، فإن الجيش على ما يبدو قدَّم توصيته بضرورة الرد، وفقا لما كشفته صحيفة يديعوت أحرونوت.

وقالت الصحيفة "تم النظر في إمكانية الرد المباشر صباح الأحد، لكن مثل هذا التحرك كان معقدا للغاية؛ وشن هجوم في نفس وقت الهجوم الإيراني لم يكن صحيحا. لكن يقول قادة الجيش إن الحادثة لم تنتهِ بعد، وعلينا أن ننظر إلى حجم العملية ونطاقها".

ويولي الجيش الإسرائيلي أهمية كبيرة لبناء تحالف ضد إيران. ومن الناحية العملياتية، تم بناء مثل هذا التحالف الدولي في غضون أيام بقيادة إسرائيل وحلفائها الأميركيين، وتَطَلَّب الأمر دمج القوات والاتصالات بأنظمة الإنذار والكشف بشكل مشترك، وفقا ليديعوت أحرونوت.

وقالت "يريد الجيش تسخير نفس التحالف وكذلك الدول الأخرى في الحرب ضد إيران، باعتبارها مصدرا كبيرا للقلاقل، ودولة تضر بالسلام العالمي، وعلى وشك أن تصبح نووية".

ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت عن مسؤولين عسكريين قولهم إن لدى الجيش الإسرائيلي سلسلة من الخطط الهجومية المتنوعة بما فيها تنفيذ هجمات إلكترونية ضد البنية التحتية المدنية والموانئ والقضاء على العلماء في البرنامج النووي، وهجمات بالمسيرات على مصانع الطائرات دون طيار في إيران.

* لمن القرار؟

يعتقد الخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات أن من سيصنع القرارات لإسرائيل هي الولايات المتحدة، وقال في حديث لوكالة أنباء العالم العربي إن الضربة الإيرانية "أثبتت على المكشوف أن لا الجيش الإسرائيلي ولا دفاعاته يمكنها الصمود دون أن يكون هناك دعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".

وأضاف أن إسرائيل باتت تصرّح علنا بأن "من يُثبّتها على أرض الواقع هي الولايات المتحدة الأميركية، وهي من صدت الصواريخ والمُسيرات".

وبحسب عريقات، فإن هجمات إيران جاءت مكملة لهجمات السابع من أكتوبر تشرين الأول لتؤكد أنه من دون الولايات المتحدة والدعم الأميركي ستكون إسرائيل في حالة لا تستطيع فيها الدفاع عن نفسها وبحاجة دائمة إلى من يحميها.

وتابع "الضربة الإيرانية كانت معلنة والتخطيط كان فوق الطاولة، وكان هناك تأكيد من طهران على أن الضربة آتية".

واستطرد "لو كان بوسع إسرائيل استغلال هذه الفرصة لفعلت لأنها كانت تهدد دوما بقصف المنشآت النووية الإيرانية لكنها كانت عاجزة عن فعل ذلك لأن الولايات المتحدة هي من يحدد المواقف".