بعد تحرير المحتجزين الأربعة في غزة.. تغييرات في المشهد السياسي الإسرائيلي وتأثير محتمل على مسار صفقة التبادل
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (الثالث من اليسار) خلال اجتماع حكومة الحرب بمقر الجيش في تل أبيب 13 أبريل نيسان 2024 (المصدر: مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي)
  • غزة

  • السبت، ٨ يونيو ٢٠٢٤ في ٤:٥١ م
    آخر تحديث : الاثنين، ١٠ يونيو ٢٠٢٤ في ٦:٣١ ص

بعد تحرير المحتجزين الأربعة في غزة.. تغييرات في المشهد السياسي الإسرائيلي وتأثير محتمل على مسار صفقة التبادل

(وكالة أنباء العالم العربي) - ما إن أعلن الجيش الإسرائيلي يوم السبت تمكنه من تحرير أربعة محتجزين من أسر حركة حماس في عملية عسكرية بوسط قطاع غزة، حتى سارع المسؤولون للتغني بإنجاز الجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) وسط تغييرات سريعة في المشهد السياسي كان أبرزها إعلان عضو مجلس الحرب ورئيس حزب "معسكر الدولة" بيني غانتس إرجاء استقالته من المجلس التي كان من المتوقع أن يعلنها اليوم.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه تمكن من إنقاذ المحتجزين الأربعة من موقعين مختلفين خلال العملية العسكرية في قلب منطقة النصيرات، وأكد المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري إن الجيش سيواصل عملياته لاستعادة المزيد من المحتجزين.

وأشار هغاري في بيان إلى أن العملية كانت جريئة وتم تنفيذها خلال ساعات النهار، وهو ما أعطى انطباعا لدى المسؤولين العسكريين والسياسيين أن الأمور باتت أسهل من ذي قبل لاستعادة المحتجزين بالعمل العسكري.

وقال هغاري "هذه عملية جريئة في وضح النهار. داهمت القوات مبنيين مختلفين في قلب قطاع غزة، وقاموا بإنقاذ المختطفين الأربعة تحت إطلاق النار وتهديد قواتنا المتواجدة في المنطقة، وكان الحصول على معلومات استخباراتية لهذه العملية معقدا للغاية".

وأضاف "شارك في العملية مئات الجنود وقد تصرفوا بمهنية وشجاعة، ومن بينهم مقاتل أصيب بجروح خطيرة. هذه العملية كانت تنطوي على مخاطر كبيرة للغاية".

وتابع قائلا "سنواصل بذل كل ما في وسعنا من أجل إعادة المئة وعشرين مختطفا (الباقين)... الرسالة إلى حماس واضحة: نحن مصممون بشدة على إعادة المختطفين إلى الوطن وسنفعل ذلك بكل الوسائل".

مستقبل صفقة التبادل

وتثير العملية الإسرائيلية تساؤلات حول مستقبل صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، وما إذا كانت حكومة بنيامين نتنياهو ستتمسك بالنهج العسكري لتحرير المحتجزين بعد هذه العملية.

وسبق أن نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات أخرى لإنقاذ رهائن، لكنها انتهت بمقتلهم أو منيت بالفشل، لكن هذه العملية ستمنح نتنياهو القدرة على المناورة في مجلس الحرب والتأكيد على أن العمل العسكري يحقق أهدافه، وبالتالي تسمح له بالدعوة إلى التريث قبل الموافقة على صفقة لتبادل الأسرى مع حماس تؤدي إلى وقف الحرب.

كان نتنياهو قد أعلن رفضه بشدة إبرام صفقة تؤدي لوقف الحرب دون تحقيق أهدافها، كما أعلنت حركة حماس هي الأخرى رفضها لصفقة لا تؤدي لوقف كل العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وطرح الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي خطة من ثلاث مراحل تؤدي لنهاية الحرب على غزة وتبدأ بمرحلة إنسانية تتعلق بإطلاق سراح محتجزين إسرائيليين وإدخال المساعدات إلى القطاع.

وفي إشارة على زيادة الحماس لدى الحكومة الإسرائيلية لمواصلة العمليات العسكرية التي من شأنها تحرير المحتجزين، قال وزير الدفاع يوآف غالانت في بيان بعد العملية إن النظام الأمني الإسرائيلي سيعمل باستمرار لتحرير المحتجزين.

وتابع في بيان "تمكن مقاتلونا من تحرير أربعة رهائن من أسر حماس وإعادتهم إلى وطنهم في إسرائيل. وسيعمل النظام الأمني على ذلك ونواصل النضال حتى عودة مختطفينا البالغ عددهم 120 مختطفاً، وسنعمل على تحريرهم في كل فرصة".

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن عضو مجلس الحرب بيني غانتس أرجأ مؤتمرا صحفيا كان مقررا اليوم السبت لإعلان استقالته من المجلس، وذلك في أعقاب نجاح الجيش في تحرير المحتجزين الأربعة.

وأوضحت الهيئة أن غانتس قرر إرجاء مؤتمره وبالتالي إرجاء استقالته.

وكان غانتس منح حكومة نتنياهو حتى يوم السبت لتنفيذ سلسلة قرارات تتعلق بالحرب على قطاع غزة ومسألة اليوم التالي للحرب بالإضافة لقضية عودة الإسرائيليين إلى بلداتهم في شمال إسرائيل، وأيضا حسم الموقف من قضية إعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية.

ضغوط اليمين

أما عائلات المختطفين التي كانت تطالب هي الأخرى بإبرام صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس بأي ثمن، فقد رحبت بالعمل العسكري الذي يؤدي لإطلاق سراح المحتجزين.

وقال تجمع عائلات المختطفين في بيان "العملية البطولية التي قام بها جيش الدفاع الإسرائيلي هي انتصار للروح وانتصار لدولة إسرائيل، ويجب على الحكومة الإسرائيلية أن تتذكر التزامها بإعادة جميع المختطفين الـ 120 الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، الأحياء لإعادة تأهيلهم والقتلى لدفنهم".

وإزاء كل هذه التطورات، من المتوقع أن يصعد اليمين الإسرائيلي لهجته باتجاه المزيد من الضغط العسكري على حركة حماس وتنفيذ المزيد من العمليات التي يمكن أن تؤدي لإطلاق سراح المحتجزين.

ويعارض وزراء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، أي صفقة تؤدي لوقف الحرب، ووصفوا في بيانات سابقة مثل هذه الصفقة بأنها استلام لحركة حماس وانتصار للحركة الفلسطينية.

ورغم أنه من المتوقع أن يعلو صوت اليمين الرافض للصفقة، إلا أن الولايات المتحدة ستواصل على الأرجح الضغط من أجل إبرام اتفاق مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية.

وفي الوقت نفسه، فقد يشجع نجاح عملية تحرير المحتجزين الأربعة الإسرائيليين على خفض الثمن الذي يمكن أن يدفعوه مقابل صفقة لتبادل الأسرى مع حماس.

وتعهد نتنياهو في مؤتمر صحفي بإعادة كل المحتجزين "سواء بهذه الطريقة أو بأي طرق أخرى"، مضيفا أن الجيش قادر على الوصول إلى كل مكان في غزة.