• حمص

  • الاثنين، ١٥ أبريل ٢٠٢٤ في ٢:٤٩:٤٥ م
    آخر تحديث : الاثنين، ١٥ أبريل ٢٠٢٤ في ٢:٤٩ م

دار الأوبرا في حمص.. معلم تاريخي تنهشه مظاهر الإهمال

(وكالة أنباء العالم العربي) - بعد أن كانت دار الاوبرا في مدينة حمص وسط سوريا واحدة من أشهر معالم البلاد التاريخية، أضحت مقهى شعبيا ومركزا للخدمات الترفيهية والألعاب، بينما بقيت بعض أقسامها موجودة كدار السينما ومعدات عرض الفيديو وكراسي المسرح وقد نالها الإهمال الشديد وتنهشها طبقات من الغبار تزداد تراكما سنة تلو أخرى.

ولعل الحجر الأسود الذي تتميز به مدينة حمص هو ما تبقى من المظهر التاريخي الذي يشهد على عراقة هذه الدار ومكانتها التاريخية.

وقال عبد المؤمن حجار، الباحث التاريخي السوري، إن "جمالية هذا المبنى تكمن في أنه يظهر هوية حمص من خلال الحجر الأسود، فالمبنى بني على هذا الطراز التقليدي من الحجر الأسود الذي تتميز به مدينة حمص".

وأضاف "القسم الذي تعلوه القبة في دار الأوبرا تحول إلى سينما، لكن تضاءل دور السينما في هذه الفترة ومكان السينما مغلق الآن".

ودعا حجار المسؤولين السوريين للعمل على تحويل دار الأوبرا لمكتبة وطنية أو متحف أو دار للوثائق أو أي شيء يتعلق بالثقافة، أو أن تعود إلى حلتها التاريخية كمسرح قومي أو مسرح للطلاب واستثماره ثقافيا.

وكانت الدار التي صممت بلمسات مهندي معماري إيطالي قد دُشنت من طرف بلدية حمص عام 1928 واستوردت تجهيزاتها المختلفة من مقاعد وأجهزة إضاءة وصوت وتأثيرات فنية وستائر من روما، ووقف على خشبة مسرحها عمالقة الفن من مطربين وممثلين وموسيقيين في سوريا والوطن العربي والعالم، مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب.

وأوضح حسن حمدان، الموظف العامل بمقهى الروضة السياحي في دار الأوبرا منذ ما يزيد على 40 عاما، أن هذا المقهى كان يقال له "دار سينما وغنى فيه الفنان الراحل محمد عبد الوهاب، وأعرف أن هذا القسم كان يقال له المسرح ويطلق عليه المسرح لغاية الآن، وهذا المقهى تجاوز عمره 100 عام، يأتي إليه مثقفون ومحامون ومحافظون".

من جهته أكد أحد مواطني حمص غضفان شرف الدين أن "دار الأوبرا المعروفة باسم الروضة حاليا والسينما أيضا، كانت المنطقة هنا تعج بالناس، دار الأوبرا كان يأتي إليها مثقفون والناس من كل الطبقات، تحول هذا المكان إلى معلم، حيث إن سألت أحدهم أو سألك تقول له نلتقي عند دار الأوبرا".

تحولت الدار مع مرور السنين إلى مجرد مكان للتسلية في معظم أقسامه، وأسهمت الحرب المتواصلة في البلاد منذ ما يزيد على 13 عاما، حيث حلت طاولات البلياردو محل المسرح الذي وقف عليها يوما محمد عبد الوهاب في لقائه الأول مع أهل حمص عام 1930.

ومن على منبر المسرح أيضا صدح صوت أم كلثوم والمطربات منيرة المهدية وصباح ونجاح سلام، كما وقف على خشبته تمثيلا أسماء فنية مسرحية عربية تاريخية من قبيل أمينة رزق ويوسف وهبي ونجيب الريحاني وإسماعيل ياسين وبشارة واكيم وقدموا العديد من أعمالهم الفنية.