• نابلس

  • الثلاثاء، ٣٠ أبريل ٢٠٢٤ في ٥:٢٠:٤٢ ص
    آخر تحديث : الثلاثاء، ٣٠ أبريل ٢٠٢٤ في ٥:٢٠ ص

أثير الإذاعات.. وسيلة الفلسطينيين لتوجيه رسائل لذويهم المعتقلين في السجون الإسرائيلية

(وكالة أنباء العالم العربي) - لم تجد أم فلسطينية وسيلة لطمأنة ابنها الأسير في أحد السجون الإسرائيلية غير اللجوء إلى أثير إذاعة فلسطينية محلية.

بصوت معبأ بالحزن الدفين تقول "أنا والدة الأسير أحمد مهند. كيفك ابني؟ شو أخبارك؟".

يخيم الصمت لبرهة وهي تحاول لملمة مشاعرها المختلطة بين الأمل والخوف، ثم تقول "ابني إحنا مناح (بخير)، بنحاول نتواصل مع المحامي كل يوم حتى نعرف ظروفك ووضعك".

يتكرر الصمت، قبل أن تطرح سؤالا تعلم أن موجات الأثير لن تعود بالرد عليه "كيفك ابني؟".

وتدرك الأم مجددا حقيقة مكالمتها المنقوصة، وتكمل "الأخبار اللي بنسمعها من الأسرى اللي بتحرروا مش مبشرة، يا ريت تحاول تطمنا عنك بأي طريقة".

وتظل تهدي ابنها كلماتها المعبأة بحنان الأم والحنين، تقول له كما لو أنه في أحضانها "كنت وما زلت سبب فخر لنا، وسنبقى نصبر وننتظر حتى يرتفع صوتك مرة أخرى بيننا".

تقول أم أحمد لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إنها كانت تلجأ للإذاعة لطمأنة ابنها على حالها، وكان يخبرها عند كل زيارة لها للسجن أنه استمع لرسالتها عبر الإذاعة. لكنها بعد أحداث السابع من أكتوبر تشرين الأول لم تتمكن من زيارته ولا تعرف إن كانت رسائلها الأسبوعية عبر الأثير تصل إليه.

* مجهولو العدد والمصير

يلجأ الفلسطينيون إلى محطات الإذاعات المحلية في محاولة لإيصال صوتهم لأبنائهم على أمل أن تكون هناك أجهزة مذياع في السجون تلتقط أصواتهم المارة عبر الأثير.

ويقول خالد أبو منصور الذي خرج أخيرا من أحد السجون الإسرائيلية إن الأوضاع في السجون بالغة الصعوبة والتعقيد، وإن العقوبات التي فرضتها السلطات الإسرائيلية على المعتقلين شملت مصادرة أجهزة المذياع في كثير من السجون.

يحاول أبو منصور أن يصف في حديثه لوكالة أنباء العالم العربي مدى قسوة الظروف منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول وكيف يُحرم المعتقلون من أبسط حقوقهم.

قال "كانت هناك أجهزة تلفاز ومذياع، وكلها تمت مصادرتها في سجون كثيرة".

وأضاف "كنا ننتظر البرامج المتعلقة بالأسرى ورسائل الأهالي بفارغ الصبر، كان يسود جو من الصمت في كل السجون لحظة بث برنامج يحمل رسائل من أهالينا، لكن بعد 7 أكتوبر حتى هذه الطريقة سلبتها إدارات السجون".

ويؤكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمعتقلين قدورة فارس لوكالة أنباء العالم العربي، أنه بعد السابع من أكتوبر تشرين الأول مارست السلطات الإسرائيلية إجراءات غير مسبوقة بحق المعتقلين الفلسطينيين. واتهم إسرائيل بتنفيذ سياسة الإخفاء القسري بحق عدد كبير من المعتقلين خاصة أولئك الذين اعتقلوا من قطاع غزة.

وأشار إلى أنه حتى المنظمات الدولية مثل الصليب الأحمر لا تتمكن من زيارة المعتقلين، وفي أحيان قليلة يتمكن محامون من لقاء بعض الأسرى وبصورة غير منتظمة، وربما اقتصر اللقاء على المحاكمات التي يُمنع حتى أهالي المعتقلين من حضورها.

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في إحصائية نشرتها أمس الأحد إن إسرائيل تعتقل حاليا تسعة آلاف و500 فلسطيني، بالإضافة لآخرين اعتقلوا من قطاع غزة وما زالوا مجهولي العدد والمصير، وسط توقعات بأن العدد الإجمالي يزيد عن 12 ألفا.