• عمّان

  • الاثنين، ٣ يونيو ٢٠٢٤ في ٤:٣٥ ص
    آخر تحديث : الاثنين، ٣ يونيو ٢٠٢٤ في ٤:٣٧ ص

عاصفة انتقادات لخطط إقامة مهرجان جرش في الأردن مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة

(وكالة أنباء العالم العربي) - لم يكن تراجع وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار عن تحديد موعد لانطلاق نسخة هذا العام من مهرجان جرش للثقافة والفنون كافيا لإيقاف عاصفة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب خطط إقامة المهرجان مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وقالت الوزيرة الأردنية لوسائل إعلام محلية إن "إقامة مهرجان جرش لا يعتبر أولوية نتيجة للأوضاع المأساوية التي يمر بها الشعب الفلسطيني"، وذلك بعد أن كانت قد حددت 24 يوليو تموز موعدا لانطلاق النسخة 38 من المهرجان السنوي.

واستمرت المنشورات الغاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي رغم تصريحات وزيرة الثقافة.

ووصف الطالب الجامعي نزار أبو سماقة تصريحات الوزيرة بأنها محاولة "لامتصاص غضب"  الشارع وإنها لا تعني إلغاء دورة هذا العام من المهرجان "لأنها قالت ليس أولوية، بمعنى أنه ربما يصبح أولوية في قادم الأيام".

وقال أبو سماقة إنه كان ينبغي على وزارة الثقافة عدم طرح فكرة إقامة مهرجان غنائي "في وقت يذبح فيه الفلسطينيون بدم بارد"، خاصة وأن الأردن يعتبر الأكثر قربا من الشعب الفلسطيني.

وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن الأردنيين من أصول فلسطينية يشكلون ما بين 35 إلى 39 في المئة من تعداد سكان المملكة البالغ 11.3 مليون نسمة تقريبا.

أما روزانا سليمان، وهي ربة منزل، فقالت إنه من الأفضل "تأجيل المهرجان من قبل القائمين عليه أو اقتصاره على الفعاليات الثقافية التضامنية مع فلسطين وغزة"، مضيفة أن مهرجان جرش له طبيعة احتفالية لا يمكن أن تتماشى مع الأوضاع في غزة.

وأبلغ راكان محمود، المتحدث باسم (ملتقى الهيئات الثقافية لدعم خيار المقاومة)، وكالة أنباء العالم العربي (AWP) بأن الملتقى ينوي إطلاق حملة بعنوان "كيف نستمر بالفرح وغزة تباد" هدفها الضغط من أجل إلغاء مهرجان جرش هذا العام المقرر إقامته تحت عنوان "ويستمر الفرح".

وقال محمود "المهرجان عُلق في مرات سابقة، والأولى أن يعلق هذا العام لكون حجم الإبادة والمجازر الإسرائيلية فاق ما حدث في السابق"، مشيرا إلى أن الملتقى سيتواصل مع الحكومة الأردنية لطلب إلغاء المهرجان.

وطالب رئيس رابطة الكتاب الأردنيين موفق محادين وزارة الثقافة بالتخلي عن "حالة الارتباك في اتخاذ موقف حيال المهرجان".

وقال لوكالة أنباء العالم العربي إن أعضاء الرابطة، الذين يبلغ عددهم أكثر من ألف، سيمتنعون عن المشاركة في المهرجان إذا أصرت وزارة الثقافة على إقامته بالصورة التقليدية، أو تحت شعار "ويستمر الفرح".

وطالب محادين وزارة الثقافة بتحويل نسخة هذا العام من مهرجان جرش إلى فعاليات ثقافية وفنية "تحكي قصة فلسطين في النكبة والنكسة وصولا إلى المجازر التي تقع حاليا في غزة أمام أعين العالم"، معتبرا أن إقامة المهرجان بشكله التقليدي أمر يخالف التوجه الرسمي للأردن، وكذلك الموقف الشعبي.

وأضاف "لطالما كانت القضايا المصيرية للشعبين الأردني والفلسطيني وحدة واحدة لا تتجزأ".

وعلى الرغم من تصريحات وزيرة الثقافة، قال مصدر مقرب من إدارة المهرجان، الذي ترأس الوزيرة لجنته العليا، لوكالة أنباء العالم العربي إن المهرجان قائم حتى الآن في موعده المحدد، وإن وزارة الثقافة تعمل حاليا على تهيئة موقعه.

وتحتضن المدينة الأثرية في جرش، الواقعة على بعد 50 كيلومترا شمالي عمان، المهرجان السنوي منذ انطلاقه عام 1981.

وألغي المهرجان في 1982 بسبب الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، وألغي مجددا في 2006 لتزامنه مع الحرب بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية. وتوقف المهرجان في 2008 ليقام بدلا منه مهرجان الأردن الذي شمل عدة مدن منها جرش، لكن سرعان ما استعاد اسمه عام 2011.

وفي عام 2020 أجبرت جائحة فيروس كورونا الحكومة الأردنية على إلغاء المهرجان الأشهر في المملكة، قبل أن يقام في العام التالي وسط ضوابط وشروط صارمة لتجنب التجمعات داخل موقع المهرجان.

وجرش من أهم المدن الأثرية في الأردن، ويعود تاريخها إلى عهد الإسكندر الأكبر في القرن الرابع قبل الميلاد، وتضم آثارا يونانية ورومانية، وهي من أبرز الوجهات السياحية في المملكة.

ويجذب المهرجان كل عام الآلاف من الأردن والدول العربية، ويتضمن فعاليات ثقافية وغنائية ويستضيف شعراء في أمسيات شعرية كما يشهد مسرحيات وعروضا لفرق شعبية من دول العالم.