• لندن

  • الأربعاء، ٥ يونيو ٢٠٢٤ في ٤:٤١ م
    آخر تحديث : الأربعاء، ٥ يونيو ٢٠٢٤ في ٤:٤١ م

عضو بالحزب الحاكم لـAWP: تركيا جادة في شن عملية عسكرية بشمال سوريا لاستئصال الجماعات الكردية المسلحة

(وكالة أنباء العالم العربي) - أكد يوسف كاتب أوغلو عضو حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يوم الأربعاء على أن بلاده جادة في شن عملية عسكرية بشمال سوريا للقضاء على الجماعات الكردية المسلحة هناك، وقال إن بلاده لن تستجيب لطلبات الانسحاب من الأراضي السورية طالما بقيت هذه المجموعات في الشمال.

وذكر كاتب أوغلو لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن الهدف من العملية العسكرية الجديدة في شمال سوريا هو "استئصال أوكار هذه المجموعات المسلحة التي تعتبرها (تركيا) إرهابية، لأنها سئمت التهديدات ومحاولات استهداف الحدود التركية والمواطنين والأتراك".

وأضاف أن هناك أيضا "من يحاول أن يقوم بتهجير السكان الأصليين من شرق الفرات ومن شمال سوريا لإقامة كيان انفصالي على أساس عرقي كردي أو مذهبي، وهذا أيضا يعتبر تهديدا لوحدة الأراضي التركية كما هو تهديد لوحدة الأراضي السورية".

واعتبر عضو الحزب الحاكم أن تصريحات وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بشأن ضرورة انسحاب تركيا من الأراضي السورية كشرط لأي حوار "تصريحات جوفاء ليس لها أي صدى عند الجانب التركي".

وأوضح أن حكومة بلاده ورئيسها رجب طيب أردوغان يعتبران أنه لا يمكن قبول شروط مسبقة أو تصريحات من هذا النوع "طالما كانت هنالك تهديدات حقيقية للأمن القومي التركي من خلال وجود مجموعات مسلحة تعتبر بالنسبة لأنقرة منظمات إرهابية" في شمال سوريا، وذكر من بين هذه المجموعات حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية وداعش.

كان وزير الخارجية السوري قال الثلاثاء إن "الشرط الأساسي" لأي حوار سوري تركي هو أن تقوم أنقرة بإعلان استعدادها "للانسحاب" الأراضي السورية.

وأضاف المقداد خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني علي باقري كني في دمشق "لا يمكن أن نتفاوض مع من يحتل أرضنا ومع من وعد عدة مرات بالتوجه للانسحاب من أراضينا وتراجعت تركيا عنها، وأنا أذكر أكثر من خمسة ستة تعهدات لم ينفذ منها شيء".

وتابع "نريد أن نرى شيئا دقيقا يلزم الدولة التركية بالانسحاب من الأراضي السورية.. إذ لا يجوز أن يستمر هذا الاحتلال ودعم القوى المسلحة في الشمال السوري.. لأن ذلك يتناقض مع أي جهود يجب أن تبذل لتطبيع العلاقات".

وشدد المقداد على أنه "لن تطبع العلاقات بين البلدين إلا إذا قالت تركيا في وضح النهار بأنها ستنسحب من الأراضي السورية".

تطبيع العلاقات

بخصوص إمكانية تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، قال عضو الحزب الحاكم لوكالة أنباء العالم العربي إن أنقرة ترى أن هناك ملفات خلافية من الممكن فتح قنوات الحوار لتجاوزها، لكنه أكد على وجود "خطوط حمراء لا يمكن القبول بها".

واستطرد قائلا "مسار التطبيع أو مسار التنسيق في تطبيع العلاقات مرة أخرى يجب أن يتضمن تفاهمات حقيقية في مكافحة كل التهديدات الإرهابية... تركيا تريد أن يكون هنالك فرض سيطرة كاملة وفرض للأمن والاستقرار، بالتنسيق معها استخباراتيا وأمنيا وعسكريا".

وشدد على أن "التطبيع لن يكون على حساب الأمن القومي التركي، ويجب على النظام السوري أن يتعاون مع تركيا إذا ما كان جادا في عودة العلاقات بين الطرفين، وأن يدعم تركيا في محاربة هذه التهديدات الإرهابية، تماما كما فعل العراق مع تركيا وهناك تنسيق الآن أمني وعسكري في هذا الموضوع".

وعما إذا كانت تركيا تخطط للانسحاب من الأراضي السورية في المستقبل القريب، قال كاتب أوغلو إنه "لا يمكن الحديث عن هكذا نوايا أو خطط في المستقبل القريب، ولكن نعم تركيا مستعدة أن يكون هنالك انسحاب من الأراضي السورية عندما يتم تطهير جميع الأوكار والمراكز التي تؤوي هذه المجموعات المسلحة".

وأضاف أن المسلحين يستخدمون بعض المناطق في سوريا "كقواعد عسكرية وتدريبية للهجوم على تركيا، وبالتالي الآن لا توجد أي نية في ترك هذه الأماكن في ظل عدم قدرة النظام السوري على تطهير هذه الأراضي المتاخمة للحدود التركية (بطول) 911 كيلومترا".

وتساءل قائلا "كيف يكون هنالك انسحاب في ظل وجود هكذا تهديدات لمجموعات مسلحة ومدربة؟ وهي بازدياد من خلال تدريب وتسليح من قوى خارجية، بين قوسين ‘أميركا‘، وأيضا في ظل تقاعس النظام في حد ذاته في عدم القدرة على فرض السيطرة على هذه الأراضي المتاخمة للحدود التركية".

وأوضح أن "هذا يندرج تحت المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، عندما تعجز دولة ما عن حماية حدودها المشتركة مع دولة أخرى، وتوجد تهديدات حقيقية لهذه الدولة، أعني هنا تركيا، فيحق لهذه الدولة - تركيا - أن تقوم بالدخول والتوغل داخل الأراضي الدولة المجاورة حتى مسافة 30 إلى 50 كيلومترا لفرض الأمن والاستقرار ولتحييد هذه التهديدات".

"صيف ساخن"

أكد كاتب أوغلو في حديثه مع وكالة أنباء العالم العربي على أن التقارب وفتح قنوات الحوار مع النظام السوري "لن يكون على حساب الأمن القومي التركي والوجود التركي في شمال سوريا".

وأشار إلى أن هناك "نزوحا بالملايين من سوريا إلى الحدود التركية، وتكدسا لأربعة ملايين في إدلب وأيضا في الشمال السوري، (وبالتالي) لا يمكن الحديث عن أن يكون هنالك أمن واستقرار" في هذه الظروف.

وعن أهم الخطوات التي تعتزم تركيا اتخاذها لتعزيز الأمن والاستقرار في المناطق الحدودية مع سوريا، قال عضو حزب العدالة والتنمية إن "الخطوات التي تعتزم تركيا أخذها واضحة، ممارسة سياسة دبلوماسية ضاغطة وتحذيرات جادة، كما صرح الرئيس أردوغان قبل أسابيع".

وأضاف أن "صيفا ساخنا ربما ينتظر هذه المناطق منذرا بعملية عسكرية واسعة ليس فقط في شمال سوريا بل حتى أيضا في شمال غرب العراق وتطهير كامل للمناطق الحدودية" مع سوريا والعراق.

ولفت إلى أن تركيا قامت بأربع عمليات عسكرية من أجل حماية حدودها "وربما الآن نتكلم عن عملية خامسة ستكون في الصيف المقبل لتطهير كل الأوكار والتهديدات ومخازن ومقرات هذه المجموعات المسلحة"، وعلى رأسها حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي وداعش وغيرها.

وشدد كاتب أوغلو على ضرورة أخذ التحذيرات التركية على محمل الجد، قائلا "يجب أن يكون هنالك إنهاء حقيقي لهكذا تهديدات من خلال استئصال كل هذه المجموعات من هذه الأراضي أو انسحابهم إلى أماكن أخرى".