أزمات ائتلاف نتنياهو تثير تساؤلات حول مسار مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
صورة أرشيفية - طلاب إسرائيليون يتظاهرون أمام مبنى الكنيست بالقدس مطالبين حكومة بنيامين نتنياهو بوقف الحرب في غزة فورا وإتمام صفقة التبادل لإعادة المحتجزين لدى حركة حماس في القطاع (13 يونيو حزيران 2024) - المصدر: AWP
  • تل أبيب

  • الأربعاء، ١٠ يوليو ٢٠٢٤ في ٨:٣٧ ص
    آخر تحديث : الخميس، ١١ يوليو ٢٠٢٤ في ٨:٠٠ ص

أزمات ائتلاف نتنياهو تثير تساؤلات حول مسار مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

(وكالة أنباء العالم العربي) - أثار مشروع قانون جديد ينزع صلاحية تعيين الحاخامات في إسرائيل من السلطات المحلية المزيد من الخلافات في الائتلاف الحاكم، في الوقت الذي تجددت فيه مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة والتي تنتقل الأربعاء من القاهرة إلى الدوحة من أجل قمة يشارك فيها رؤساء مخابرات مصر وقطر وإسرائيل والولايات المتحدة.

ويحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي، الذي يحظى بدعم 64 عضوا من أصل 120 في الكنيست، منذ أن شكل حكومته في ديسمبر كانون الأول 2022.

ومع ذلك، اهتزت هذه الصورة في الآونة الأخيرة مع تزايد الخلافات السياسية، واضطر رئيس الائتلاف في الكنيست أوفير كاتس يوم الثلاثاء إلى سحب كافة مشاريع القوانين المطروحة للتصويت بسبب ما وصفه بأنه "سلوك غير مسؤول" لحزب القوة اليهودية الذي يتزعمه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.

وقرر بن غفير عدم دعم مشروع القانون المعروف باسم "قانون الحاخام"، مطالبا بالحصول على مكاسب له ولحزبه قبل الموافقة على دعم القانون.

وتثير الخلافات بين نتنياهو وبن غفير تساؤلات عن الأثر الذي يمكن أن يتركه تصدع الائتلاف الحاكم في إسرائيل على مسار مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، في ظل معارضة بن غفير نفسه وكذلك وزير المالية بتسلئيل سموتريتش المنتمي لليمين المتطرف، لإبرام اتفاق مع حركة حماس وفق المقترح الذي طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن في مايو أيار.

وقالت المحللة السياسية في القناة 12 الإسرائيلية دافني ليال إن نتنياهو يجد نفسه ممزقا بين قائمة طويلة من القيود السياسية والأمنية "وبدأ صبره ينفد شيئا فشيئا وما زال غاضبا من الإذلال الذي تعرض له على يد بن غفير في الآونة الأخيرة".

وعلى الرغم من حاجة نتنياهو إلى إرضاء بن غفير للحفاظ على تماسك ائتلافه الحاكم، فإنه لا يستطيع الاستجابة إلى طلب ضمه إلى الحكومة المصغرة التي تصنع قرارات الحرب، ومنها اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين مع حماس، بحسب ليال.

وأضافت المحللة السياسية الإسرائيلية "نتنياهو غير مستعد لضم بن غفير لقائمة طويلة من الأسباب، أولها الخوف من تسريب المناقشات الحساسة والأضرار السياسية التي قد يتسبب فيها ذلك. علاوة على ذلك، منذ اللحظة التي أصبح فيها هذا المطلب بمثابة ابتزاز، سيجد نتنياهو صعوبة أكبر في قبول هذه الخطوة".

ومن شأن انضمام بن غفير إلى الحكومة المصغرة، التي باتت تتخذ القرارات بدلا من مجلس الحرب الذي استقال منه رئيس حزب معسكر الدولة بيني غانتس الشهر الماضي، أن يجعل من تمرير قرار صفقة تبادل الأسرى أمرا صعبا في ظل معارضة بن غفير لها.

مأزق مع حزب شاس

وضع رفض بن غفير دعم قانون الحاخام في الكنيست نتنياهو في مأزق مع حزب شاس الديني، وهو أحد شركاء الائتلاف الحاكم وصاحب فكرة القانون الذي يأخذ صلاحيات تعيين الحاخامات في المدن من السلطات المحلية والبلديات ويمنحها لوزارة الأديان التي يتولاها حزب شاس.

وردا على ذلك، أمر رئيس كتلة شاس في الكنيست يانون أزولاي أعضاء الحزب بمغادرة الجلسة العامة التي انعقدت الثلاثاء. وبعد مغادرة أعضاء حزب شاس، سحب الائتلاف الحاكم جميع التشريعات التي كان من المقرر مناقشتها بعد أن فقد الأغلبية اللازمة لتمريرها.

وقالت المحللة السياسية ليال إن رئيس حزب شاس أرييه درعي بدأ الشراكة في هذه الحكومة بتوقعات عالية، لكنه سرعان ما اكتشف الفجوة بين الوعود والواقع.

وبعد أزمة مشروع القانون المثير للجدل الذي يعفي اليهود المتشددين (الحريديم) من الخدمة العسكرية، ظهرت أزمة أخرى لحزب شاس بعدم قدرته على تمرير قانون الحاخام، وهي نقطة أخرى تهدد حكومة نتنياهو، بحسب ليال.

وأضافت "عندما أدرك درعي أن قانون التجنيد لن يتم تمريره طلب التعويض بقانون الحاخام الذي تم إسقاطه أيضا، وبالتالي يشعر بالإحباط من سلوك نتنياهو الذي يختار دائما أجندات الوزيرين سموتريتش وبن غفير".

وقال الباحث في الشؤون الإسرائيلية خلف خلف إن نتنياهو يحاول حل أزمات الائتلاف بطريقة لا تدفعه إلى الذهاب للمعارضة لدعم خطواته المقبلة المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار.

وأبلغ خلف وكالة أنباء العالم العربي (AWP) "لكنه يجد صعوبة حتى الآن في تحقيق ذلك في ظل إصرار بن غفير على أن يكون صانع قرار في صفقة تبادل الأسرى وغيرها من القضايا المتعلقة بالعملية العسكرية في قطاع غزة وكذلك مسألة التصعيد على الحدود مع لبنان".

وتعهد يائير لابيد، زعيم حزب (هناك مستقبل) أكبر حزب معارض في إسرائيل، هذا الأسبوع بدعم نتنياهو في الكنيست كي يبقى في منصبه إذا استقال أعضاء ائتلافه الحاكم في حال المضي قدما في اتفاق وقف إطلاق النار.

وأضاف خلف "نتنياهو لا يريد أن تنظر إليه المعارضة بعين الشفقة، بالتالي هو لا يريد أن يصل إلى هذه النقطة، كما أنه يعلم أنه حتى لو نجحت المعارضة في منحه شبكة أمان مؤقتة فإن الوفاق لن يدوم طويلا وستسقط الحكومة لاحقا".