• ترحين

  • الاثنين، ١ يوليو ٢٠٢٤ في ٩:٣٥ ص
    آخر تحديث : الاثنين، ١ يوليو ٢٠٢٤ في ٩:٣٥ ص

عمال سوريون يشكون من تأثيرات ومخاطر مصافي النفط البدائية في حلب

(وكالة أنباء العالم العربي) - يضطر عواد الدندل للعمل في مصافي النفط البدائية الموجودة في بلدة ترحين بمحافظة حلب السورية لتوفير نفقات الحياة له ولأسرته رغم علمه بالتأثيرات الضارة والمخاطر الصحية التي سيواجهها في المكان.

ويتصاعد الدخان الملوث بالمواد الكيماوية في البلدة الواقعة بشمال غرب سوريا أثناء عملية التكرير التي تتم عبر وضع خزان في حفرة تشتعل فيها النيران باستخدام النفط الخام بغية إيصاله لدرجة الغليان والتبخر.

ويخرج النفط على شكل بخار عبر أنبوب يمر بحفرة مليئة بالمياه ليتكثف وينزل من الطرف الآخر على شكل مشتقات نفطية كالمازوت والبنزين قبل تعبئته في براميل وفق النوع.

ويقول الدندل "(العمل) مخاطره كثيرة. أولا إذا انفجرت بك الحراقة (مصفاة النفط البدائية) ستموت. هذا السم الموجود في قلبها من غازات ودرجة حرارة عالية. نعيش الموت قبل ما نموت. هذا شغلنا. ننظف الحراقات (مصافي النفط البدائية) ونستخرج بقايا زيت الوقود من الحراقة (مصفاة النفط البدائية)".

وأضاف "درجة الحرارة عالية جدا. من غير الغازات والسم الذي يمر من قلبها على صدورنا. مرض وسم في قلبها من غير درجة الحرارة، من غير  الفرن بالداخل".

ومع تزايد تلوث الهواء، تنتشر أمراض الجهاز التنفسي كالربو والانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة وأمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان الدم وهو ما يشكل كبيرا على أهالي المنطقة.

ويدرك أحمد سفراني أن عمله في مصافي النفط البدائية يتسبب له في أضرار صحية لكن ليس أمامه سبيل آخر للحصول على دخل في بلدة ترحين.

وقال "اليوم الحراقات (مصافي النفط البدائية) رائحتها غازات سامة. الحرارة في قلب الحراقة قاسية. الشغل ضعيف وكل فترة نشتغل في حراقة. هذا يؤثر على الصدر ويؤثر على الظهر على الضهر. يؤدي إلى الانزلاق الغضروفي مع طول فترة العمل".

كانت المصافي البدائية انتشرت بشكل واضح مع بداية الحرب في سوريا عام 2011 نتيجة الحاجة الملحة للحصول على مشتقات النفط مما دفع الأهالي في شمال البلاد للاعتماد عليها بكثافة رغم أضرارها التي طالت البشر والأراضي الزراعية والثروة الحيوانية مع وجودها بكثرة داخل المناطق والمدن والأحياء السكنية.

ورغم كل هذه المخاطر والأضرار، يعتقد أحمد العبد الله الذي يملك مصفاة بدائية أن استخراج المشتقات النفطية يسير بشكل أفضل حاليا عما كان عليه في السابق مع وجود تنظيم أكبر للعمل.

وقال "صار هناك تنظيم عمل جدا ممتاز. تملك الحراقات واضح بالأرقام المبينة. صرنا نخرج بأجود أنواع المازوت. بالبدايات كان عندنا عدة أخطاء. يعني في بدايات العمل ما كان هناك خبرة. اليوم هناك خبرة ممتازة  جدا".

وأضاف "من أردأ أنواع زيت الوقود، أصبحنا نستخرج أفضل أنواع المازوت وأفضل أنواع البنزين وبشيء منظم حتى الحراقات صارت تشتغل بشيء منظم".